الشيخ القائد المؤسس الدكتور غلام محمد نيازي
(١٩٣٢ _ ١٩٧٩)
هو الشيخ القائد المؤسس الشهيد غلام محمد نيازي الذي كان أستاذًا بارزًا في جامعة كابول، وعضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، ومؤسس الحركة الإسلامية في أفغانستان.
في عام 1974 سُجن بتهمة الترويج للنظام الإسلامي وقتل في السجن عام 1979.
ولد غلام محمد نيازي سنة 1932م.
وكان تاريخ الوفاة في 28 مايو 1979 (46–47 سنة)
يُذكر نيازي بأنه أب الإسلام السياسي في أفغانستان. كان يعتقد أن للإسلام دور مهم في البنية الاجتماعية والسياسية لأفغانستان. يتأثر العديد من أبرز السياسيين الأفغان بالأساس الذي وضعه نيازي.
السنوات الأولى:
ولد غلام محمد نيازي عام 1932 في منطقة أندار بإقليم غزنة شرق وسط أفغانستان.
قضى طفولته المبكرة في أندار قبل أن ينتقل إلى كابول للتعليم الابتدائي.
الدراسة والتعليم:
التحق نيازي بمدرسة هجويري الابتدائية العامة المحلية.
ثم انتقل إلى مدرسة أبو حنيفة في كابول.
كان ناجحًا جدًا في المدرسة، لذلك أتيحت له الفرصة لمواصلة دراسته في مصر.
التحق نيازي بجامعة الأزهر في القاهرة ، حيث حصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية عام 1957.
وكان من أوائل الطلاب الأفغان الذين درسوا الإسلام في مصر. مسار نيازي التعليمي كان غير شائع في أفغانستان. تقليديا، درس العلماء في المدارس الخاصة في أفغانستان والقليل من الأفغان الذين أتيحت لهم الفرصة للدراسة في الخارج درسوا في باكستان.
تدفق الطلاب الأفغان الذين يدرسون في مصر جلب نفوذًا سياسيًا شرق أوسطيًا جديدًا إلى أفغانستان.
قاد نيازي الطريق للمثقفين الحداثيين والمسيسين للتخلي عن المدرسة التقليدية .
انضمامه إلى الإخوان المسلمين:
أثناء دراسته في القاهرة، التحق نيازي بجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
لقد أثر الإخوان المسلمون المصريون بعمق في رؤيته للإسلام، وأطلقوا تصوره للحركة الإسلامية في أفغانستان.
كان سيد قطب مصدر إلهامه الفكري الرئيسي. على وجه التحديد، فإن دعوة نيازي لنظام قانوني قائم على الشريعة حصريًا متجذرة في أعمال قطب.
في عام 1954، حظر عبد الناصر جماعة الإخوان المسلمين.
وأصبحت جماعة الإخوان المسلمين منظمة سرية.
شكل هذا بشكل كبير تجربة نيازي في النشاط.
ألهم تركيز الإخوان المسلمين على الدعم الشعبي والتواصل مع الجماهير إستراتيجية نيازي السياسية.
العمل السياسي:
عاد نيازي إلى أفغانستان من مصر عام 1957.
ولدى وصوله نشر أفكاره في الدوائر الفكرية في جميع أنحاء كابول.
في البداية، تجمعوا سرا ، لكنهم أصبحوا منظمة سياسية رسمية تسمى الجمعية الإسلامية في عام 1972.
كان نيازي رئيس المنظمة، التي تضم أعضاء مثل صبغة الله مجددي، ومنهادين جاحظ من بين آخرين سياف ورباني وحكمت يار ومسعود .
الأيديولوجيا:
عارض نيازي التغريب والشيوعية بسبب طبيعتهما العلمانية.
ودعا إلى ثورة روحية وشدد على ضرورة اكتساب معرفة عميقة بالإسلام.
يعتقد نيازي أن الدين والعلم يجب أن يسيران جنبًا إلى جنب. عمل على إنشاء نموذج تعليمي جديد يتبع أفكار ومبادئ الإخوان المسلمين.
درس نيازي التاريخ الإسلامي بصرامة وطبق عدسة العلوم السياسية على تعلمه لفهم إخفاقات الأنظمة الإسلامية السابقة.
نشره، (مراجعة القانون الإسلامي) عزز الحركة الإسلامية ودعم إنشاء حكومة إسلامية في أفغانستان.
في حين أن أيديولوجيته كانت فكرية للغاية بطبيعتها، فقد أيد أيضًا تشكيل فرع مسلح داخل الحركة ليكون مستعدًا لاتخاذ إجراء إذا لزم الأمر.
الشباب المسلم:
كان العديد من أعضاء الجمعية الإسلامية أساتذة، لذا فهم غالبًا ما ينشرون أفكارهم مباشرة لطلابهم.
انتشرت الأفكار الإسلامية بسرعة بين الطلاب في كابول ، وأنشأ الطلاب ( الشباب المسلم) في عام 1969.
أصبحوا منظمة طلابية متشددة عارضت الصهيونية والإمبريالية الأمريكية والسوفيتية، ورفضت تقسيم باكستان والنظام الملكي الأفغاني.
لقد دعموا نظام العدالة الاجتماعية الإسلامي مع إعادة توزيع اقتصادي أكثر إنصافًا.
عملت الحركة الطلابية، المستوحاة من نيازي، بشكل علني أكثر من الجمعية الإسلامية، وآوت سياسيين مهمين مثل قلب الدين حكمتيار، وبرهان الدين رباني .
عندما تأسس الحزب الشيوعي عام 1965، عبّر طلاب الحزب السياسي الإسلامي صراحةً عن خلافاتهم التي تسببت في الكثير من الفوضى والمقاومة في جامعة كابول بين عامي 1965 و 1972.
تجعل الطبيعة السرية لانخراط نيازي السياسي من الصعب تقييم دوره في الشباب المسلم.
يزعم رباني أن الحركة الطلابية كانت مطيعة لنيازي والأساتذة. من ناحية أخرى ، يجادل حكمتيار بأن الشباب المسلم والأساتذة كانا منفصلين تمامًا، على الرغم من وجهات نظرهما الأيديولوجية المشتركة، لأن الأساتذة كانوا يخشون أن تؤدي معارضة الهيكل السياسي الأفغاني إلى تعريض مواقفهم للخطر.
المشاركة السياسية:
لم يشارك نيازي أبدًا بشكل مباشر في الاحتجاجات أو المظاهرات، لكنه حرض وألهم الكثيرين.
من المحتمل أنه لم يشارك بسبب الخوف من قمع الحكومة.
في ربيع عام 1971م، بدأ مظاهرة في كابول ردًا على نشر صحيفة شيوعية اعتبرها تجديفًا.
تظاهر عشرات الآلاف في شوارع كابول، مما جعلها أكبر مظاهرة في تاريخ المدينة.
على الرغم من طبيعته السرية، استفاد نيازي من منصبه كعميد لكلية العلوم الدينية في جامعة كابول للدعوة إلى إصلاحات رسمية.
استخدم سلطته المؤسسية لتوسيع قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة وتعديل امتحان القبول ليشمل المعرفة الدينية كمادة إلزامية.
بالإضافة إلى ذلك، حاول نيازي نشر أفكاره في دول أخرى لإطلاق الحركات الإسلامية.
في عام 1970، حضر هو وأستاذ آخر مؤتمر السلام للمسلمين السوفييت، الذي عقد في طشقند.
في المؤتمر، أعربوا عن دعمهم للمسلمين المقموعين في ظل الشيوعية.
على الرغم من وجود بعض العلاقات الشخصية مع شخصيات من الإسلام السياسي في مصر وباكستان والهند، إلا أن نيازي والأساتذة لم يتمكنوا أبدًا من إنشاء علاقات مؤسسية ذات مغزى مع أي حركة إسلامية في الخارج.
تراث:
برهان الدين رباني رئيسًا لدولة أفغانستان الإسلامية.
يُذكر غلام محمد نيازي بأنه والد الإسلام السياسي في أفغانستان.
نجح في تحويل الإسلام إلى حركة سياسية من خلال الاستفادة من قوة الدعم الشعبي.
ومع ذلك، فإن الحركة الإسلامية التي أسسها لم تحقق الوحدة. بعد وفاة نيازي، تم نفي باقي أعضاء الجمعية الإسلامية، وسرعان ما تفككت الحركة.
برهان الدين رباني:
كان برهان الدين رباني أستاذًا في جامعة كابول وأصبح زعيمًا للجماعة الإسلامية في عام 1972.
خلف غلام محمد نيازي كمؤسس، ونقل التنظيم من مجموعة سرية إلى حزب سياسي إسلامي رسمي.
تم نفي رباني في عام 1974 بسبب رغبة الدولة في قمع الأحزاب والآراء المعارضة.
بموجب اتفاقيات بيشاور، شغل منصب رئيس البلاد من عام 1992 إلى عام 2001.
وكان حكمتيار طالب هندسة في جامعة كابول.
كان طالبًا إسلاميًا يُقال إنه منجذب إلى أيديولوجية نيازي السياسية.
وكان حكمتيار عضوا في الشباب المسلم.
أثناء مشاركته في المظاهرات، ألقى الحامض على وجوه النساء واغتال سايدال الشهير، وهو عضو في حزب شولا إي جافيد، وهو حزب سياسي ماويست في جامعة كابول.
في وقت لاحق، في عام 1975 أسس الحزب الإسلامي، وهي شريحة من الجمعية الإسلامية التي انقسمت تحت قيادة رباني .
في عام 1992، أصبح رئيسًا للوزراء في نظام ما بعد الاتحاد السوفيتي الجديد.
وكان سياف أستاذاً في جامعة كابول.
في عام 1972، أصبح نائبًا للجماعة الإسلامية، تم نفيه من أفغانستان، ثم سجن بتهمة الانتماء إلى غلام محمد نيازي ومجموعته السياسية في عام 1973.
كان سياف ضد الحكم السياسي للملك ظاهر شاه .
أصداء الرحيل:
الشهيد الأستاذ غلام محمد نيازي: مؤسس الحركة الإسلامية في أفغانستان
من الرجال العظام في تاريخنا الإسلامي الحديث، وقد كان له دور بارز في قيام الحركة الإسلامية وبث الوعي الإسلامي بين الجيل المثقف من أبناء الشعب الافغاني المسلم.
ولد الأستاذ غلام محمد نيازي في أسرة متدينة فقيرة بمديرة "أنور" في ولاية غزني وتخرج من ثانوية أبي حنيفة الشرعية بكابل، وابتعث إلى جامعة الأزهر لمواصلة دراساته العليا ....
نال الاستاذ شهادة الماجستير في الحديث وعلومه وعاد إلى أفغانستان حاملا معه رصيدا كبيرا من الفكر الإسلامي الحركي، وقد فضل الأستاذ نيازي التدريس في كلية الشريعة على منصب إداري كبير عرض عليه من قبل حكومة ظاهر شاه.
انضم الأستاذ في عام ١٩٥٩م إلى هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة كابل وخلال فترة وجيزة اصبحت الكلية بفضل الله ثم بجهود الأستاذ نيازي مركزا للنشاطات الإسلامية، فقد تعرف الأستاذ على نخبة طيبة من الطلبة الذين توسم فيهم الإخلاص والخير الجاد لتربية جيل مثقف مؤمن بالإسلام الأصيل وإيقاظ الشعب لتغيير الواقع القائم وإقامة الحكومة الإسلامية في البلاد. ركز الأستاذ كثيرا على بناء قاعدة صلبة للدعوة من شباب تربوا في أحضان الدعوة الإسلامية واستغرق ذلك منه سنوات عديدة. انتخب الأستاذ نيازي عميدا لكلية الشريعة عام ١٩٦٨م وقد استغل موقعه خير استغلال لصالح دعوته، ولأفشال محاولات العلمانيين دمج كلية الشريعة في كلية الحقوق، كما حصل على موافقة المجلس الأعلى للجامعة بإنشاء مركز البحوث الإسلامية لإجراء دراسات متخصصة عن الجوانب والأبعاد المختلفة للإسلام. أنشأ الأستاذ محمد نيازي مجلة "شرعيات" الشهرية في إطار كلية الشريعة وعين إثنين من تلاميذه، وهما الأستاذ برهان الدين رباني رئيساً لتحرير المجلة الأستاذ سياف نائباً له، وقد --كانا يتقنان اللغة العربية، وكلاهما فتنه الله تعالى.
وكذلك المهندس القائد حكمتيار كان أحد التلامذة- وقد صارت المجلة منبراً لنشر الفكر الإسلامي في مواجهة الفكر الشيوعي والعلماني، وكانت تنشر تراجم لما كتبه كبار الدعاة والمفكرين في الوطن الإسلامي أمثال الأستاذ سيد قطب والإمام المودودي.
ورغم أن الأستاذ نيازي-بسبب مشاغله الكثيرة وعلاقاته الاجتماعية الواسعة- لم يتول القيادة المباشرة للحركة الإسلامية إلا أنه كان يوجهها ويدعمها بكل قوة.
يتمتع الأستاذ بجرأة فائقة في الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، ويذكر أنه عندما وصل جثمان تلميذه البار الشهيد عبدالرحيم نيازي من الهند إلى مطار كابل في عام ١٩٧١م وخرج شباب الحركة بمظاهرة كبيرة في شوارع العاصمة استقبالا لجثمان أخيهم الكبير، ونزحت جموع بشرية نحو مطار كابل، عندها ارتعدت فرائص الملك ظاهر شاه فاتصل الرجل الثاني في الحكم بالأستاذ نيازين وقال له إن الأمن في خطر لأنه من المحتمل أن يهاجم الشباب المطار، وطلب من الأستاذ أن يمنع المتظاهرين من الهجم على المطار، فأجابه الأستاذ بشموخ المؤمن: "إنك مخطىء" ، هؤلاء أخص أبناء هذا الوطن، والمطار ملك لهم، وهم لا يتعرضون له بسوء، هؤلاء ليسوا مثل العملاء الخونة الذين يبيعون الوطن لأسيادهم الأجانب، ويعتبرون وجودهم في أفغانستان أمراً مؤقتاً، ويفكرون في الهروب إلى الخارج "."
سيطر داوود خان على الحكم بمساعدة الحزب الشيوعي عام ١٩٧٢م، فاعتقل الشهيد نيازي مع بقية قيادات وطلائع الحركة الإسلامية، وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد، وكانت التهمة الموجهة لأبناء الحركة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة، تلك التهمة التقليدية الموجهة من قبل الطغاة للدعاة وأبناء الحركة الإسلامية للبطش بهم. مكث الأستاذ غلام محمد نيازي خمس سنوات في سجون نظام داوود ولاقي خلالها ألوان التعذيب ولكنه ظل شامخا كالجبال.
سيطر الحزب الشيوعي على الحكم في ابريل ١٩٧٨مإثر انقلاب عسكري دموي، وتعرض أبناء الحركة الإسلامية لتعذيب وحشي أشد من قبل وفي ليلة من ليالي رمضان عام ١٩٧٩م "١٧" رمضان حسب أقوى الروايات "أطلق الشيوعيون الرصاص على الأستاذ نيازي واثنين من مؤسسي الحركة الإسلامية في افغانستان، وهما المهندس سيف الدين نصرتيار، والأستاذ رباني عطيش فقضوا نحسبهم شهداء" إن شاء الله تعالى ".
مؤلفاته:
وترك الأستاذ نيازي رحمه الله تراثاً علمياً كبيراً يتمثل في عشرات المقالات الإسلامية المنشورة في المجلات والجرائد، وكتاباً ألفه في علوم الحديث، وترجمة الجزء الأول من صحيح البخاري بلغة البشتو.
رحم الله الشيخ د. غلام محمد نيازي الذي يعد الأب الروحي للحركة الإسلامية في أفغانستان.
المراجع:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_ ترجمة أعدها" محمد خالد مصعب .
3- مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1076