الداعية الأديب المربي يوسف العظم ! (شاعر الأقصى )

في الذاكرة : 

الأستاذ يوسف العظم - رحمه الله - جمع بين الأدب والتربية والدعوة ، غزير الإنتاج ، متعدد النشاط شارك في المجالس النيابية مرشحا عن مدينة معان في الأردن التي أحبته ، وتكرر تمثيله لها ، وله مواقف باسم لا زال المسلمون يذكرونها له بالإكبار و التقدير !

كما شارك في كتابة المقالات و القصائد في الصحف الأردنية والعربية والإسلامية ، ثم رئس مجلة صحيفة (الكفاح الإسلامي ) التي تصدت لبقايا النفوذ البريطاني ، وتبنت المطالب الشعبية الحياتية ، ودافعت عن الحريات العامة وعن قضية فلسطين وكانت مرآة للفكر الإسلامي وآرائه ومواقفه .

وقد أصدر في مجال الفكر ،كتاب (الإيمان وأثره في نهضة الشعوب ) 

كما أصدر سلسلة ( المنهزمون ) في ستة كتب تعرض فيها لأهم القضايا التي تهم المسلمين من مثل الرجعية والتقدمية ، فصل الدين عن الدولة واليمين عن اليسار ،وغير ذلك مما يوضح الرؤية أمام الجيل المسلم الذي تعرض ويتعرض لهجمات التشكيك و الاستلاب ، وأتبعها بكتابه القيم ( تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء) فضح فيه المناهج التاريخية التي عمدت إلى تشويه الوقائع والأحداث والمستشرقين ودورهم بين الإنصاف والتزوير ، والطائفين وجهودهم في تزوير التاريخ ، وعرض لطائفه من الشبهات و المفتريات في تاريخنا عبر العصور .

وفي الجانب التربوي التفت إلى أجيالنا الإسلامية الناشئة في المدارس الرسمية والتبشيرية فأطلق صرخته المدوية في كتابه ( أين محاضن الجيل المسلم ) وسعى مع عدد من المخلصين لإنشاء مدارس الأقصى التي تبدأ من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية ، وألف لها مجموعة من الكتب التي تضم منهاجا للتربية كما يريدها الإسلام وقد احتوت على أحد عشر مؤلفا ، ذاع صيت كثير منها في تأسيسه للأنشودة الإسلامية للأطفال ، وكان من أبرزها في هذا المجال ( أناشيد وأغاريد للجيل المسلم ) ولابد هنا من الإشارة إلى دور الأستاذ العظم في ريادة شعر الأطفال إلى جانب محمود أبو الوفا ! وإذا كان لأبي الوفا فضل السبق في وضع أسس نقدية للنشيد ، فإن للشاعر يوسف العظم الفضل في تنويع الموضوعات فقد أكمل البناء وأحسنه ، وفتح الباب واسعا لمن كتب بعده ،سواء في الموضوعات أم في اختيار البحور الرشيقة والأوزان الخفيفة !

 وإلى جانب أناشيد للأطفال ، فقد كتب القصة القصيرة للشباب في مجموعة حملت عنوان (يا أيها الإنسان ) أقاصيص للطلاب اتسمت بأسلوب بسيط وهادف ،ملامحها متقاربة ضمن إطار النـزعة الإنسانية ، وهي تناسب طلاب المرحلتين الإعدادية و الثانوية .وأما كونه شاعر الأقصى فقد انحصرت اهتماماته في شعره في موضوعين : فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها ، والأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا أو يراد لها أن تعيشها .

وقد استأثرت قضية فلسطين باهتمام شاعرنا ،فصدرت جميع أشعاره معبرة عن هذا الاهتمام ،وهو لا يكاد ينسى الأقصى بل يذكره حتى في المواقف التي يتحدث فيها عن غيره ، وهذا الجانب من أدبه يحتاج إلى دراسة مستقلة تستوفي موضوعاته - رحمه الله وطيب ثراه -

وسوم: العدد 1083