الشاعر محمد منلا غزيل - طيّب الله ثراه

رجال في ذاكرتي : 

علماء - دعاة - أدباء 

رحم الله الشاعر الزاهد والمجاهد محمد منلا غزيل الذي وهب حياته لخدمة الإسلام فأعزه المولى ، وجعل لكلامه شعرا ونثرا ولشخصه حضورا وقبولا ! كان فارس المنابر والمنتديات ! إذا تحدث أدهش ، وإذا استرسل أتى بكل جميل ومدهش ، يتحدث في فنون كثيرة وبأساليب مختلفة ويوظفها في خدمة فكرته ! ويعد من الرعيل الأول الذي بشر بالأدب الإسلامي تنظيرا وإبداعًا !

أسأل الله أن يكون ممن دخل تحت نداء جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبوه !!

يذكر الأديب الراحل محمد الحسناوي -رحمه الله - في كتابه : ذكرياتي مع السباعي ، عن فوز الشاعر محمد منلا غزيل بالجائزة الأولى في المهرجان الشعري بجامعة دمشق عام ١٩٥٩ وفوزه هو بالجائزة الثانية ، ودعوة الدكتور مصطفى السباعي للقائهما ، وتقديم التهنئة لهما ، وحثهما على المزيد من العطاء والتفوق !!

وقد أفرد الأديب عبد الله الطنطاوي كتاباً درس فيه شعر الراحل غزيل تحت عنوان : محمد منلا غزيل في ظلال الدعوة ، في سلسلة دراسات أدبية هادفة ! صدر في طبعته الثانية في الأردن / عمان - دار الفرقان وقد كان رحمه الله على شدة ماتعرض له من تهميش ومحاربة في الرزق كريما لايكاد يبقي عنده شيئا ، وكان لايتوانى في توزيع الكتب والأشرطة المسجلة ، ويسعده أن يقبلها الآخرون يقرؤونها أو يستمعون إليها ، وكثيرا ماكان الحاضرون لمحاضرة أو احتفال في مساجد حلب غيرها يصرون على السماع منه ! وقد عاش حياته زاهدا في الدنيا ، عفيف النفس ، وعرف أصدقاؤه هذا فيه ! حدثني أحد تلاميذه أن بعض أصحابه العاملين خارج البلاد كانوا يبرونه بشيء ، ولايجدون سبيلا لقبوله سوى أن يقولوا له : هذا من إيراد بعض دواوينك التي تطبع خارج البلاد ! 

 ترجم له مؤلفا كتاب شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ،مع ذكر شواهد من شعره في الجزء الثالث ، وعده الناقد أحمد الجدع من العشرة الأوائل لشعراء الاتجاه الإسلامي المعاصرين ! وللأستاذ عمر العبسو دراسة مطولة عن حياته وأدبه في موقع رابطة أدباء الشام ،وقد أنشدت قصائده في وقت مبكر !وهو صاحب القصيدة المشهورة : 

سيزول ليل الظالمين 

              وليل بغي مجرمِ 

سيزول بالنور الظلام 

               ظلام عهد معتم 

وسيشرق الفجر المبين

          ويرتوي قلبي الظمي 

كما كان له طريقة جميلة في الإلقاء الشعري والنثري ، وفي حديثه الجماهيري كان يمزج لغته باللهجة البدوية ! توفي ٢٠١٦ في مدينته منبج ، ودفن في ثراها .

وسوم: العدد 1091