الأستاذ المربي عبد الرزاق ديار بكرلي - رحمه الله-

رجال في ذاكرتي 

علماء - أدباء - دعاة 

جمعتنا الصداقة الأخوية ، والزمالة في جامعة حلب ، وقد كان رحمه الله في الدفعة الثالثة في كلية الآداب - قسم اللغة العربية ، مع أخينا محمد هدى قاطرجي رحمه الله ! وكنا مع الزملاء أحمد الخراط وعصام قصبجي وفاروق الغباري وعثمان مكانسي في الأولى ، وضمت الدفعة الثانية زهير سالم ومحمد رشيد العويِّد وحسني ناعسة وغيرهم ! 

قضينا سنوات ماتعة تضمنا اللقاءات الأدبية والفكرية والدراسية ودراسة في كتاب ! 

قلوب اجتمع أصحابها على المودة والخير ، وشاء الله أن يكون عريف حفل عقد قراني بحلب في جمع يزينه الشيخ محمد النبهان وشيخنا عبد الباسط أبو النصر وأساتذتنا إبراهيم عاصي ومحمد الحسناوي ومحمد فاروق البطل ، فحيا ورحب وبارك ، وقدمني لألقي قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ! 

وفي أحد الأيام قدمت إلى حلب على غير ميعاد ، فلقيني أخ فاضل ، وصحبني إلى منطقة السبيل ، ومضى بي إلى بناية الشيخ طاهر خير الله - رحمه الله - لحضور حفلة زواج الأخ عبد الرزاق الذي ألح أن ألقي قصيدة في المديح النبوي ، كان قد سمعها في أمسية على مدرج كلية العلوم الاقتصادية ، بعد كلمة عن الزواج في الإسلام لشيخنا أبي سعد عبد الله علوان 

ثم غادرنا أبو علاء متعاقداً للتدريس في المملكة العربية السعودية ، والأخ محمد هدى إلى الكويت ... ومضت الأيام والسنوات نتنسم أخبارهما إلى أن قدر الله بعد أحداث الثمانين فجئت متعاقداًللتدريس في المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ! فلم ينسيا عهدا ، ولم يضيعا ودا ، واتصلت حبال المودة التي لم تنقطع، ففتح لي الأخ محمد هدى أبواب مجلة المجتمع للكتابة في الزاوية الأدبية ، وكان مديراً للتحرير ، فكان من ثمرة ذلك كتابي في مواجهة الغزو الإعلامي ، وأثر القصة في الطفل المسلم ، وقبضة من حروف ، ورياحين القلوب !

واقترح الأخ عبد الرزاق اسمي لإخراج موسوعة القصص التربوي، على دار منار الرائد للاستشارات التربوية والتعليمية ، وكان مديراً تنفيذياً فيها ، ليتابع الموسوعة مباشرة ، تحت إشراف الدكتور حيدر الغدير ، وتوجيه الدكتور عبد الحميد أبو سليمان ، فجاء العمل في ثلاث مجلدات / ١٠٠٠/ صفحة ، وكذلك موسوعة الأناشيد التربوية ، فكان رحمه الله لايضن بملاحظة ، نختلف حيناً ، ونتفق أحياناً ، ونسعى في الحالتين إلى خدمة الأدب الإسلامي والجيل المنشود ! رحمك الله أبا علاء أخاً حبيباً وصديقاً ناصحاً ترك فقده لذعة في قلوب إخوانه ومحبيه ، وفراغاً في ساحة التربية ! وماأكثر مافقدت هذه الساحة من رجالات !! 

توفي في مدينة الرياض طيب الله ثراه في ٥/٤ / ١٤٣٩!!

وسوم: العدد 1102