الكاتب الباحث الأستاذ محمد أحمد معبر ... وفقه الله

لا أترجم سيرة رجل فَذٍّ ، فإن شئت فقل هو مؤلف بارع ، أو باحث متمكن من قدراته الإبداعية ، أو أستاذ لفرائد الفوائد في شتى المعارف والعلوم . ارتأى جولته بالقلم ميدانا لعلوم الأولين والآخرين . ولم يبرح إيمانه بالله سبحانه وتعالى ، وبإسلامه القويم ، وعروبته الأصيلة بكل مافي هاتين من قيم ومآثر وأمجاد . ولعله يعمل على إحياء القيم الغالية التي هي إرث أمتنا السامق ، ثم تعميق العلاقة بين الجيل الحاضر ، وإرث الجيل الماضي ، وكأنه أيضا يسقي نبتات المعرفة في حقول المعاصرين المهتمين بالشأن العلمي والمعرفي الثقافي . وهذا في الحقيقة إعمار للنفوس بالتزكية ، والعقول بالعلم والمعرفة، كما يعمل على استعادة الوجه المشرق لحضارتنا الإسلامية المتألقة ، بل وسيادتها بين دول العالم المعاصر وشعوبه . فقيم أمتنا في العلوم والمعارف وتاريخها الزاخر بالابتكارات ... يؤهلها لهذه المهمة العالية .

أجل : لاأترجم سيرة وإنما هي أضواء جَذَبَتْنَا إليها مكتبتُهُ العامرة الغنية بجميع أنواع العلوم والمعارف الإنسانية ، وتعد مجلداتها وعناوينها بالآلاف ، في مساحة من الأرض جاوزت : ( 120) مترا مربعا في مدينة : ( خميس مشيط ) . وقد تم توزيع هذه المكتبة على أقسام مثل :

*القرآن الكريم وعلومه .

*الحديث الشريف وعلومه .

*الفقه وأصوله .

*التاريخ والتراجم .

* العقيدة .

*الأدب .

* السيرة النبوية والخلافة الراشدة .

إلى آخر تسلسل هذه الأقسام التي ماتركت علما إلا وأحرزت له المكان المناسب في رحاب هذه المكتبة الأثيرة . ولعل الأستاذ الفاضل : عيسى سليمان الفيفي أوفى الحديث مكانته عن هذه المكتبة وعن صاحبها في كتابه : ( حكاية قلم وتاريخ مكتبة ) ففي هذا الكتاب بيانٌ وافٍ عمَّا في هذه المكتبة ، وعمَّا كان لصاحبها من مكانة لدى المهتمين بهذا الجانب العلمي المميز . ولقد كتب في مقدمته للكتاب : ( العلم مفتاح الفلاح والنجاح ، والصعود إلى العلياء ، ومفتاح لكل خير ، وسدٌّ منيع في وجه الفتن ، وحصن حصين لمَن تحصَّن به ، والطريق الموصل إلى جنات النعيم ... ) .
فإلى الأخ الفاضل الباحث المؤلف : محمد بن أحمد معبر ... هذا الإهداء :

وسوم: العدد 1115