في حب مصر وحنان الدسوقي
إبراهيم خليل إبراهيم
مرت ذكرى وفاة البطل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية الأسبق وللأسف لم تتذكره معظم وسائل الإعلام اللهم إلا القليل منها،والمدهش أن وسائل الإعلام تبارت في نقل المظاهرات والتصادمات والتجاوزات التي حدثت في ذكرى التنحي وأسهبت في الحديث عن يوم الحب وفالنتين والهدايا،ونسجل هنا من باب الأمانة وللتاريخ وإعطاء كل ذي حق حقه أن الإذاعية القديرة الموهوبة حنان الدسوقي مديرة التنفيذ بإذاعة جنوب الصعيد التي تبث إرسالها من مدينة أسوان حرصت على تخصيص فترتها الإذاعية المفتوحة (مكالمة في حب مصر) يوم الخميس 14 فبراير 2013 للحديث عن البطل الفريق سعد الدين الشاذلي( رحمه الله) وذكرى التنحي،وأيضا يوم الحب العالمي والمشهد السياسي الذي تعيشه مصر وبرغم قصر مدة الفترة الإذاعية (30 دقيقة) إلا إنها كانت غاية في الجمال والإبداع والإتقان نظرا لتمكن وثقافة الإذاعية القدير حنان الدسوقي،والبراعة الهندسية الإذاعية للمهندس سيد دردير منفذ الفترة هندسيا من ستديو البث المباشر (التنفيذ) ونقول : البطل الفريق سعد الدين الشاذلي تولى رئاسة هيئة أركان القوات المسلحة المصرية في 16 مايو عام 1971م وفي 6 أكتوبر عام 1973 بدأت المعارك لتحرير سيناء التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ونفذ الجيش المصري خطة (المآذن العالية) التي وضعها البطل سعد الدين الشاذلي بنجاح مذهل وعندما حدثت ثغرة الدفرسوار رأى الفريق سعد الدين الشاذلي تصفية الثغرة وذلك بسحب عدد 4 لواءات مدرعة مصرية من الشرق إلى الغرب لزيادة الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب والقضاء عليها نهائياً وكانت وجهة نظره فى ذلك تتمثل فى تطبيق أحد مبادىء الحرب الحديثة وهو (المناورة بالقوات) وأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق ولكن الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر من منطلق الحفاظ على أرواح الجنود وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر 1973م تم تسريح الفريق سعد الدين الشاذلي من الجيش المصرى بقرار من الرئيس السادات وعينه سفيراً لمصر في بريطانيا عام 1974م ثم فى البرتغال حتى عام 1978م وانتقد الفريق سعد الدين الشاذلي وبشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه خارج مصر ولذا استضافته الجزائر وفي المنفى كتب الفريق سعد الدين الشاذلي مذكراته عن الحرب واتهم فيها الرئيس محمد أنور السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة كما عارض موافقة الرئيس السادات على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى وفى عام 1992م عاد الفريق سعد الدين الشاذلى إلى مصر وشاء القدر أن يشهد البطل الفريق سعد الدين الشاذلي وهو في فراش المرض ثورة الشعب على الظلم والفساد والنظام الحاكم والتي انطلقت شرارتها في 25 يناير 2011 وفي يوم الخميس 10 فبراير عام 2011 م أعلنت عقارب الساعة وفاة البطل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الأسبق وفي اليوم التالي لوفاة البطل خرجت الملايين من الشعب المصري إلى الشوارع بالقاهرة والمحافظات والآلاف أحاطوا قصر العروبة بالقاهرة وقصر رأس التين بالإسكندرية وفى المساء أعلن عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية تخلي الرئيس مبارك عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد،أيضا لم تنس الإذاعية القديرة حنان الدسوقي مديرة التنفيذ لإذاعة جنوب الصعيد في فترتها المفتوحة (مكالمة في حب مصر) المطرب محمد حمام الذي توفى يوم 26 فبراير عام 2007 والشاعر حسين السيد الذي رحل إلى الدار الآخرة يوم 27 فبراير عام 1983 وبذلك تؤكد رسالة فترتها المفتوحة التي تهتم بكل محبي مصر وشعبها العظيم فالمطرب محمد سيد محمد إبراهيم الشهير بمحمد حمام من مواليد 4 نوفمبر عام 1942 لأسرة تنتمي جذورها لمحافظة أسوان وفي عام 1959أعتقل أثناء دراسته في كلية الفنوان الجميلة مع العديد من المثقفين المصريين منهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد وبعد خروجهما من المعتقل عام 1964 قدمه حسن فؤاد للحياة الفنية وفي عام 1968 حصل محمد حمام على الشهادة الجامعية وبدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغنية من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي وتميز صوت وأداء محمد حمام بحمل العديد من الثقافات المتداخلة وكان تميز صوته وأدائه سبباً هاماً في التفاف الجمهور حوله وكان صوته مشاركاً لكفاح الجيش المصري من خلال أغنياته والتي كانت أشهرها يا بيوت السويس وغنى فى المسلسلات الإذاعية والأفلام السينمائية وكان له دوراً ريادياً في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخراً ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه،وقد قال الكاتب الكبير محمود أمين العالم : إن صوت محمد حمام يمنحني حزناً ينتهي بالتفاؤل،وفي مساء يوم الاثنين 26 فبراير عام 2007 توفى المطرب محمد حمام وأمر المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع المصرى وقتئذ بنقل جثمانه بطائرة عسكرية ملفوفاً بعلم مصر وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكرى ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقه وعلق المحافظ قائلا : إن حماس وغناء محمد حمام مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين حتى كان النصر لا يقل عن أى جندى صوب مدفعه نحو العدو،وقد نعته رئاسة الجمهورية وأذيع خبر وفاته بالتليفزيون المصري ونكست الأعلام بمدينة السويس،أما الشاعر حسين السيد فقد بدأ مشواره الفني عام 1939 عندما أُعلن عن طلب وجه جديد للتمثيل في فيلم يوم سعيد مع محمد عبد الوهاب فتقدم ونجح ثم أنطلق الشاعر حسين الشاعر وكتب مئات الأغنيات الوطنية والعاطفية والفوازير والاسكتشات وأيضا للأطفال وتغنت بكلماته نخبة كبيرة من الأصوات الغنائية الأصيلة فمن منا ينسى أغنياته : ست الحبايب وجيالك وفاتت جنبنا وتوبة وأهواك وياحبايب بالسلامة وعاشق الروح ودقت ساعة العمل والحبيب المجهول وقالولي هان الود عليه والمارد العربي وأرجمني وطمني والحب جميل وعيني بترف وشكل تاني وإلا أنت وأمورتي الحلوة وفي يوم وليلة ..ألخ،وفي عيد العلم عام 1960 منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون،وفي عام 1976 كرمه الرئيس محمد أنور السادات في عيد الفن وذلك عندما ألقى قصيدة بعنوان العبور وفي 27 فبراير عام 1983 توفى الشاعر المبدع حسين السيد وهو في مكتبه خلال كتابته لكلمات أغنية يحيي فيها الموسيقار محمد عبد الوهاب بعيد ميلاده لتغنيها فرقة الموسيقى العربية وفي الختام نكرر الشكر والتحية للإذاعية القديرة حنان الدسوقي مديرة التنفيذ بإذاعة جنوب الصعيد نظرا لحرصها واهتمامها بإلقاء الضوء على كل من أحب مصر وكل من عمل أو يعمل لأجلها وتحية أيضا لمهندس الصوت سيد دردير وتحية إلى كل من يعمل بصدق وإخلاص لأجل مصر الحبيبة،وقبل أن نفترق أهديكم قصيدتي هذه التي ضمها ديواني إحكي وقول ياورق :
تعظيم سلام يا وطن ...
يا أعظم الألقاب
تعظيم سلام يا وطن ...
للى بيصون التراب
واللى أعلن همته ...
فـ وش عشاق الخراب
واللى بيقول كلمته ...
من غير سؤال وجواب
واللى بيعيش ثورته ...
رغم أنواع العذاب
تعظيم سلام يا وطن ...
للى عمره ما غاب
واللى دخل جنتك ...
من أوسع الأبواب
تعظيم سلام يا وطن ..
يا أعظم الألقاب .