راجي الصوراني
نعمان فيصل
ولد المحامي راجي خضر موسى الصوراني في مدينة غزة في 28 ديسمبر (كانون الأول) عام 1953، وتلقى علومه الأولية في مدينته، وأنهى الثانوية العامة في المدرسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم عام 1972، ثم سافر إلى بيروت وما لبث أن تركها لاندلاع الحرب الأهلية إلى مصر، والتحق بجامعة الإسكندرية، ودرس القانون، وأحرز قصب السبق بين أقرانه، وحاز على إجازة الحقوق عام 1977، ونال درجة باحث في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991.
نشط المحامي راجي الصوراني في العمل الوطني والسياسي، ووهب نفسه للدفاع عن حقوق الإنسان.. ونظراً لمواقفه هذه قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1979 بمنعه من السفر خارج قطاع غزة، واعتقاله لمدة ثلاثة أعوام، عاش خلالها تجربة مريرة في المعتقلات الإسرائيلية
فور خروجه من السجن عام 1982 افتتح مكتباً للمحاماة، وبرز في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعن كافة الانتهاكات التي مارسها الاحتلال بحق أبناء شعبه من إبعاد، وهدم منازل، وتعذيب... وساهم في توثيق ونشر هذه الممارسات الجائرة، وبسبب نشاطه هذا تعرض لانتقام قوات الاحتلال الإسرائيلي فاعتقلته عام ،1985 وخضع للتعذيب طوال 87 يوماً في أقبية التحقيق، وبعد فشل المخابرات الإسرائيلية في انتزاع اعتراف منه أوقف إدارياً لمدة ستة شهور؛ وتبنته أمنستي انترناشونال كسجين ضمير، وكذلك نقابة المحامين الأمريكية، وكانت هذه الحالة الأولى في تبني قضية فلسطيني معتقل.
في عام 1986 أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي قراراً عسكرياً غير مسبق بمنع (المترجم له) من العمل في حقل المحاماة، ومن زيارة السجون ولقاء المعتقلين، والترافع أمام المحاكم، كما تعرض للاعتقال الإداري لمدة ستة شهور في عام 1988.
في إبريل 1990 تولى إدارة مركز غزة للحقوق والقانون الذي أسس عام 1985، وخلال فترة وجيزة أصبح المركز أحد أهم معالم المجتمع المدني في قطاع غزة، والمصدر الأهم في التعريف بما كانت تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية عبر نشره الكثير من التقارير والدراسات المحايدة. لذلك كله حصل على جائزة كنيدي لحقوق الإنسان، وجائزة أفضل فرع للجنة الحقوقيين الدوليين عام 1991.
على أثر سلسلة من الانتقادات للسلطة الوطنية الفلسطينية تتعلق بالاعتقال السياسي، وتقييد حرية الرأي والتعبير، والموقف النقدي الحاد من محاكم أمن الدولة أخذت السلطة منه موقفاً هجومياً، فقامت بفصله من العمل في إبريل 1995 واعتقلته وتحت ضغوط مارسها نشطاء حركة فتح، والحركة الوطنية الفلسطينية، والمجتمع الدولي أُطلق سراحه بعد يومين من احتجازه.
في إبريل 1995 أسس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مع مجموعة من المحامين والباحثين العاملين في حقوق الإنسان والذين فصلوا معه والبالغ عددهم (14 موظفاً)، وأصبح المركز بجهوده في طليعة المؤسسات الأهلية في قطاع غزة التي تهتم بحقوق الإنسان، وغدا المحامي راجي الصوراني معروفاً في الأوساط العربية والدولية، ومازال يقوم بدور رائد في فضح الممارسات الإسرائيلية بحق أبناء شعبه في المجتمع الدولي، كما شارك في مئات المؤتمرات، وورشات العمل، وألقى الكثير من المحاضرات والندوات، وقدم أوراق عمل في أكثر من 35 دولة حول أوضاع حقوق الإنسان، والتطورات السياسية والقانونية في الأراضي الفلسطينية.
اختير المحامي راجي الصوراني في عام 1997 عضواً في مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة، وانتخب نائباً لرئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان عام 2000، وعضواً في لجنة الانتخابات المستقلة في المفوضية الدولية لحقوق الإنسان عام 2003، وانتخب مفوض لجنة الحقوقيين الدولية (ICJ)، واختير عضواً تنفيذياً للجنة الحقوقيين الدولية عام 2006، إضافة لكونه مؤسساً وخبيراً في العديد من المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية التي تُعنى بالإنسان وحقوقه.
وتقديراً لأعماله وجهوده فاز بالعديد من الجوائز الدولية ومنها: جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان عام 1995، وجائزة برونوكرايسكي للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان عام 2002، وأيضاً بجائزة منظمة الخدمات الدولية لحقوق الإنسان عام 2003.
وتقديراً لجهوده انتخب في عام 2011 رئيساً لمجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان وهي واحدة من أكبر منظمات حقوق الإنسان الإقليمية.
ومازال المحامي راجي الصوراني يقوم بمهامه الوطنية بحماس ملفت للنظر، وله ابن وبنت وهما: (باسل، نور).