الأسير مالك ناجح بكيرات...
الأسير مالك ناجح بكيرات...
أسد من أسود بيت المقدس
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
بصوته الجميل كان يشدو للحق في فرقة القدس للنشيد الاسلامي ...وكان يؤذن بصوته الندي في مسجد قرية صور باهر، ولأن الإسلام حثّ على القوة وشجّع على الرياضة كان مالك عضوا في فريق اسلامي صور باهر لكرة القدم ... شخصيته جذّابة مؤثرة ، أدبه جم ،أخلاقه دمثة ...
الميلاد والنشأة ...
ولد الاسير مالك ناجح بكيرات في القدس الشريف يوم 8/7/1979، وكبر وترعر الاسير في ظل أبوين ملتزمين، وأسرة مسلمة محافظة على شرع الله ، فمن منّا لا يعرف شيخ الأقصى الشيخ ناجح بكيرات الّذي أمضى جلّ عمره في خدمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، تلقى مالك علومه الابتدائية في قريته صورباهر جنوب القدس ، واكمل دراسته الاعدادية والثانوية في المعهد العربي في ابو ديس وأنهى دراسة الدبلوم في التربية الرياضية في جامعة خضوري في مدينة طولكرم ، ليعمل مدرسا في أحد المدارس ،ثم ليتزوج من احدى بنات قريته.
الإعتقال ومعاناة الأسر ..
بعد ستة اشهر من زواج مالك ، أقدمت قوات الإحتلال الصهيوني البغيض بتاريخ 31/12/2001 على اعتقاله فجأة على حاجز بيت لحم ليمضي فترة ليست بالوجيزة في زنازين التحقيق ، تقول أم مالك :"بدأت بوادر التهمة بالظهور بعد 20 يوميا، بعد أن حضرت قوة كبيرة من الشرطة الاسرائيلية الى البيت، واحضرت معها أبني مالك وهو مكبل اليدين والارجل، وأثار الضرب والتعذيب بدت ظاهرة على وجهه، وأدخلته الى غرفته وأخرج منها مسدسا كان يخبئه
وتضيف بقي مالك في معتقل المسكوبية تحت التعذيب 70 يوما، أنتقل بعدها الى السجون الاسرائيلية من( الرملة، الى عسقلان، ثم بئر السبع، الى نفحة، ثم سجن هدريم حيث يمكث هناك ووجهت له عدة اتهامات وفتح له ملف لمدة عام كامل قبل الحكم وليتم بعدها بالحكم عليه ظلما بالسجن الفعلي تسعة عشر عاما بتهمة التخطيط لعمليات ضد الكيان الصهيوني ...
لينا تطلّ إلى الدنيا...
من خلف قضبان الأسر وبعد عدّة أشهر رزق مالك بمولودته الوحيدة " لينا" فتربت في أحضان جدتها لابيها وباشراف امها الى أن بلغت ال4 سنوات طلبت وقتها الام الانفصال عن زوجها الاسير مالك وهكذا بقيت لينا في حضانة جدتها لابيها تقوم على رعايتها وتنشأتها وتحنو عليها، وقد كانت ممنوعة من الزياة ، وقد وصلت الان سن العاشرة وهي تزور والدها من خلف الزجاج العازل ..
محنة دون محنة ..
زيادة في معاناة الأسرى والتنكيل بهم فقد تم نقل مالك الى اكثر من سجن منذ بداية اعتقاله وتعرض لظروف صحية وجوية ونفسية صعبة و في فترة سجنه في سجن بئر السبع بدأ يعاني من البهاق على يديه ووجهه وذلك بسبب الجو السيء في السجن ووجود البكتيريا في اجواء السجن ... وقد عانى كثيرا للحصول على العلاج اللازم من خارج السجن حتى لا يزيد وضعه سوءا ولكن تعنت ادارة السجن فاقمت وضعه الصحي إلى أن استطاعت والدته ان تحضر له اسم دواء عن طريق طبيب وادخاله له حتى تحسنت حالته ولكن علامات المرض ما تزال ظاهرة على يديه وتحت عينيه ....
هذا الشبل من ذاك الأسد...
مالك كأبيه أحب الارض واحب الاقصى؛ فالشيخ "أبو مالك" هو من ابرز الناشطين في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وكان رئيس لجنة التراث الإسلامي ورئيس دار الحديث وقد ساهم مع الحركة الإسلامية في البحث عن الأنفاق الصهيونية أسفل المسجد الاقصى التي كانت دائرة الآثار الصهيونية بين الحين والأخر تعمل عليها لاختراق المسجد.كما كان له دور في ترميم المصلى المرواني في الواجهة الجنوبية الشرقية بعد قيام الحكومة الصهيونية بالتخطيط للاستيلاء عليه في عهد رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود براك.
يقبع مالك حاليا في سجن جلبوع وهو واثق بالله عز وجل وبالفرج القريب وايمانه ويقينه بالله اقوى من اي سجان ... وفي داخل السجن يحرص على حفظ القران ومراجعة وؤذّن بالأسرى ويقرأ الكتب ..... مالك إن يوم الخلاص لقريب. وإن الفجر ليبعث خيوطه. وإن النور سيتشقق به الأفق فإلى لقاء قريب في بيت المقدس