إبراهيم المشهداني
إبراهيم المشهداني
شيخ الإقراء في الموصل
حازم ناظم فاضل
التقيت به في محافظة السليمانية بالعراق على هامش المؤتمر العلمي للدفاع عن القرآن الكريم يومي 22 و23 من كانون الاول 2011 .
ولد الشيخ ابراهيم بن فاضل بن محمد المشهداني في مدينة الحدباء ( الموصل ) في محلة المشاهدة عام 1943م
التحق بمعهد اعداد المعلمين في الموصل ، وتخرج منه في 11/11/1965م وتعين في قضاء الحضر مديراً في مدرسة (كهريز) الابتدائية ثم انتقل الى مدرسة الحدباء الابتدائية ودرّس فيها التربية الإسلامية واللغة العربية وكذلك الاعمال اللاصفية كالنجارة وتخريم الخشب والخط العربي حتى احيل الى التقاعد عام 1991م .
درَس الشيخ ابراهيم المشهداني النحو العربي على الشيخ ( ملا عثمان الجبوري ) رحمه الله وافاد منه كثيرا ، كما درس على الشيخ ( محمد ياسين عبدالله ) مبادئ النحو (الآجرومية) وتفسير الجلالين الفقه الشافعي ،وصحب الشيخ ( بشير الصقال ) وجالسه كثيرا وأفاد منه . والتقى بالقرّاء والمشايخ المصريين منهم ( فؤاد العروس ومحمود حسين منصور وعبد الرشيد صقر واحمد زيدان ) ، كما لقي الشيخ ( أبي بكر الجزائري ) عام 1977م.. التقى عند ذهابه للحج عام 1969م/1977م بالشيخ ( محمد طاهر الكردي ) في مكة المكرمة وتوثقت العلاقة بينهما. درّس الشيخ طلاب كلية الحديث الخط الكوفي في الحرم المكي في ذلك العام ،سافر الشيخ ابراهيم الى تركيا للقاء الاستاذ ( حامد الآمدي ) ولكنه فوجئ بوفاة ( الآمدي ) قبل وصوله بايام معدودات.ولقد استفاد الشيخ ابراهيم من الخطاط ( يوسف احمد المصري ) رحمه الله ومن الاستاذ ( يوسف ذنون الموصلي ).
أبدع الشيخ ابراهيم المشهداني وكتب بجميع انواع الخط العربي ولكنه برع بالخط الكوفي والزخرفة العربية ،وقد ترجم له ( الشيخ محمد طاهر الكردي ) في كتابه تاريخ الخط العربي ،كما ترجم له الاستاذ ( عبد العزيز عبد الله محمد ) في كتابه يوسف ذنون مدرسة الابداع في الموصل ،وللشيخ ابراهيم المشهداني مقال عن الخط العربي مع نماذج من خطه في مجلة جامعة الموصل .
قرأ الشيخ ابراهيم المشهداني على ( الملا اسماعيل الـهندي ) القاعدة البغدادية والتهجي و بدأ برواية حفص عن عاصم . بعد ذلك التحق بمدرسة الشيخ ( محمد صالح الجوادي ) فقرأ عليه القرآن برواية حفص عن عاصم ما يقرب من نصف القرآن ،فانتقل الى دراسة علم القرآءات ، وكان الشيخ ( محمد صالح الجوادي ) لا يُقرأ الطالب علم القرآءات إلا بعد أن يختم القرآن برواية حفص عن عاصم ليتأكد من اتقانه . فقرأ بـ( الافراد ) لـ( الدوري والسوسي ) وبالجمع بيتهما وكذلك ( المكي براوييه البزي وقنبل ) و( نافع براوييه قالون و ورش ) جزءاً كاملاً من أول البقرة ،ثم بدأ بالجمع الصغير الذي يسميه (الشاطبي ) بـأهل ( سما ) الى قوله تعالى :{ فتلفى آدم من ربه كلمات } وكانت هذه آخر آية قرأها على الشيخ ( محمد صالح الجوادي ) فقد توفي رحمه الله في 19/4/1973م ، بعد ذلك توجه لاكمال قرائته على الشيخ ( عبد الفتاح الجومرد ) أحد تلاميذ الشيخ ( محمد صالح الجوادي ) فأتم دراسته عنده ونال الاجازة العلمية في الاول من ربيع الثاني 1396هـ الموافق 1/4/1976م ولقبه شيخه ( عبد الفتاح الجومرد ) بـ ( موئل القراء ). وقد ارّخ الاستاذ ( حسين الفخري ) اجازة الشيخ ابراهيم فقال:
موئل القرّاء ذو الحظ العظيم .
ثم أخذ الشيخ ابراهيم المشهداني القراءآت المتممة للعشرة من تلميذه الشيخ شيرزاد عبد الرحمن -والذي نالها من اليمن عن شيخه عبد الرزاق-. وكانت اجازته في 7/4/2003م في امارة دبي / الامارات العربية .. التقى بالشيخ محمد كريّم راجح وشيوخ القراءات في الشام عند تكريمهم في جامع عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسة،والتقى هناك الشيخ أيمن سويد وعبد الله بصفر،كما التقى الشيخ محمد فهد خروف في الامارات. درّس الشيخ ابراهيم المشهداني منذ عام 1965م ولا زال يدرّس علم التجويد والقراءآت في جامع يحيى الطالب. وقد أجيز على يديه الكثير من الطلاب برواية حفص عن عاصم ، وكانوا يتوافدون عليه من الموصل ومن جميع مدن العراق (بغداد والرمادي والبصرة ..) وكذلك من الدول العربية( الكويت وفلسطين وموريتانيا واليمن ) .
وقد أجاز في علم القراءآت عشرات الطلاب، وهم:
1.د.معن عبد الخالق البكوع في (القراءات السبع).
2.الحاج محمد نوري المشهداني
3.جاسم محمد خلف
4.فيصل عبد القادر
5.الشيخ حازم شيت
6.د.محمد ابراهيم المشهداني
7.د.عامر خيري علي
8.نشوان يوسف خضر
9.د.دياري أحمد اسماعيل
10.دلير أحمد محمد
11.ساير فرحان العبيدي
12.زكي حسون علي.
أما المجازون برواية حفص والروايات الأخرى،منهم:
1.أ.د.غانم قدوري الحمد
2.د.اسماعيل ابراهيم المشهداني
3.د.طه حماد الجنابي
4.موفق عبد الرزاق الدليمي
5.فاروق هلال حمزة
6.عمر هاني محمد
7.وعد الله موسى صالح
8.سربست سفر موسى
9.أحمد غانم قدوري الحمد
10.جعفر عباس الجوادي
11.عبد الرحمن فاضل المشهداني
12.عمر رشيد
13.مهند ابراهيم فاضل المشهداني (حفص وورش)
14.عامر محسن الجحاف
15.الحاج سعد العزاوي
16.الحاج سليمان صلبي
17.بشار أبو زهرة النابلسي
18.محمد ولد الشيخ المورتاني (ورش عن نافع)
19.أحمد عبد المنعم النعيمي (عاصم)
20.عامر كمر محمد.
وقد ترجم له الاستاذ ( قصي حسين آل فرج ) في كتابه تراجم قرّاء القراءآت القرآنية
في الموصل.
كتب الشيخ ابراهيم المشهداني الشعر في المناسبات الدينية والاجتماعية كما ابدع في كتابة التاريخ الشعري (وهو أن يكتب قصيدة في مناسبة معينة ويكون البيت الاخير فيها مشتملا على كلمة - أرّخ – أو أحد مشتقاتها ولكل كلمة مما يأتي بعدها قيمة حسابية يشكل جمعها السنة المراد تاريخها كما مرّ في التاريخ الشعري السابق ) وقد أرخ افتتاح جامع يحيى الطالب في عام 1407هـ فقال :
فيحيى شاد قبتها فأرخ لها علت المنارة في بناها .
كتب الشيخ ابراهيم المشهداني الشعر التعليمي فقد نظم ( البقرية ) وهي متن في علم القراءآت السبع ونظم القراءآت ( الثلاث المتممة للعشرة ) من كتاب ( الاضاءة ) للضبّاع ، ونظم ايضا ( الـمكي والمدني ) و ( عد آيات القرآن ) من كتاب ( البيان ) للداني وترتيب سور القرآن ، وله منظومة في الآداب الاسلامية ،مطلعها :
بحمدك ربي استهلّ وابتدي فأنت الهي غايتي أنت مقصدي
ومن نظمه :
انعم بِجمع السَادَة والله اقسمَ باليراع وَحصتنا اللهُ اكرمَهم وَاعظَم شَأنهمٍ وَلِسَانهم بالحق ينبض دَائماً هم كالنجوم مَقامهم كبد السَما شمس تشعُ تنير كوناً وَاسِعاً تَستغفر الحيتان في ابحارِها وكَذا الملائكةُ الكرامُ دعاؤُهم يارب سلم جمعهُم مِن نَزْغَةٍ وَاجعل مَقَامُهم باعلى جَنَّةٍ المصلحون وَقد تَظَافر سعيهم قد علَّموا التَّوحيد في اصْقَاعِهم وكتاب ربي جَاءنا من فَضلِهم ياتي الرشادُ مِنَ الكتاب مُفصلاً كي يَستقيم الامُر عِنَد شُعوبنا وَبسنة الهَادي الحَبيب مُحمدٍ فمَن ابتغى من غير هذا نهجه وصحابةِ المختارِ افضلُ شاهدٍ هم يرتجون مِن العليم نَوالَهُ يا رب سلمنا وسلم دينَنا واجعل عدوَّ المسلمين بحسرةٍ ثُمَّ الصلاة على الحبيبِ محمدٍ | العُلماءِوأفخر بهم بمَدينةِ للعلم فَاقِ في صباحِ مَساءِ حتى رقو المراتبِ الجوزاءِ وَمِدادهم كدمٍ من الشهِداءِ وَحظوظهم في الليلة القَمراءِ فهي السراجُ تَلوحُ في الظلماءِ لِلسالكينَ مدارج العلماءِ عِنْد اجتماع القوم للأقراءِ مَسمومةٍ مَحفوفةٍ بعَداءِ تَزهو ومقرُهُم مَع السعداءِ والمبدعون بهمةِ الوجهاءِ ابناءَهُم فَحضوا بحسن وفاءِ وكذاكَ سنَّةُ سيّد النجباءِ وَتجئ سنَّةُ سيّدِ البلغاءِ بكتاب ربي احكم الحكماءِ خَير الوَرى هُو سيّد الشُفعاءِ فلقد اضلَّ وضلَّ في البيداءِ كيف ارتقوا بالحزم للعلياءِ وعطية الرحمن خير زداءِ مِنْ كل سوءٍ جاء بالضّراءِ وبزفرةٍ وبعلةٍ ووباءِ عدد النجوم وعد قطر الماءِ | الحَدباءِ
وفي ختام مؤتمر الدفاع عن القرآن أنشد الشيخ المشهداني قصيدة اثنى بها على المشاركين في المؤتمر:
جِئْـنَـا نُـبــارِكُ إخْـــوَةً ذاكَ الكِــتابُ عَـطِــيـةٌ مِنْ رَبّــِنَــا اللهُ أَنْـــزَلَـهُ وَأَعْــظَــمَ شَـــــأْنَــهُ حَيَّـا الأَحِـبَــةَ رَبُّـنَــا بَـلْ زَادَهُــمْ قَـدْ أَنْشَـأُوا دَاراً يُجَّمِـعُ شَــمْـلَهُـمْ حَـيَّـاهُـمُ الرَّحْـمـنُ رَبّـي بِـالهُـدَى َوجَـزَاهُـمُ يَـوْمَ القِـيَـامَـةِ بِالـرِّضَـا قَدْ أَثْلَجُوا صَدْري بِحُسْـنِ فِعَالِهِـمْ وَقَـد التَـقَـيْـتُ بِـإخْـوَةٍ وَجَـمَـاعَـةٍ مِـنْهـُمْ ديـاري ثُمَّ مُحْسِـنُ شَـيْخُنَا وَكَـذَلِـكَ نَشْــأَةُ بِـالدُعَـابَـةِ مُـولَـعٌ وكَـذلِـكَ الحَبَّـالُ أَتْحَـفَ جَـمْعَـنَـا آراسُ شَــاكِـرُ فَـاضِــلٌ نُـوريـهِـمْ رُشـدي عُبيـد صَاحِبي وَلَقَـدْ أَتَى وَالِمـهْـرَبـانُ مَعَ صَـبَـاحٍ عِـنْـدَهُـمْ وَمُـعَـقِـبٌ شِــبْـلُ الكِـرّامِ مَـحَمَّــدٌ إِخْـوانُـهُـمْ جَـمْعُ اليَـهودِ وَمَا بَــدا وَتَكَـلـَّمُوا بَـلْ كَـانَ جُـلُّ حَديثِـهِمْ وَاللهُ رَبِّـــي قَـــاهِـرٌ بَـــلْ قَــــادِرٌ يَا رَبِّ فَاحْـفَـظْـهُمْ وَسَـدِّدْ رَمْـيَـهُمْ وَيسُـــودُ دِيـنُ اللهِ دِيـنُ مُـحَـمَّـــدٍ وَيُريحُـنَـا الرَّحْـمـنُ مِنْ هَذا الـوَبَـا | بِـتَـهَـــانِوَدِفـــاعُ مُـجْـتَـهِـدٍ عَـنِ لا رَيْــبَ فِـيـهِ لِـمُـفْـتَـرٍ فَـتَّـــانِ لِـيَـــرُّدَ أَقْـوامــاً عَــنِ الأَوْثـــانِ مِنْ فَضْـلِـهِ رَبّي عَـظِـيـمُ الشَـانِ عِـنْـدَ الزَهَـاوي مَـرْكَـزِ الشُـــبَّانِ وَكَـسَــاهُـمُ حُـلُـلاً مِـنَ العِـقْـيـانِ وَأَحَـاطَـهُـمْ بِالفَضْـلِ وَالإِحْسَـانِ وَدِفَـاعُـهُـمْ شَــئٌ مِــنَ الإيـمَــانِ لَمْ أَلْـقَـهُـمْ مِـنْ سَـالِـفِ الـزَّمَـانِ وَجَـمَالُ يَصْحَبُـهُمْ مَعَ البَازيـاني خُطَبُ البَشيرِ ومِنْ لَدُنْ سُحْبَـانِ إِعْــجَــــازُهُ في دِقَــةٍ وَبَــيـــــانِ وَكـذكَ إسْـمـاعِيـلُ في الـحُسْـبـانِ وَكَـذا صَـلاحُ حَــلَّ في الفُـرْسَـانِ وَالمُصْـطَـفَى مِنْ شِـيعَةِ العَـلْوانِ عَـمَّـا تَـحِـيـكُ جَـمَـاعَةُ الصُـلْبَانِ مِـنْ كَـيـدِهِـمْ وَجَـرائِـمُ الـرُّهْـبَـانِ عَـمَّـا يُـدَّبـِـرُ عَـسْـكَـرُ الشَـيْطَـانِ في نَـصْـرِ جَـمْـعِ الـوَاحِـدِ الدَيّـَانِ كَـي يَسْـتـَعـيـدُوا عِـزَّة السُـلْطانِ كُــلَّ الـبِــلادِ بِــرِفْــعَــةٍ وَأَمـــانِ أَعْـني بِهِ مَنْ حِـلْـفِ الأَمْـريـكـانِ | القُـــرآنِ