وفي عمرُ بن الخطاب الأسوة والقدوة

وفي عمرُ بن الخطاب

الأسوة والقدوة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

ما أعظم هذا الخليفة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم أر عبقريا يفري فرْيه ( أي يحسم حسمه ) . وقد سجل على مدار التاريخ قرابة أربعين أولية لم يسبقه أحد إلى واحدة منها وفي السطور الآتية نقدم بعض هذه الأوليات :

1- فهو اول من عقد مؤتمرات سنويه للقادة والولاة ، ومحاسبتهم وذلك فى موسم الحج ، حتى يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية .

2- وهو أول من مصر الأمصار ( أي بنى مدنا جديدة ) .

3- وهو أول من أسقط الجزية عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب .

4- وهو أول من أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين .

5- ومنع هدم كنائس النصارى .  

6- وهو أول من أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق و فلسطين والأردن .

7- وأول من أمر بالتجنيد الإجبارى للشباب والقادرين .

8- أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصلة مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش .

9- وهو أول من دون ديوان للجند لتسجيل أسمائهم  ورواتبهم .

10- وهو أول من خصص الأطباء والمترجمين والقضاه والمرشدين لمرافقة الجيش.

11- أول من أنشأ مخازن للأغذية للجيش .

12- أول من أوقف في الإسلام ( الأوقاف ) ( أنشأ الوقف )  .

13- أول من أحصى أموال عماله و قواده وولاته ، وطالبهم بكشف حساب أموالهم     ( من أين لك هذا ؟ ) .

14- أول من اتخذ بيتا لأموال المسلمين .

15- أول من ضرب الدراهم ، وقدر وزنها .

16- أول من أخذ زكاة الخيل .

17- أول من جعل نفقة اللقيط من بيت المال .

18- اول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها .

19- أول من اتخذ دارا للضيافة .

20- أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجاره .

21- أول من حمى الحمى .

22- ومن أهم فتوحاته :

أ – فتح العراق   ــ  ب- فتح الشام  ــ ج ــ فتح القدس واستلام المسجد الأقصى .

د - فتح مصر  ــ هـ ـــ فتح أذربيجان   ــ وــ  وفتح بلاد فارس وإطفاء نار المجوس التي كانوا يعبدونها .

**********  

وفي عهده كان عام الرمادة سنة 18 هجرية ، وفيه انقطع المطر عن السماء تماما ، حتى كاد الناس أن يستفوا الرماد ، ومن معاني الرمادة : الهلاك فيقال أنه مات من الجوع آلاف وآلاف ، وفي هذا العام كان عمر قدوة حسنة ، فحرم على نفسه اللبن والسمن واللحم ، واستنجد بكل الولاة ، لكي يرسلوا إليه معونات الطعام.

وكان من دعائه في عام الرمادة :

"  اللهم لاتهلكنا بالسنين وارفع عنا البلاء "  ويقول : " اللهم لاتجعل هلاك امة محمد على يديّ " .

وقال في أواخر أيامه :  " اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ،  فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط " .

لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال عنه : " لم أرعبقريا يفري فريه " ، وقال : " في كل أمة محدَّثون ( ملهمون ) ، فإن كان في أمتي أحد فهو عمر " .