زكريا محيي الدين
زكريا محيي الدين
صاحب القبضة الحديدية
محمد فاروق الإمام
زكريا محيي الدين عسكري وسياسي مصري. كان أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية في مصر منذ قيام ثورة يوليو/تموز، ورئيس وزراء ونائب رئيس جمهورية مصر العربية، عرف بميوله يمين الوسط.
ولد زكريا محيي الدين في 5 يوليو/تموز عام 1918م فى كفر شكر فى محافظة القليوبية بمصر، وتلقي تعليمه الأولي في إحدى كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمة الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. التحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر/تشرين أول عام 1936م، ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني في 6 فبراير/شباط 1938. تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية. انتقل إلى منقباد في العام 1939 ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلي السودان في العام 1940 ليلتقي مرة أخرى بجمال عبد الناصر ويتعرف بعبد الحكيم عامر.
تخرج محيي الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلي بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها. بعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرساً في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
إنضم زكريا محيي الدين إلي تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر. شارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسئول على عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.
تولى محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952و 1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953. أُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954. عين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سورية 1958. تم تعيينه رئيس اللجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960. قام الرئيس جمال عبد الناصر بتعيين زكريا محيي الدين نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961. وفي عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.
عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلي زكريا محي الدين، ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم. قدم محيي الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968.
شهد زكريا محيي الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والإفريقية ودول عدم الانحياز. ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو 1965. وفي أبريل 1965، رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في الاحتفال بذكري مرور عشر سنوات علي المؤتمر الأسيوي ـ الأفريقي الأول.
عرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظراً للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية. توفى زكريا محى الدين عن عمر يناهز 94 عاما فى يوم الثلاثاء الموافق 15/5/2012