مالك بن نبي من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 2
مالك بن نبي
من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 2
معمر حبار
مقدمة حول مقدمة الكتاب.. يتحدث مالك بن نبي في كتابه .. TEMOIGNAGES SUR LA GUERRE DE LIBERATION.. .. عن الثورة الجزائرية.. من حيث الزمان.. والأشخاص.. والقادة.. والاستدمار .. والأفكار التي ضمنها كتابه..
يرى في صفحة 31 .. أن الثورة الجزائرية.. لم تتلقى الدعم الكافي كما تلقته مصر، أثناء العدوان على قناة السويس..
وفي صفحة32 .. يقول أن الولايات المتحدة الأمريكية..رفضت التدخل .. لمساندة القضية الجزائرية يومها .. وطالبت من فرنسا .. إيجاد.. "حل ديمقراطي" ..
وبن نبي.. يستهزئ من الموقف الأمريكي، ولا يدرجه ضمن سلوك الدول المتحضرة.
البهيمية الفرنسية.. وفي صفحة33 .. يرى أن.. الحضارة.. تحمي الإنسان .. وتضع بينه وبين البهيمية حاجزا.. لكن لانرى في السياسية الفرنسية اليوم .. الحاجز الذي يفصل الإنسان عن الحيوان.. فالاستدمار عند بن نبي .. وصل درجة البهيمية.
التعذيب صناعة فرنسية.. يصف التعذيب في عهد الاستدمار الفرنسي، فيقول.. أن وحشية فرنسا .. قبل أن تقتل.. تستخرج من الجسد واللحم الإنساني.. كل أنواع العذاب ..
وعندما لايجدون مايفعلون بالضحية .. وبعد كل أنواع التعذيب.. يتبولون فوقه ويرمونه.. إنهم يتدربون على اللحم الجزائري..
ويرى في صفحة45.. المستدمر الفرنسي.. ينقش أفكاره.. فوق الجسد الجزائري.. إثر التعذيب.. والجسد الجزائري.. هو مادته الأولية ..
المعامل الاستدماري ومجازر فرنسا.. وفي صفحة 46.. منذ قرن والاستدمار الفرنسي يطرد الجزائريين إلى الجنوب.. ويبقى في الشمال بالقدر الذي يخدم إستدماره.. بعدما سيطر على الأراضي الخصبة ..
وفي صفحة 46.. السلوك الاستدماري .. في أشكاله المختلفة.. لايحتاج لأوامر فوقية.. إنما يقوم به المستدمر من تلقاء نفسه.. وبناء على تقاليد ورثها .. وهو مايسميه بن نبي.. بالمعامل الاستدماري .. والنتيجة ستكون حسب مايريده الاستدمار.. ويرى كذلك، أن.. المجازر التي كانت تقوم بها فرنسا..لها بعد فلاحي اقتصادي..
أسس المعامل الاستدماري .. يرى في صفحة 48- 49، أن.. أسس المعامل الاستدماري .. تقوم على العوامل التالية..
أولا .. الميدان الروحي.. توظيف الإمام في عهد الاستدمار الفرنسي.. لايتم وفقا لحاجات المجتمع.. إنما وفقا لأغراض أمنية إستدمارية.. فيتحول حينها، العامل الروحي إلى عامل محطم للروح.. وتثبيط للعزائم..
ثانيا .. الميدان الفكري.. تحول التعليم إلى وسيلة في خدمة الشيء.. وأمست شيئية الجزائري.. أداة سهلة في الآلة الفلاحية للمستدمر.. فهو وسيلة فاعلة لعربته .. وقطيعه .. التعليم إذن.. أمسى وسيلة تقهقر العقل.. والإنسان ..
ثالثا الناحية الاقتصادية.. المعامل الاستدماري.. جرّد الجزائري من كل وسيلة.. ترفع مستواه.. وجعله في خدمة المستدمر.. وفي خدمة من سلّطه عليه ..
إذن، حسب بن نبي.. النظام الاقتصادي الذي يعتمد على إفقار الشعب الجزائري.. يعتمد على.. مؤسسة التثبيط.. ومؤسسة تسفيه الإنسان..ومؤسسة التموين .. ومؤسسة التفقير
وفي صفحة 49 .. يؤكد على قاعدة ذهبية، حين يقول.. يجب التأكيد على التركيبة الجوهرية للاستدمار .. لفهم طبيعته الأساسية..
من أساليب الإبادة.. يرسم في صفحة 50، أن.. العلاقة القائمة بين الإبادة والأراضي الخصبة، فيقول .. الاستدمار يعتمد على إبادة المجتمع الجزائري .. بشكل مكثف.. حتى يقوم بالحد من النمو الديمغرافي.. وتصحيح المنحنى الديمغرافي .. لتخفيف الضغط على الأراضي الخصبة.. وطردهم منها بالإبادة.. وإبقاءها تحت المستدمر.. وذلك بإبادة كل من.. الشيخ، المرأة.. والطفل.. لابد من خلق فراغ .. تجاه الشمال ..
إختيار الضحايا.. يرى في صفحة51.. الاستدمار يختار ضحاياه.. فهو عندما يشعل النيران.. يريد مسبقا.. إبادة بعينها.. منها أن الاستدمار في مجازر 1945.. أباد في قالمة.. كل من يحسن القراءة والكتابة ..
حين يغير الاستدمار جلده.. يرى في صفحة52، أن.. الاستدماراستطاع أن يكيف مبادئه.. مع متطلبات الثورة الجزائرية.. لكن تكييف المبدأ.. لايعني تغيير الطريقة.. بل أعطاه صبغة جديدة.. تتناسب والظروف الجديدة.. يدخل ضمن هذا الإطار.. العوامل الثلاث.. لمعامل الاستدمار..
الإبادة والاستيلاء أساس المفاوضات.. يرى في صفحة54.. أن الظروف ليست ناضجة بما فيه الكفاية.. لايجاد حل ظاهر يرضاه الجميع.. معنى هذا أن.. الإبادة لم تبلغ بعد الأهداف المرجوة منها.. فالإبادة والتعذيب .. هي التي تخلق ظروف المفاوضات ..التي يريدها المستدمر..
فالاستدمار حسب بن نبي.. يسعى لتغيير مبادئه.. لكن بإبقاء طبيعته الأصلية.. مع بعض التغييرات الطفيفة.. التي تخدم طبيعته الاستدمارية.. المبنية على الإبادة.. والاستيلاء على الأراضي .. والتعذيب.
مظاهرات ومسيرات لإنقاذ الجزائر.. يطالب مالك بن نبي.. في صفحة 55 .. بالمظاهرات. المسيرات.. تجمع الأطفال.. النساء.. والرجال المخلصين.. لإرغام صناع القرار.. ليقوموا بواجبهم .. ويرى، أن.. الإنسانية إذا استطاعت أن تنقذ الشعب الجزائري.. فإنها قد أنقضت شعبين..
الأول من الإبادة.. والثاني من الجريمة.. وإذا استطاعت أن تحقق هذه المعجزة.. استطاعت أن ترسم لنفسها طريق السلام..
في الحلقة القادمة .. سيتطرق صاحب الأسطر .. إلى الجزء الثاني من الكتاب .. انتظروه ..بإذنه تعالى ..