الشيخ حسن حبنكة.. العالم العامل
محمد فاروق الإمام
ولد الشيخ حسن حبنكة الميداني عام 1326 هـ/ 1908م، في حي الميدان الدمشقي، ومن هنا جاءت شهرته الميداني المرافقة لاسمه. وتوفي في ذي القعدة 1398 هـ/تشرين الأول 1978م.
ويعود نسب الشيخ إلى عرب بني خالد، وهم قبيلة معروفة من قبائل العرب، ولها منازل في بادية حماة من أرض الشام.
والده الحاج مرزوق حبنكة، ووالدته الحاجة خديجة المصري، من قرية الكسوة جنوب دمشق.
تفقّه الشيخ حبنكة أولاً على مذهب الإمام أبو حنيفة ثم على مذهب الإمام الشافعي. وكان الشيخ خطيباً مفوهًا، ذو لسان فصيح، يأسر لب المستمعين بعذب قوله، وقوة بيانه، ورفعة أدبه، وعمق تفكيره، وسهولة تعبيره. فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يخاف في الله لومة لائم.
شارك الشيخ محاربًا في الثورة السورية على الاستعمار الفرنسي عام 1925م، وكان الشيخ يطلب العلم، وهو في مقتبل العمر في السابعة عشر من عمره، هبَّ ليشارك الثوار المجاهدين ، وانضوى تحت لواء واحد من مشاهيرهم، وهو الشيخ محمد الأشمر رحمه الله تعالى وشارك في قتال المغتصبين المحتلين .
ولما أرادت فرنسا فرض (قانون الطوائف)، محاولة بذلك تغيير العديد من قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية، قام الشيخ خطيباً ينبه العقول، ويفضح الألاعيب ويُلهب المشاعر، وكان لموقفه هذا أثره البالغ في إبطال العمل بذلك القانون المنحرف.
وعندما ضعفت شوكة الثورة انتقل إلى الأردن لسنتين من الزمان، ثم عاد إلى بلده بعد أن هدأت الأوضاع، فساعد في النهضة التعلمية في دمشق. فعندما قام العالم الداعية الشيخ علي الدقر في النهضة العلمية الدعوية في دمشق، ساعده الشيخ الميداني وقدم لها كل إمكاناته وكان مديرًا لإحدى المدارس التي أنشأها بالتعاون مع (الجمعية الغراء) جمعية الشيخ علي الدقر، وهي مدرسة (وقاية الأبناء) وشهدت المدرسة في عهد إدارته نجاحاً باهراً، وتخرج منها طلاب علم غدوا فيما بعد من أكابر علماء الشام. ثم أسس (جمعية التوجيه الإسلامي) مع ثلة من المشايخ. وكان هدف هذه الجمعيات تخريج الدعاة والوعاظ ونشر العلوم الإسلامية، وقد تخرج منها أكابر علماء الشام.
وشارك أيضًا في تأسيس رابطة العلماء في سورية وكان الأمين العام لها، وأسس عدة جمعيات أخرى، وقد انتخب عضوًا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عن سورية خلفًا للشيخ مكي الكتاني رحمه الله تعالى.
وراح يوجه إلى قيام وإنشاء الجمعيات الخيرية، التي تتولى جمع التبرعات من زكوات وصدقات، لتوزع على المستحقين بكل أمانة ودقة، وكانت فاتحة هذه الجمعيات (جمعية أسرة العمل الخيري).
لم يتفرغ الشيخ للتأليف بسبب مشاغله في العلم والتعليم.