إبراهيم أصلان
حسين علي محمد حسنين
كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر
* ولد إبراهيم محمد أصلان بمدينة طنطا بمحافظة الغربية في عام 1935 ، ثم إنتقلت أسرته إلى حي إمبابة الشهير التابع لمحافظة الجيزة الذى أنشأه عبد الناصر بعد ثورة 1952 لعمال مصر . قضى أصلان معظم حياته فى حى إمبابة وتحديدا الكيت كات الذى كان له الأثر الطاغى فى كل أعماله الكتابية . ثم إنتقل من الكيت كات إلى حى الوراق ، وبعده إلى أعلى منطقة بالقاهرة وهى المقطم .
* دراساته: لم يكن أصلان من النابهين فى الدراسة ربما لظروف عائلته المادية فلم يحقق تعليما منتظما جيدا منذ صغره . ويذكر أنه إلتحق بكتاب الحى ، ثم إنتقل بعده إلى المدرسة الإبتدائية والإعدادية ، ثم إلى مدرسة لتعليم فنون السجاد ، لكنه تركها إلى مدرسة صناعية ، ثم توقف بعد ذلك عن مواصلة التعليم .
* عمله : بعد أن أتم دراسته عمل بهيئة البريد بقسم سعاة البريد أى توصيل البريد إلى أصحابه مترجلا وأحيانا مستخدما دراجة .. ثم إنتقل بعد ذلك للعمل بقسم الاتصالات السلكية واللاسلكية .
* بداية عمله بالصحافة والأدب: شاءت الأقدار أن تربطه علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقى الذى كان يرأس تحرير مجلة "المجلة" . وإستمر أصلان متمسكا بعلاقته بيحيى حقى حتى فى فترات حياته الأخيرة .. ويذكر أن أصلان إستفاد كثيرا من تلك العلاقة فى نشر أعماله بمجلة "المجلة" . ونتيجة لذلك لاقت أعمال أصلان رواجا كبيرا من خلال يحيى حقى ومجلة المجلة .. خاصة مجموعته القصصية "بحيره المساء" ، بعد ذلك توالت أعماله برغم أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادي وليس النخبه فقط.
فى عام 1982 تم إنتدابه للعمل نائبا لرئيس تحرير سلسلة مختارات فصول وإستمر بها إلى أن خرج للمعاش فى عام 1995.
فى عام 1997 عمل رئيسا لتحرير سلسلة آفاق الكتابة بالمجلس الأعلى للثقافة وأستمر بها الى أن استقال منها في عام 1999 عندما اشتعلت أزمة رواية(وليمة لأعشاب البحر) للروائي السوري حيدر حيدر . فى نفس الفترة كان يعمل مسئولا عن القسم الثقافي بجريدة الحياة اللندنية (مكتب القاهرة) منذ عام 1992 ويعتقد أنه لا زال بها حتى الآن .
وحول أزمة وليمة لأعشاب البحر: فقد كان إبراهيم أصلان أحد أهم أطراف هذه الأزمة الثقافية فى مصر فى عام 2000 ، وذلك حينما نشرت سلسلة آفاق عربية التى تصدر عن وزارة الثقافة المصرية ويرأس تحريرها أصلان رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر .. لكن بعد النشر مباشرة قام الصحفي محمد عباس بنشر مقالات بجريدة الشعب التى كانت تصدر عن حزب العمل قال فيها أن رواية حيدر حيدر تمثل تحديا سافرا للدين والأخلاق وأنها تدعو للكفر والإلحاد .. وبالفعل كان هناك صدى كبيرا لتلك المقالات حيث خرجت على أثرها مظاهرات طلاب الأزهر ظنا منهم أنها ضد الدين الإسلامى .. وعليه تم التحقيق مع إبراهيم أصلان ، فى الوقت نفسه تضامن معه جميع الكتاب والأدباء والمفكرين ، جاء ذلك فى الوقت الذى قام مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بإدانة الرواية والقائمين على نشرها فى مصر وإعتبروها خروجا عن الآداب العامة وضد المقدسات الدينية .. وعلى أثر ذلك تم إقالة إبراهيم أصلان.
كتاباته:
بدأ الكتابة فى عام 1965 ، وفى عام 1969 أصدرت عنه مجلة الطليعية (جاليرى 68) عددا خاصا تضمن نماذج من قصصه ودراسات حولها ، وكان من نتيجة ذلك تلميع أصلان إعلاميا .
وتتميز كتابات إبراهيم أصلان بالمحلية الشديدة ، فهو يستمد شخوصه ببراعة تامة من الحى الشعبي الذى عاش فيه كل حياته وهو حي امبابة الشهير ، إضافة الى انه يرسم بكتاباته الأزقة وحواري تلك المنطقة فتشعر وكأنك تعيش فيها وتتحرك داخلها ، وهو في هذا الصدد شديد الارتباط بالأرض والواقع الذى عاش فيه وسيظل .
ومن أعماله:
* بحيرة المساء: وهى مجموعته القصصية الأولى ، وصدرت فى نهاية الستينات.
* ويوسف والرداء: مجموعة قصصية.
* وردية ليل: وهى مجموعة قصصية .
* مالك الحزين : وهى رواية ، وقد حققت نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري والنخبوى، ورفعت إسم أصلان عاليا بين الكتاب . وكان من نتيجة ذلك قيام المخرج المصرى داود عبد السيد بتحويل الرواية إلى فيلم سينمائى تحت عنوان "الكيت كات" بعد أن وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة فى سيناريو الفيلم . ولما عرض الفيلم حقق نجاحا كبيرا على كافة الأصعدة ، وهو يعد من أبرز علامات السينما المصرية فى التسعينات.
* عصافير النيل: رواية.
* خلوة الغلبان.
* حكايات من فضل الله عثمان.
* شىء من هذا القبيل.
وحول رواياته ، فقد تم إعداد بعض الرسائل الجامعية عنها وأثرها فى القصة القصيرة ومنها: 1- رسالة ماجستير مقدمة بالإنجليزية بجامعة عين شمس للباحث شكرى عبد المنعم محمد حول تأثير همنجواى فى القصة القصيرة مع الأخذ "إبراهيم أصلان وبهاء طاهر نموذجا" عام 1992. 2- رسالة ماجستير بعنوان" تخيل الحكاية ، بحث فى الأنساق الخطابية لرواية مالك الحزين" ، مقدمة من الدكتور محمد برادة عام 1998. 3- رسالة بالفرنسية مقدمة من الباحثة سلمى عادل مبارك إلى جامعة القاهرة بعنوان "الحياة اليومية فى الأدب والسينما" ، دراسة مقارنة لنيل درجة الدكتوراة ، عام 1999. 4- رسالتان قدمتهما الباحثة دينا حشمت إلى جامعة السوربون عن روايتى "بحيرة المساء" (تمهيدى ماجستير، ومالك الحزين ( ماجستير). 5- ثم كتاب للباحث حسن حماد بعنوان "مالك الحزين" ، وهى دراسة بنيوية تكوينية، صدر بالقاهرة عام 1994.
يعتقد البعض (ليس عن دراسة) أنه على الرغم من أن أصلان عمل بالإعلام فترة طويلة إلا أنه لم يحظى بالتلميع الإعلامي الذى حظي به ولازال الكاتب بهاء طاهر المحسوب على التيار اليساري والناصري.
الجوائز التى حصل عليها: وهى ليست بالكثيرة وهى:
- جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية " مالك الحزين" عام 1989.
- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2003-2004.
- جائزة كفافى الدولية عام 2005.
- جائزة ساويرس فى الرواية عن "حكايات من فصل الله عثمان" عام 2006.