العلامة محمد بشير عثمان
فضيلة العالم العلامة
محمد بشير عثمان
( 1936م – 2007م )
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
قال تعالى (( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون )) صدق الله العظيم
أصدق وصف يمكن أن يقال على الشيخ / محمد بشير عثمان – رحمة الله عليه – إنه أحد علماء عصره القلائل، حجة فى أصول الفقه الإسلامى كان يعيش حياة هادئة غارقاً فى روحانيته، شديد التعلق بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ولد الراحل فى قرية الحراجية بصعيد مصر فى30/10/1936 وسط بيئة دينية زاخرة بالمكتبات التى ضمت تفاسير القرآن الكريم وأمهات الكتب ودواوين الشعر القديم ، ألتحق بالتعليم الإلزامى عام 1944م بالمدرسة الابتدائية بالحراجية وبعد مضى أربع سنوات أشار عليه فضيلة الشيخ / حسين عبد الحق - أحد علماء مدينة قوص الأجلاء بالذهاب إلى كتاب الشيخ / عبد الرحيم حامد خميس – ليتم حفظ القرآن الكريم ، ثم انتقل إلى كتاب الشيخ / محمد عبد الله الجعفرى – رحمة الله عليه – بالمقربية وأتم حفظ القرآن الكريم ، وفى عام 1951م ألتحق بالمعهد الدينى بقنا حتى 1961م وألتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ، وتخرج منها عام 1966م وسلك فى التعليم لمادة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم بالتعليم الإعدادى فى قرية المحزمين بسوهاج ، وعاد إلى محافظة قنا وتم اختياره معلماً مثالياً عام 1983م ، وكان الشيخ رحمة الله عليه خيف الدم طيب القلب حنون ، يميل إلى الذكاء بسيط فى طبعه وأخلاقه كان مما يثيره عندما يسمع قولاً أو فعلاً يغضب الله ورسوله ، وكان رحمة الله عليه معطاءً فى نصائحه فى الأمور الدينية والدنياوية وكان يعالج الناس بالقرآن الكريم ، وكان يجمع بين الروحانيات وعلوما القرآن والتفسير وكان جهبذاً فى التفسير والفقه، والشريعة الإسلامية، وكانت عيناه دائماً تدمع حينما تذكر سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان فقيهاً فى تفسيره وإذا سُئل عن فتوى لا يدركها يرجئ الإجابة عنها كما أخبرنا الأستاذ / حجاج عايش – أحد تلاميذ الشيخ والذى قال : " أن المشايخ الذى نهل الراحل من علمهم الشيخ عكاشة والشيخ أو الحجاج بالكرنك والشيخ محمد أبو خليل بأسيوط ومن أعمال الشيخ أن ساهم مساهمة كبيرة فى بناء مسجد النور بالحراجية ، وكان يلقى الدروس الدينية والخطب فى المسجد ، ومن علامات تقوى الشيخ أنى زرته يوم وفاته ظهراًَ وكان يوم الجمعة وكان فى سكرات الموت، فسألته هل تصلى الجمعة؟ " فأجاب : نعم ، وبعد ذلك رأيته ى المنام يصلى فى القدس مع الأولياء والأقطاب " .
عمل شيخنا الراحل فى التعليم الثانوى كموجهاً وموجهاً أول للغة العربية وكان له أسلوب جميل فى توجيه المعلمين وإرشادهم بطريقة سهلة ، ثم انتقل بعد ذلك إلى توجيه التربية السكانية والبيئية ثم تولى مدير العلاقات العامة بديوان مديرية التربية والتعليم بقنا وعمل مديراً عاماً لمدرسة شركة السكر الثانوية بقوص ، وكان رحمة الله عليه مرجعاً ى المواريث وكان يأخذ رأيه فى أمور كثيرة ويضيف الشيخ / محمد أحمد محمد سالم – خطيب مسجد عبد الغفور – بان الراحل كان صاحب اللمسات الفنية والتوجيهات الصائبة أثناء توجيهه لمادة اللغة العربية فى مدارسنا وكان مصدر إفادة لمعلمى اللغة العربية بالمراحل الثانوية وكان مرجعاً لكل أمر صعب كان يعترضنا فى العملية التعليمية .
وقدر حل الشيخ عن دنيانا يوم 26/5/2007م وتم مواراة جثمانه بقريته ورحل تاركاً خلفه تاريخاً كبيراً فخماً من العلم والدراسات القرآنية العظيمة ، رحمة الله على شيخنا الراحل .