مع سندباد الرواية محمد جلال
في ذكرى الأربعين ننشر الحوار الذي أجريناه
محمد جلال |
إبراهيم خليل إبراهيم |
فى شهر يناير لعام 2010 رحل عن دنيانا الروائى الكبير محمد جلال الذى يعد من أهم الروائيين المصريين فيما بعد جيل الأديب العالمى نجيب محفوظ .. ومع ذكر الأربعين ننشر هذا الحوار الذى أجريناه معه فى منزله بالمنيرة .
عشق الكلمة منذ نعومة أظافره فعشقته .. و أحبه عشاق الكلمة فكان هذا الحب و الكنز و الملاذ .. نقش بأدبه طريقا مميزا صاغ معالمه بالتنوع و التجديد و التعبيرية الشاعرة و لذا فهو يعد من أهم الروائيين المصريين والعرب لجيل مابعد الأديب الروائي العالمي ( نجيب محفوظ ) ..انه الروائي والأديب الصحفي المبدع ( محمد جلال ) وقد أخذت الأديب مع قلمي وأوراقي إلى حارة ( عمر بن عبد العزيز ) بالمنيرة بالقاهرة بجمهورية مصر العربية حيث يقيم الروائي الكبير ( محمد جلال ) وكان هذا الحوار :
_ ....................................؟
محمد جلال من مواليد التاسع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1929 بكفر النحال بالزقازيق عاصمة محافظة الشرقية .
_.....................................؟
والدي ــ رحمه الله ــ كان يعمل بالسكة الحديد وكان كثير التنقل نظرا لطريقة عمله فقد انتقلنا من الشرقية إلى طنطا وفيها التحقت بمدرسة الست مباركة ثم انتقلنا الي القاهرة والتحقت بمدرسة المبتديان ثم مدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتي ، وفي عام 1953 حصلت على ليسانس الحقوق .
_ ....................................؟
والدي كان لا يحب اتجاهي إلى قراءة القصص والروايات ولكن مدرس اللغة العربية اكتشف موهبتي وأنا في مرحلة الطفولة وأتذكر انه كتب إلى في كراسة الإنشاء ( التعبير ) هذه المقولة التي مازالت بذاكرتي ( أسلوبك أدبي ويبشر بمستقبل زاهر ) ثم أعطاني بعض مؤلفات المنفلوطي وكبار الكتاب .
_ ...................................؟
خلال دراستي بكلية الحقوق كتبت القصة القصيرة ولمسرحية ذات الفصل الواحد والمقالات وأصدرت مجلة بعنوان ( أخبار الجامعات ) وبعد حصولي علي ليسانس الحقوق شتغلت فترة بالمحاماة ولكنني اكتشفت علي باب المحكمة أنني لا أستطيع التعامل مع الإجراءات والمكاتب فقررت ترك المحاماة لأن العدل ليس في القانون ولكن في روح القانون .. ولذا بحثت عن العدل في رواياتي .
_ .......................................؟
عملت محررا صحفيا في مجلة التحرير وأجريت تحقيقات حول العشوائيات وكانت تلك التحقيقات نبوءه بالعشوئيات ، وكنت أيضا أول محرر صحفي يجري أحاديث صحفية مع مجلس قيادة ثورة 1952 . وبعد ذلك انتقلت إلى مجلة الإذاعة والتليفزيون وأكثر من مؤسسة صحفية .
_ ...........................................؟
بدأت عالم الرواية في السيتينيات وبرغم أنني ابن الحارة إلا أنني لم اكتشفها إلا من خلال (نجيب محفوظ)
_...........................................؟
في بداياتي قمت بطبع رواياتي علي نفقتي الخاصة حيث أصدرت في عام 1961 (حارة الطيب) وفي عام 1962 (الرصيف) وفي عام 1965 (القضبان) وفي عام 1967 (الكهف) وفي عام 1969 (الوهم) وقد قال النقاد أنني متأثر بنجيب محفوظ .
_.........................................؟
خرجت من الرواية التقليدية فكتبت (محاكمة في منتصف الليل ـ الملعونة) وهذا تيار شعوري وعالم آخر .. وهذا هو محمد جلال .. ثم دخلت عالم الشعور والأسطورة فكتبت لعبة القرية .
_..............................................؟
رواية القضبان كتبتها عن القرية الصامدة ضد الإنجليز أما في رواية الكهف فقد عبرت عن منزلي أثناء دراستي الجامعية وفي رواية الوهم قدمت رؤية خاصة عن الثورة أما رواية الحب فكانت تعبيرا عن الأمل وعبرت عن الحارة المصرية في القرن الحادي والعشرين في رواية خان القناديل أما رواية فرط الرمان فقد كتبتها في 7 سنوات و 7 مدن مختلفة .
_................................................. .؟
نعم أنا احمل معي الرواية والحارة بصفة دائمة فالرواية تعيش معي وأحداثها مستمرة بداخلي .. وهكذا الروائي .
_...............................................؟
الأديب لابد أن تحتضنه مؤسسه وأنا لم تواكبني حركة النقل فجيلي بلا نقاد .
_...........................................؟
كتبت معالجه سينمائية لجميلة بوحريد وكتبت خماسية إذاعية بعنوان (بحري ورجاله) ثم تحولت إلى 3 فصول مسرحية وقدمت على مسرح العرائس وحضر عرض الافتتاح الأستاذ (عبد المنعم الصاوي) وأعجب بها واذيعت بالإذاعة والتليفزيون وكتبت أيضا مسرحية عرنوس وعرضت على مسرح السلام .
_................................................. ؟
تحولت بعض أعمالي إلى مسلسلات تليفزيونية مثل : القضبان ـ قهوة المواردي ـ بنت أفندينا ـ عطفة خوخة ـ درب ابن برقوق كما ترجمت بعض رواياتي إلى أكثر من لغة واذكر منها : قهوة الموارد ـ محاكمة في منتصف الليل ـ لعبة القرية .
_......................................؟
الترجمة مهمة جدا لأنها تقدم أدبنا إلى العالم ليقرؤه بلغته .
_.....................................؟
المحلية هي الانطلاق إلى العالمية فالحارة المصرية هى التي جعلت نجيب محفوظ يحصل علي جائزة نوبل العالمية فالقرية رد فعل والحارة فعل ، والمتأمل يجد إن كل الأحداث الضخمة في تاريخ مصر بدأت من الحارة .
_..........................................؟
العالم خلق ليراه الفنان وأنا اعشق السفر والترحاب فأنا مسافر دائما وهذا اثر بالإيجاب في إبداعي الروائي .. فأنا يا صديقي .. سندباد الرواية .
_..........................................؟
القراءة من وجهة نظري تنقسم إلى :
ـ قراءة بشر
ـ قراءة مدن
ـ قراءة كتب
ـ قراءة من خلال الشاشة الفضية الصغيرة والكبيرة .
_................................................. ؟
الكاتب لا يشترط أن يكون أديبا مبدعا أما الأديب فهو أكثر شموليا لأن علاقته حميمة بأجناس التعبير الأدبية المختلفة والروائي هو الأقرب إلى قلبي .
_................................................. ؟
اسعد لحظات عمري تلك التي اقضيها مع القلم والأوراق فقبل الجلوس للكتابة اغتسل وأتعطر واستمع للموسيقى ، واكتب باللون الأزرق في وريقات ، ولدي مجموعة أقلام من جميع المدن والدول التي زرتها .