في ذكرى رحيل الفنان القدير محمد شيخو
في ذكرى رحيل الفنان القدير محمد شيخو
(Bavê Felek)
(ريبورتاج)
عبد الصمد محمود - القامشلي
تمر هذه الايام الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الفنان الكوردي الكبير محمد شيخو (Bavê Felek) , هذا الفنان الذي سخر جل حياته في خدمة فن شعبه المضطهد , هذا الفن وهذا التراث الذي يحاول الكثيرون طمسه وتشويهه والتعتيم عليه , فكان محمد شيخو بقامته الباسقة دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن شعبه وعن معاناته وعن فنه , ولقد جسد بملاحمه الغنائية الفن الكوردي الأصيل وظل رغم كل المصاعب والمشقات ورغم ظروفه الاقتصادية الصعبة ظل شامخاً كجبل من جبال كوردستان , وهو يردد ويجسد معاناة ومطالب وأهداف وطموحات شعبه المظلوم , لم يستطع أحد بالرغم من الضغوطات العديدة والنفي الذي تعرض له , أن يرهبه أو أن يحرفه عن أهدافه , بل ازداد تصميماً ووفاءً لشعبه ولذلك وكما في كل عام يجتمع عشاقه وعشاق فنه في التاسعة من آذار على مزاره الطاهر ليلقوا عليه السلام ويجددوا له العهد بالتواصل والاستمرارية في خدمة الشعب الكردي .وكان لمراسل موقعنا السؤال التالي الذي طرح على المهتمين بمسيرة محمد شيخو والبعض الآخر من عامة الحضور أحببنا أن ننقل رأيهم لقرائنا الكرام .
: أين تكمن خصوصية فن محمد شيخو , أهي في أسلوبه أم كلماته أم ألحانه أم ماذا برأيكم .....؟ .
نسرين زوجة ورفيقة درب الراحل ( ديا فلك) :
رافقت الراحل في معظم مراحل حياته , عانية ما عاناه , قضيت سنوات جميلة معه رغم الأحوال الاقتصادية والظروف السيئة والضغوطات والملاحقات الكثير الذي تعرض لها , عرفته قبل أن أراه وأظن أنه عرفني قبل أن يراني غنى لنسرين قبل أن نتعرف على بعضنا بكثير ولو غناها وغنى كل أغانيه الآن لن تفرق كثيراً فمحمد شيخو هو محمد شيخو وسيظل , لا يزال حتى الآن رفاقه وأصدقائه يتصلون معي من كل أصقاع العالم حتى أنه هناك الكثيرين غير الأكراد من قوميات أخرى وحتى إن بعضهم لا يفهم الكردية ولكنهم يحبون محمد شيخو ويحبون أغانيه , نشكر كل من تذكر محمد شيخو ونتمنى أن يكرم أكثر من ذلك وأظن أن عيننا كلنا على ذلك الجزء المحرر العزيز على قلوبنا كلنا كردستان العراق , نتمنى أن يلقى من المسؤولين هناك وخاصةً من وزارة الثقافة ومن وزير الثقافة الأخ فلك الدين كاكائي ما يليق بفنان بشخص مثل محمد شيخو , أتمنى أن أرى له تمثالاً في أي مكان من كردستاننا العزيزة أن أرى شارعاً أو مشفى أو دار موسيقى باسمه , أشكركم على مشاركتكم لنا وعلى زيارتكم ونتمنى لكم التوفيق .
بروسك نجل الفنان محمد شيخو قال :
كان لمحمد شيخو خصوصيات كثيرة , وهي ليست فقط في كلماته أو ألحانه أو أغانيه بشكل عام , بل كانت آرائه تتجاوز حتى الموسيقى والغناء ككل , ولكنه كان يحاول من خلالها من خلال أغانيه الوصول إلى شعبه , كان يحاول إيصال معاناته ومعاناة شعبه عبر الغناء إلى الناس , كانت معاناته الأساسية وطنه الذي غنى له كثيراً , وفي النهاية أشكر وباسم عائلة الفنان محمد شيخو كل هؤلاء الحاضرين الذين يثبتون يوماً بعد يوم إن محمد شيخو وأمثاله لا يمكن نسيانهم , مرة أخرى كل الشكر لكم ولكل الحاضرين .
الكاتب حسين أحمد :
باعتقادي أن خصوصية محمد شيخو تكمن في صوته في أدائه في ألحانه في إحساسه في كلماته , كان بكل ذلك مع شعبه , لذلك كان المرحوم محمد شيخو ذائع الصيت بين أبناء شعبه , وكان له مكانة خاصة لديهم , بالإضافة إلى أنه أحتل مكانة مرموقة في الفن الكردي , وكان للمرحوم تأثير كبير على شعبه لأنه كان دائماً قريباً منهم , قريباً من همومهم من معاناتهم .
الكاتب زاكروس عثمان :
تكمن خصوصية محمد شيخو في أنه جعل من دعوة وقضية شعبه , دعوة له لذلك ترى وتحس الصدق في كلماته في ألحانه في إحساسه في أغانيه بشكل عام , ولذلك أيضاً أصبح له مكانة وصيت بين أبناء جلدته .
الفنان سعد فرسو :
اعتقد إن الفن هو تلك الأعمال الفنية التي أبدع فيها الإنسان كالأدب والتمثيل والرسم والموسيقى...ولا يودي العمل الفني رسالته إلا أذا عبر عن الواقع الاجتماعي المعاش وعبر عن هموم وطموحات وأمال أفراد مجتمعه , والموسيقى نعرف كلنا أنها غذاء الروح وأظن أن محمد شيخو جسد كل ذلك فهو نموذج الفنان الصادق الواعي الذي أحب شعبه بصدق فبادله شعبه الحب حباً , وأطرب الآذان بألحانه وأغانيه , وعبر عن هموم وتطلعات شعبه بوعي وعزيمة لا تلين , وأن تنجح كمحمد شيخو في فترة الستينات والسبعينات حيث كان الاستمتاع بالموسيقى يتم فقط بالسمع فهذا شيء كبيراً لأننا اليوم ومع التطور الحاصل أصبح الاستمتاع بالموسيقى بصرياً أكثر من سمعياً فغالباً ما تنتهي أغنية دون أن نعرف ماذا غنى وأحياناً لا نعرف حتى من غناها وكان من بين ما ميز محمد شيخو جرأته العالية في طرح هموم وتطلعات قضيته القومية دون أي تردد أو خوف واختياره لأجمل الأشعار الكردية التي تخدم ذلك الهدف , كان له صوت مميز لا يشبه أي صوت آنذاك بالإضافة إلى أجادته في جميع المقامات لأن صوته يحمل أكثر من (12) نغمة موسيقية فغنى الحجاز وغنى السيكا والعجم والبيات وغيرها من المقامات وأبدع فيها .
الفنان عبد الكريم شيخو :
أشكركم أولاً على حضوركم وأشكر كل الحاضرين , وأنا كفنان كردي أقول إذا كان الفن جامعاً فبتأكيد سيكون محمد شيخو منارته , وإني متأسف جداً لعدم حضور كل فنانينا اليوم لأحياء ذكرى هذا الفنان الكبير الذي كان فقيراً في حياته ولكنه كان دائماً يقول إن الشخص الفقير هو الذي لا يستطيع تقديم شيء لشعبه , أرحب بكم مرة أخرى وشكراً .
الفنانة اعتدال :
خصوصية محمد شيخو تكمن في الأساس في إحساسه العالي , طبعاً لا يمكن أن تكون الأغنية كاملة بدون وجود العناصر الأخرى ( كالكلمات والألحان والعناصر الموسيقية الأخرى ) , لكن محمد شيخو كان بإحساسه العالي يوصل الأغنية إلى الناس , يوصلها إلى قلوبهم مباشرةً ودون استئذان , كما كان لزمنه خصوصية أيضاً حيث ظهر في فترة كان التكلم بالكردية أو التحدث عنها أو سماع أغنية كردية جريمة يعاقب عليها المرء , لم يستطع أحد الوصول إلى قامة محمد شيخو وأعتقد أنه هناك القليل من الفنانين الذين يستطيعون غناء أغاني محمد شيخو بأسلوبه وإحساسه العالي وأظن أن الفنان سعد فرسو هو أحدهم , محمد شيخو كان مدرسة بحد ذاتها وسيظل دائماً حياً فينا .
آزاد حمو شاعر :
باعتقادي أن خصوصية محمد شيخو كانت في أدائه بالدرجة الأولى , ثم يأتي بعدها ألحانه وكلماته وصوته , وأظن إن بافي فلك يمتلك كل تلك المقومات التي أعدها متكاملة , كانت كلماته تأتيه من جميع أجزاء كردستان , وأنا حاضر هنا اليوم بناء على دعوته , فهو قال لنا أن نزوره في كل آذار , وأنا كمحب له ولفنه لم أستطع التغيب , وخاصةً أننا أصبحنا اليوم نفتقد للفن الأصيل الذي جسده محمد شيخو , وأنا سعيد جداً بكل هؤلاء الحاضرين وأشكركم أيضاً
لازكين أحد أعضاء فرقة ميديا:
كان محمد شيخو ناجحاً في فنه بشكل عام , لا نستطيع أن نقول أنه أبدع في مكان ولم يبدع في آخر , محمد شيخو كان ناجحاً ومبدعاً في فنه ككل , كان فناناً بكل معنى الكلمة , كان له دور وتأثير على شعبه في زمانه وهذا الدور والتأثير مازال مستمراً حتى الآن , يحاول الكثيرون من فنانينا اليوم ترديد أغاني محمد شيخو ولكن أظن أن خصوصية محمد شيخو هي في محمد شيخو , ولا أظن أن أحد يستطيع الاستمتاع بأغانيه الجميلة إلا عندما يسمعها منه .
سالار طالب جامعي:
أظن أن خصوصية محمد شيخو كانت في أدائه المميز , طبعاً لا يمكنني أن أغفل الجوانب الأخرى كالكلمات والألحان فهي تكمل بعضها البعض , لكن أظن أن محمد شيخو كان مبدعاً في أدائه لأغانيه , ضحى كثيراً لأجل شعبه وكان فناناً كبيراً ولذلك نحن هنا اليوم .
إبراهيم :
أشكر كل الحاضرين الذين يحتفلون بهذا الشكل الحضاري بفنان قدم الكثير لنا ولهذا لن ننساه وسنكون على قبره كل عام .
خليل :
كان محمد شيخو كأي بيشمركة على سفوح جبال كردستان قلتها كثيراً وقلتها شعراً إن سلاح محمد شيخو هو ( طمبوره ) , جاء محمد شيخو في وقت كان شعبه في أحوج ما يكون إلى فنان بقامته , لا أظن إن أحداً آخر يستطيع ملء الفراغ الذي خلفه برحيله , كان في كل الصعاب يحاول أن يرفع من معنويات شعبه , لن ننساه أبداً .
أمجد:
يعرف البعض الموسيقا , على أنها هي المخدرات المشروعة التي تهدئ الأعصاب وتريحها , ولكن فن محمد شيخو وموسيقاه تبتعد كثيراً عن هذا التعريف , فهو لا يحاول أراحة الأعصاب ولا يهدئ الشخص , بل يحاول دائماً إيقاظه وجعله يحس بما يعاني شعبه , وهنا تكمن خصوصية محمد شيخو الذي أمتاز بكرديته وبرجولته , فنحن كشعب لا توجد لنا مؤسسات أو مدارس لأحياء تراثنا أو لغتنا لكن محمد شيخو أظنه أحتل مكانها فهو قام ويقوم بدور تلك المؤسسات في إيقاظ شعورنا القومي ومحمد شيخو وأمثاله يقومون بذلك الدور الهام .
شيخ سعيد حتو :
يرحم الله محمد شيخو , وأظنه لم يمت , عندما نرى هؤلاء الناس أعتقد أن محمد شيخو ما زال بيننا .
الكاتب سلمان بارودو:
لا أحد يستطيع أن ينكر دور الفنان الكبير محمد شيخو في إيقاظ الشعور القومي لدى الكرد ونشر روح الوطنية والمحبة والإنسانية بين الناس جميعاً، وهو من أحد رواد الأغنية السياسية الكردية المعاصرة وذلك من خلال تأثير أشعاره في عقول وصدور أبناء جلدته،وكان فنانا وطنياً وقومياً يحمل على عاتقه هموم شعبه الكردي المضطهد والمحروم من حقوقه الطبيعية،وكان إنسانا غاية في البساطة والرومانسية، فهو أستطاع بأغانيه وبكلماته أن يجتذب المرء إلى عالمه فيشعره بأفراحه وأتراحه، شأنه في ذلك شأن الشاعر الكبير جكرخوين
فألف رحمة وألف باقة ورد لك أيها الغائب الحاضر، لقد رحلت جسداً لكن إبداعك ظل وسيظل شاهداً بيننا، لأن عمر الإبداع أكثر امتداداً من عمر صاحبه.