البهي الخولي

الأستاذ أبو حفص

- المفكر ، والكاتب ، والداعية الإسلامي الكبير .

- ولد الشيخ البهي بن نجا بن إبراهيم الخولي عام 1317هـ / 1901م بقرية القرشية مركز السنطة محافظة الغربية ، نشأ في أسرة متدينة ، وكان والده من ذوي النعمة واليسار

- تدرج البهي الخولي في مراحل التعليم من كتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم ، وتعلم مبادئ القراءة والحساب إلى أن بلغ دور الصبا ، فدفع به والده إلى المعهد الأحمدي بطنطا ، ومنه التحق بدار العلوم في القاهرة وفيها تفتحت مداركه ونضجت مواهبه وتحدد هدفه .

- درس على نخبة من علماء الدين أمثال : محمد عبد المطلب ، وعبد الوهاب النجار ، وطنطاوي جوهري ، والشيخ أحمد إبراهيم .

- مواهبه وصفاته :

لقد حباه الله بمواهب وصفات جعلته في الذروة العليا من العلماء والدعاة ، ومن هذه الصفات :

1- قوة الفراسة : قال في رسالة إلى الشيخ عبد المنعم النمر مدير تحرير مجلة الوعي الإسلامي يوصيه بالشاب يوسف القرضاوي : ( وهو شاب متواضع ، فارع العلم باهر ، إن لم يبذّ شيوخ العلم وفحوله في الأزهر ، فلن يقصر عن شأن أعلاهم شأناً ) .

2- الشجاعة في إبداء الرأي : وقد دفعه هذا الخلق الأصيل إلى أن يرد على أصدقائه إن جانبهم الصواب .

3- التواضع وهضم النفس : يقول – رحمه الله - : ( إني أخاف الحديث عن النفس مخافة الخطر الداهم ، لأن الله عودني أنه آفة الخذلان والحجاب ) .

4- العفة والنزاهة .

5- الإحسان : حيث كان يقتطع جزءاً من مرتبه ويقدمه إلى المحتاجين والفقراء .

 6- الروح القوية والقلب الفياض : يقول العلامة الكبير السيد أبو الحسن الندوي : ( والقلب يمتلئ قوة وحرارة بتأثير الأستاذ البهي وروحه القوية وقلبه الفياض بالحب والإيمان حتى شعرت بنشاط جديد ).

- وكان البهي الخولي صديقاً حميماً للأستاذ الندوي التقى به عند زيارته لمصر عام 1951م ، وزوده بمعلومات عن الشهيد حسن البنا حتى شعر أنه لم يحرم زيارته , وقرأ ما كتبه باهتمام وشغف , وعرف الإمام الدهلوي من خلال كتابه ( حجة الله البالغة ) .

وقال الأستاذ حسن البنا عنه : ( الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي هو بحمد الله صافي الذهن ، دقيق الفهم ، مشرق النفس ، قوي الإيمان ، عميق اليقين ) .

- وظائفه :

- عين بعد تخرجه من دار العلوم مدرساً في المعاهد الأزهرية بطنطا ، ثم انتقل إلى أسيوط ، ثم إلى القاهرة ، ثم عاد إلى طنطا .

- وبعد قيام الثورة عمل مديراً عاماً للمساجد بوزارة الأوقاف ، ومديراً لتحرير مجلة ( منبر الإسلام ) ، ثم عين مراقباً عاماً للشؤون الدينية في وزارة الأوقاف ، ثم اختير عضواً بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

- كما عمل مستشاراً بالمجلس الأعلى لجمعية الشبان المسلمين ، كما انتدب للتدريس في الأزهر ( كلية أصول الدين ) وفي دار العلوم وكلية العلوم الاجتماعية ..وغيرها .

 جهوده في الدعوة :

- كان الأستاذ البهي الخولي : داعية بارزاً , وأحد المربين ، والموجهين الكبار من جماعة الإخوان المسلمين بمصر .

- وكان زميلاً للإمام الشهيد حسن البنا – رحمه الله – وكان مدة حياته على العهد والوفاء لزميله العظيم ، وقائد كبرى الحركات الإسلامية في العهد الأخير , يحبه ، ويذكر مآثره بلذة وإعجاب ، ويسهر على غرسه وزرعه بتوجيهه الديني وإشراقه الروحي .

- دخل السجن في محنة ديسمبر سنة 1948م في معتقل الطور مصر , وعذب عذاباً شديداً , وكان إبراهيم عبد الهادي يسأله ، ويتشفى بتعذيبه , بعث إلى نجله مجيد بهي الدين الخولي رسالة بتاريخ 4 يونيه 1949م شرح فيها كيف يعذب في السجن ، وكشف الافتراءات التي نشرت ضده .

- وكان مسؤولاً عن الإخوان المسلمين في السجن كما هي سنة الإسلام ( إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم ) ولكنه قد استدعي إلى القاهرة حيث وجه إليه اتهام في قضية تتعلق بالنظام الخاص ، فاختار السجناء أميراً لهم : محمد الغزالي .

- ثم خرج من السجن ، وتابع مسيرة الدعوة حيث انتخب عضواً في مكتب الإرشاد الذي أعيد تشكيله في 1951م أيام الإمام حسن الهضيبي , وكان الوكيل د. محمد خميس حميدة .

- وتدرج الأستاذ البهي الخولي – رحمه الله - في المسؤولية داخل الجماعة حيث صار عضواً في مكتب الإرشاد ، ثم عاد اسمه إلى الظهور في كانون الأول عام 1953م ضمن التشكيل الثاني لمكتب الإرشاد الذي ضم : د. محمد خميس حميدة وكيلاً , وعبد الحكيم عابدين سكرتيراً , وحسين كمال الدين أميناً للصندوق , وعبد القادر عودة , وكمال خليفة , وعمر التلمساني , وعبد الرحمن البنا , وعبد المعز عبد الستار , وأحمد شريت , وعبد العزيز عطية , ومحمد فرغلي , ومنير أمين الدّلة , وصالح أبو رقيق , والبهي الخولي , ومحمد الحامد أبو النصر.. أعضاء .

وهو المكتب الذي قابل محنة الإخوان مع جمال عبد الناصر ، وأدخل معظم أعضائه السجون والمعتقلات ، وحكم على بعضهم بالإعدام ، وبعضهم بالسجن المؤبد ، وبعضهم بسنوات طويلة !

- وفي المحنة الأولى عام 1954م حاول جمال عبد الناصر تفتيت الجماعة من الداخل ، فحرض النظام الخاص على قيادته الشرعية ، فاستجاب له البعض ، ولكنه لم يفلح حيث قامت الجماعة بفصل عدد من دعاة الانشقاق الأمر الذي حصن الجماعة من داخلها ، وقطع دابر المخذلين من رجال النظام ، وبقايا قيادات الجماعة ، ومنهم :

الأستاذ صالح عشماوي ، ومحمد الغزالي ( ولفضله رجع عن قولهم بعد ذلك ) ، وعبد الرحمن السندي ، ونجيب جويفل ، والبهي الخولي ، ومن طرف خفي الباقوري ، وبعض الطامعين ،...

- ويعتبر د. سعيد رمضان ود. يوسف القرضاوي من تلاميذه المقربين , يذكر القرضاوي مدى استفادته من كثير من جوانب التربية الفكرية والروحية , يتحدث عنه بإعجاب فيقول : هو رجل ذواقة للمعاني الربانية , عميق الحاسة الروحية وقد كان يرأس الإخوان في الغربية وكانت محاضراته ودروسه التي يظهر فيها الجانب الرباني , وكان للأستاذ البهي لقاءات خاصة مع مجموعة من الشباب اصطفاهم يصلون الفجر معاً كل أسبوع ويذكرون الله عز وجل ويعيشون في جو روحي محلق وقد أطلق على هذه المجموعة اسم ( كتيبة الذبيح ) يعني بالذبيح : إسماعيل عليه السلام , الذي أسلم عنقه طاعة لله دون تلكؤ ولا تردد ( قال يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) .

- كان مشغوفاً بكتب العلامة ابن قيم الجوزية متجهاً اتجاهه في تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وفهم الدين الصافي العميق .

ومن أقواله :

- إن دعوة الإخوان نفخت في الشعب الرخو الرقيق حياة جديدة , وقوة جديدة .

-إن الفساد حين يكون عاماً ترعاه رياسة المجتمع ، وتنشط له رغبات أفراده ، إنما يعالج بعلاج أسبابه ، لا بعلاج ظواهره التي تطفو هنا وهناك ، وقد كان محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إبان رسالته يتعبد ليلاً عند الكعبة ، والأصنام تطلّ عليه من فوقها بعيونها المنطفئة الكريهة ووجوهها الجامدة وهو قد بعث بإزالتها – فلم تحدثه نفسه ليلة – وهو خالٍ بها – أن يكسرها أو يزيلها من مكانها ، لأنها ظاهرة علّة وليست هي العلّة نفسها ، ولذلك جعل وسيلة مواجهة المسؤولين بالبرهان والإقناع ، حتى إذا أذعنت النفوس لحكمته والقلوب لحجته تولّى ذووها كسرها بأنفسهم .

-      من كتبه :

أ‌-    كتب في الدعوة :

1- تذكرة الدعاة : وهو باكورة إنتاجه العلمي ، وأشهر كتبه ، وهو كتاب مفيد مثير طبع عدة طبعات ، ونال القبول من القراء ، قدم له الإمام البنا .

2- آدم عليه السلام : فلسفة تقويم الإنسان وخلافته .

3- منهج القرآن في المعرفة .

4- مذكرة في الدعوة ( قررها على طلاب كلية أصول الدين ) .

5- الخالقية .

ب – كتب في الاقتصاد الإسلامي :

1- الثروة في ظل الإسلام – دار القلم ، الكويت ، 1981م .

2- الإسلام لا شيوعية ولا رأسمالية – دار الكتاب العربي ، 1947م .

3- الاشتراكية في المجتمع الإسلامي بين النظرية والتطبيق – مكتبة وهبة .

4- مفهوم ومنهج الاقتصاد الإسلامي ( بحث مقدم إلى مؤتمر الملك عبد العزيز الإسلامي الدولي بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ) .

ج – كتب في السيرة والتراجم :

1- من أسرار الفتح ( فتح مكة ) – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

2- يوم الفرقان ( غزوة بدر ) – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

3- الإمام الممتحن أحمد بن حنبل – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

4- الإمام محمد عبده – مخطوط .

5- شيخ الإسلام ابن تيمية – مخطوط .

ج – دراسات حول القرآن الكريم :

1- بنو إسرائيل في ميزان القرآن .

2- تفسير سورة المزمل .

3- هدى الإسلام ( بالاشتراك مع آخرين ) وقررته وزارة التربية والتعليم بمدارسها الابتدائية والإعدادية سنة 1956م .

د – دراسات فقهية :

1- الصيام – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1961م .

2- الحج والعمرة – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

3- رفيق الحاج – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .

4-منهاج الإسلام في الزواج والطلاق – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1962م.

هـ - دراسات حول قضايا المجتمع :

1- المرأة بين البيت والمجتمع – قدم له الإمام حسن الهضيبي ، دار العروبة ، 1965م .

2- الإسلام وقضايا المرأة المعاصرة – دار القلم – الكويت .

- وفاته :

بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال في الدعوة إلى الله ، وتربية الأجيال ، والإنتاج العلمي ، وافاه الأجل المحتوم ، فتوفي في 27 / 12 / 1977م عن ست وسبعين عاماً ، وقد أوصى أولاده ألا ينشروا نعيه ، فمضى إلى ربه دون أن يعلم كثير من عارفيه بوفاته .

- وكتب عنه :

- وقد كتب عنه الأستاذ يسري عبد الخالق رسالة ماجستير بعنوان (الشيخ البهي الخولي وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى).

              

- المراجع :

1- كفاية الراوي عن العلامة القرضاوي ، محمد أكرم الندوي ، دار القلم : 24 .

2 – الحياة الربانية والعلم : 9 , 10 .

3– رسائل الأعلام – الندوي : 95 .

4– مقدمة كتابه ( بنو إسرائيل في ميزان القرآن ) – البهي الخولي – دار القلم بدمشق : ص 5 ، 8 .