أحمد رجب
حسين علي محمد حسنين
كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر
أحمد إبراهيم رجب من مواليد منطقة الرمل بالإسكندرية بتاريخ 20 نوفمبر 1928 . تخرج من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية عام 1951 ، ثم عمل محرراً بدار أخبار اليوم بالإسكندرية ، وبعدها محررا بمجلة الجيل ، ثم مديرا لتحريرها .
تزوج أحمد رجب في 1961 ولم ينجب بعد ، أما الوظائف التي تقلدها فهي مدير تحرير " الجيل " في عام 1957 ثم نائب رئيس تحرير " الجيل " ، ومدير تحرير مجلة "هي " في عام 1964 ، كما عمل بمجلة "الثقافة الأمريكية" في عام 1962 . وهو صاحب اللقطات الساخرة التي ظلت تطل على قارئ أخبار اليوم لأكثر من 50 عاماً ، كان أولها مطرب الأخبار في الصفحة الأولى ، ثم شخصياته التي رسمها بريشة الفنان مصطفى حسين ، وثالثها "الحب هو " في الصفحة الأخيرة ، وآخرها " نص كلمة " وهي الباقية من هذه اللقطات حتى الآن .
بدأ أحمد رجب عمله الصحفى مراسلاً لجريدة أخبار اليوم بالإسكندرية ، وكان يرسل مقالاته إلى موسى صبرى رئيس تحرير " الجيل " في تلك الفترة ، وذات يوم جاء موسى صبرى إلى الإسكندرية والتقى بأحمد رجب وعرض عليه أن ينتقل إلى القاهرة ليعمل معه في مجلة الجيل . وفى هذا الصدد يقول أحمد رجب : لقد قضيت نصف عمرى في الغرفة 53 بمبنى أخبار اليوم ، وهى غرفة تاريخية ، فأول من اتخذها مكتباً له هو توفيق الحكيم ، ثم كامل الشناوى ، ومن بعده جلال الدين الحمامصى ، وتلاه موسى صبرى ، ثم أنيس منصور ، وسعيد سنبل ، ثم أنا ( أى أحمد رجب) .
لم يعرف أحد عن تفاصيل عمله اليومي باستثناء شخصين ، الأول هو على أمين الذي قال عنه أحمد رجب: على أمين هو أستاذي الذي كنت طوال تسعة عشر عاما المساعد الأول له في التجديدات والابتكارات الصحفية التي كان يغير بها مجرى الفن الصحفي في مصر ، وإذا أراد أن يصدر صحيفة جديدة أو يجدد مجلة فكنت أظل أعمل معه حتى لو تطلب الأمر العمل لأكثر من 18 ساعة في اليوم ، وكان على أمين يحدد إقامتي معه في الغرفة الصغيرة المجاورة لمكتبه.
أما الشخص الثاني فهو مصطفى حسين الذي قال عن أحمد رجب: لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب ، قليلون هم الذين اقتربوا منه ، وعلى رأس هؤلاء هو على أمين صاحب فكرة نص كلمة.. لقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ وترجم ذلك فى الكتابة بإختصار وتركيز شديدين ، جيث لا وقت عند القارئ للت والعجن . وقد أمضى أحمد رجب مع على أمين سنين طويلة أفرزت مواقف عدة ذكر أغلبها أحمد رجب في كتابه " أى كلام " .
يعترف أحمد رجب بأنه أحب الكتابة الساخرة على يدمصطفى أمين في مجلة الاثنين . ويذكر أن مصطفى أمين كتب مقالاً عن أحمد رجب بمجلة الهلال في ديسمبر 1995 قال فيه: " أحمد رجب هو تلميذي ومنذ اليوم الذي عرفته فيه تنبأت له بدور كبير سوف يلعبه في حياة المجتمع المصري ، فقلمه ساخر وأسلوبه جذاب استطاع أن يضحك المصريين لأكثر من 20 عاماً ويرسم الابتسامة على شفاههم ، ولقد أعطيت الحرية لأحمد رجب لكي يكتب ما يريد فلا رقيب عليه أبداً ، ولم أكن أطلب منه أن يعرض عليّ ما يكتبه أو يرسمه مصطفى حسين، لأن تجربتي السابقة علمتني أن وضع أي قيد على الكاريكاتير يفقده قيمته على الفور" .
اتفق كل من عرف أحمد رجب على أنه شخص صامت وقليل الكلام ، وإذا تحدث كانت جملاً قليلة بالغة الدلالة على عكس ما يتوقعه أو ينتظره منه كل من حوله . ولعل صمت أحمد رجب كان سبباً في أن أمضى سنوات عمله مسالماً دون اشتباكات على الرغم من انتقاداته اللاذعة لكبار المسؤولين في الحكومة وأداء رجال السياسة والتي شهد الجميع بأن أحداً ممن انتقدهم رجب لم يحمل له ضغينة يوماً أو قدم له لوماً أو عتاباً على فكرة الكاريكاتير أو مقال أو تعليق في "نص كلمة" ، ولم يسجل التاريخ خلافاً بين أحمد رجب وأي شخص باستثناء خلاف كان علامة فارقة في حياة أحمد رجب مع رفيق عمره مصطفى حسين، انقطعت معه علاقة الصديقين لمدة تجاوزت الـ 5 سنوات ثم تصالحا . أما خلافه مع ممتاز القط، رئيس تحرير "أخبار اليوم" والذى قرر أحمد رجب على أثره عدم تقديم أفكاره لرسم فلاح " كفر الهنادوة " بالصحفة الأولى ، ومقال "الفهامة" بالصفحة الأخيرة فيرجع إلى أنه عندما أرسل أحمد رجب تعليق كاريكاتير " فلاح كفر الهنادوة " متضمناً حديثاً بين الفلاح والرئيس مبارك ، فوجئ بعدها أحمد رجب ولأول مرة في تاريخ كتابته بأخبار اليوم بعدة اتصالات هاتفية من المسؤولين بالجريدة ، يخبرونه أن هناك خطأ في التعليق حيث ورد اسم "جرجس أفندي" في عبارة ، إلا أنه أكد عدم وجود أي خطأ ، أعقبه اتصال من رئيس التحرير ممتاز القط ، طلب فيه حذف هذه العبارة ، وكانت هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها أحد أياً كان فيما يكتبه رجب الذي رفض أي تعديل ، حتى بعدما أوضح له القط بأن الأمر ينطوي على فهم يضر بالوحدة الوطنية ، أجابه رجب : " إنت هتعلمني الوعي السياسي وإزاي أحافظ على الوحدة الوطنية ؟!".. ثم أغلق السماعة ، وتم حذف العبارة دون موافقة أحمد رجب ، وهو الأمر الذي دفع أحمد رجب إلى عدم الكتابة في العدد الذي تلاه . انتهى الخلاف بإتصال القط مستفسراً عن سبب الاعتذار وتأكيده على تقديره واعتزازه بأحمد رجب قائلاً : " معلش اعتبرها غلطة وأنا تلميذك ومن حقك تقرص ودني ، ولكن لا تترك أخبار اليوم ، وإللي حضرتك عايزه أعمله " . ولكن غابت الفهامة وفلاح "كفر الهنادوة " منذ ذلك اليوم الذي أرسل فيه رجب خطاباً للقط قال فيه : " الإرهاق داهمني في الأسابيع الأخيرة ، وآمل أن يكون إرهاقاً عارضاً ومؤقتاً ليعود الفلاح مرة أخرى في زيارته الأسبوعية للرئيس" .
كانت لأحمد رجب مواهب أخرى غير موهبته في الكتابة الساخرة، ومنها أنه كان يتمنى أن يصبح مطرباً منذ الصغر خاصة وأن علاقته بالفن في الكبر كانت وطيدة نتيجة صداقاته مع كبار المطربين والفنانين أمثال : محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وشادية وغيرهم ، ويذكر أنه خاض تجربة الغناء قبل أن تنتهي محاولاته نهاية مأساوية ، حيث قرر الاعتزال بعد ثلاث غرز في ذقنه إثر غنائه في فرح أحد الأقارب. وله موهبة الكتابة للأطفال وقد مارسها مرة واحدة عندما حوّل كتاب "كليلة ودمنة" إلى قصص للأطفال ، ورسمها مصطفى حسين في مجلة "الأولاد" التي كانت تصدر عن "هى".
ومن أعمال أحمد رجب: (1) الفهامة. (2) اى كلام . (3) صور مقلوبة .(4) فلاح كفر الهنادوه. (5) نص كلمة .(6) نهارك سعيد .(7) يوميات حمار . (8)الأغانى للأرجبانى . (9) فوزية البرجوازية. (10)ضربة فى قلبك. (11) الحب وسنينه. (12) كلام فارغ.