الشيخ صالح بن ناصر بن صالح
رائد التعليم في عنيزة
الشيخ صالح بن ناصر بن صالح
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
فى عنيزة مليكة القصيم عنيزة حصن الحرية محط رجال وأبناء الأمصار قطب الذوق والأدب يبدأ حديثنا عن رائد من رواد العلم والتعليم الأوائل الذين كان لهم فضل كبير فى انتشار التعليم أبان ندرة المتعلمين ذلكم هو المرحوم الشيخ / صالح بن ناصر بن صالح – الذى افتتح أول مدرسة حديثة فى نجد فى عنيزة ومن خلال قراءة سريعة فى كتاب معلم ومجتمع عن سيرة أحد الرجال الأوفياء يقول / إبراهيم محمد السبيل : " أن الشيخ الراحل يعتبر نموذجاً فريداً فى دنيا العلم والتعليم وهو الذى انقطع للتعليم ووهب نفسه له ولم تشغله الحياة عنه ولم يلتفت إليها وكان رجلاً مشهوراً فى هذا المضمار وهو من الرجال المسلحين بالخلق الكريم الذى تعلمه من دينه القويم وكان أجل جهاده من أجل العلم والتعليم وكيف قاس من أجل نشر التعليم فى مدرسته الخاصة أو فى المدرسة الحكومية التى افتتحت عام 1356هـ " .
ولد الشيخ صالح عام 1322هـ فى مدينة عنيزة وعاش فيها سنواته الأولى وبطلب من عمه سافر إلى الزبير وبدأ دراسته الابتدائية فى المدرسة الرشدية وأكمل المدرسة الرشدية وأكمل الأحمدية فى الكويت ثم التحق بعد ذلك بمدرسة النجاة المتوسطة بالزبير ودرس فيها شطراً من الدراسة الثانوية ثم أكمل دراسته الثانوية فى المدرسة الرحمانية وبعد إكمال الثانوية انتقل إلى البحرين حيث عمل مدرساً فى مدرسة البحرين الخليفية حوالى سنتين ثم عاد إلى عنيزة وخلال إقامته أشار على بعض المواطنين بفتح مدرسة أهلية خاصة مما عرفوا عنه من مقدرة علمية وغيرة وطنية وفتحها فى 10 محرم 1348هـ وكان يشاركه فى التدريس شقيقه الأستاذ عبد المحسن ، وكانت تدرس فى المدرسة مواد متنوعة مثل القرآن والحساب والخط والإملاء والفقه والتوحيد والتربية البدنية وكان ثمن التدريس ريالاً واحد عن كل طالب مع إعفاء الفقير العاجز وكانت الانشطة التى تهتم بها المدرسة كالحفلات والأنشطة والأناشيد التى يظهر فيها التلاميذ مقدرتهم الإبداعية فى القطع النثرية والشعرية والمحاورات الطويلة والقصيرة وكان الهدف منها تعويد تلاميذه على الخطابة والارتجال والإلقاء الجيد والجرأة وكان التعاون تاماً ما بينه وبين الكتاتيب وخاصة كتاب القرزعى وفى عام 1355هـ أمر جلالة الراحل المغفور له عبد العزيز أبان زيارته لمدينة عنيزة بفتح أول مدرسة حكومية فى عنيزة وتم إسنادها للراحل الشيخ صالح وكان رحمة الله تعالى عليه يقوم بالإدارة والتدريس ويعتنى بالطلاب الضعاف بنفسه وذات مرة أقعده المرض فحضر إليه الطلاب فى منزله لمتابعة الدروس ويقوم بتدريسهم رغم مرضه وارهاقه وكان خير عون للمدرسين الذين يعملون معه ويقدم لهم التوجيه المستمر والإرشاد بأسلوبه مع طلابه فهو أسلوب المربى القدير والمعلم الواعى وقد بقى فى المدرسة العزيزية منذ افتتاحها فى عام 1356هـ حتى 1377 هـ حتى عين مديراً لمعهد المعلمين بعنيزة وفى عام 1382هـ تم اختياره مشرفاً على مدراس عنيزة وفى عام 1392 أحيل للتقاعد لبلوغه السن النظامية وقد ترك العمل بعد أربعة وأربعين عاماً من الجهاد التربوى الطويل والتجديد التعليمى المتواصل وترك الساحة وهو مثخن بالمتاعب والآلام ولكنه أكثر ما يكون اغتباطاً وسعادة بهذا المدّ العلمى يغزوا كل زاوية واتجاه وفى يوم الاثنين الثالث عشر من شهر جمادى الثانية من عام أربعمائة وألف للهجرة ينطفئ ذلك المصباح المنير ويحمله تلاميذه فى قلوبهم وعلى أكتافهم إلى مثواه الأخير يرحمه الله رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته .
قالوا عن الشيخ صالح بن ناصر بن صالح :
{ هو رجل وهب نفسه وعقله وروحه من أجل تكوين كفاءات مثقفة واعية من الأجيال }.
على السليمان الحمدان
{ شخصية الأستاذ صالح مثالية وكان رجلاً على درجة عالية من الخلق والاستقامة والجد والنشاط بشوش ، ولكنه حازم لا يهزل ولا يمزح فرحاً يطل بهيبته ووقاره وكان رقيقاً } .
معالي الأخ صالح إبراهيم الضراب
{ كان من الشيوخ البارزة فى مجتمع عنيزة ويكمل صورتها وتأثيره الطيب كان واضحاً على شبابها وصبغ التعليم صبغة لا تزال ترى لأن تلاميذه تسلسلوا فى التعليم وتميزوا بالمميزات التى عرف بها هو وأخوه الأستاذ عبد المحسن حفظه الله ونفعنا به ورحم الله الأستاذ صالح وأسكنه فسيح جناته عل كل ما قدم }.
معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر