من الأناضول إلى قصر الرئاسة
من الأناضول إلى قصر الرئاسة
دخل السياسة بطلب من أردوغان فجعله رئيسا للجمهورية
أنور مصري ـ الجزيرة توك - اسطنبول
ولد في مدينة "قيصري" سنة 1950 إحدى المدن الواقعة في الأنضول عائلته عائلة أنضولية محافظة درس حتى المتوسطة في هذه المدينة التي تشتهر بتجارتها وتجارها لكنه لم يكن بارعا في التجارة خلافا لأعمامه فقرر أهله أن يرسلوه إلى اسطنبول لإتمام دراسته فكان طالبا ناجحا في دراسته فدرس في جامعة اسطنبول فرع الاقتصاد وقد برز في ذلك الوقت المصادمات بين التيار اليميني واليساري في الجامعات التركية فكان عبد الله جل من أبرز عناصر التيار اليميني وكان من أحد قيادات اتحاد الطلبة الجامعيين (الإسلاميين) مع اردوغان وكان ذلك أول عمل له مع أردوغان ..
فكان يزيد عمر عبد الله غل عن عمره بأربع سنوات فأقاموا الكثير من المظاهرات من أجل القضية القبرصية والفلسطينية وحاربوا الشيوعيين في ذاك الوقت حتى أن الشيوعيين علقوا صوره على جدار الجامعة ومنعوه من دخول الجامعة لعدة أسابيع ومن ثم أتم الماجستير في الجامعة ذاتها حتى انتقل إلى بريطانيا ..
بمنحة دراسية مقدمة من الدولة التركية لأخذ الدكتورة وبقي غل متمسكا بمبادئه في لندن التي درس فيها وشارك بالعمل الطلابي فيها وكان يصلي صلواته الخمس في كنيسة الجامعة والتقى بكبار الصحفيين والمفكرين الأتراك هناك ثم عاد إلى تركيا ليكون دكتورا في جامعة "سقاريا" وكان يعطي الدروس فيها وفي ذلك الوقت استدعي من قبل البنك الإسلامي للتنمية في جدة كمستشار اقتصادي للبنك وبقي مستشارا لمدة ثمان سنوات.
دخوله في السياسة
وعند عودته إلى تركيا للإجازة كانت بداية ظهور حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان فطلب منه أردوغان الذي كان من قيادات الحزب الانضمام للحزب فقبل ورشح نفسه بالانتخابات البرلمانية سنة 1991 من مدينة قيصري الذي ولد فيها وخرج بانتصار ساحق من تلك الانتخابات فأبوه كان قد رشح نفسه قبل ثمانية عشرة سنة لكنه لم يستطع أن يدخل البرلمان وبقي عضوا في البرلمان إلى يوم غد فعمل كرئيس للشؤون الدولية في الحزب وحصل على العديد من الجوائز الدبلوماسية وبعد إغلاق حزب الرفاه أسس حزب الفضيلة وكان من مؤسسيها وعمل كنائب للرئيس فيها ومن ثم عمل كوزير للدولة في حكومة أربكان وعندما منع أربكان من العمل السياسي قاد حملة التجديد في الحزب بدعم من أردوغان ولكن فشل في الاقتراع الذي حصل داخل الحزب ومن ثم أغلق حزب الفضيلة ومنع أربكان من ممارسة السياسة فانشق المجددون وأسسوا بزعامة رجب طيب أردوغان حزب العدالة والتنمية ودخلوا الانتخابات وحصلوا على فوز كبير لم يتوقعه الكثيرون ولكن بقي أردوغان بعيدا عن البرلمان بسبب دخوله السجن فأسس عبد الله غل الحكومة وترأسها حتى أزال عن رفيقه أردوغان فدخل بذلك البرلمان فقدم عبد الله غل استقالته وطلب من أردوغان تشكيل الحكومة مما أثار إعجاب الكثيرين.
أردوغان يرد الجميل بعد أربع سنوات
شكل أردوغان الحكومة وأعطى عبد الله جل منصب نائب رئاسة الوزراء و وزارة الخارجية حققت الحزب انجازات كبيرة لم تشهده التاريخ التركي من قبل وعلى الصعيد الخارجي قطعت تركيا شوطا كبيرا في طريق الدخول إلى الاتحاد الأوروبي وطورت العلاقات بين تركيا والدول العربية ودول الجوار وبعد أربع سنوات رشح اردوغان رفيق دربه عبد الله جل لرئاسة الجمهورية فرد الجميل لعبد الله جل مما دهش الكثيرين ولكن عارضت الأحزاب العلمانية وحاولت تعقير عملية انتخاب عبد الله غل لكونه إسلاميا نجحت المعارضة في البداية بقرار من المحكمة الدستورية بالغاء الانتخابات فقرر الحزب خوض انتخابات مبكرة فحصل الحزب على فوز كبير ولعب عبد الله غل دورا مهما فصوت الكثيرين للحزب حبا له مما أغلق جميع الأبواب أمام الأحزاب العلمانية فاليوم أصبح عبد الله جل يستلم رئاسة الجمهورية التركية بعد طريق طويل كان مملوءا بالصعوبات فعبد الله غل هو أول رئيس زوجته ترتدي الحجاب في بلد يمنع الحجاب في الجامعات وهو أول رئيس ذو جذور إسلامية بعد " أوزال" في بلد علماني وأول رئيس بعد أوزال أصله من الأناضول.
زوجته خير النساء غل
تزوجها وكان عمره ثلاثين عاما منعت من الدراسة بسبب الحجاب الذي ترتديه حتى أنها ذهبت إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان واليوم الجميع يتحدث عن حجابها ولكنها تقول أن حجابها هي من مبادئها وأنها لن تتخلى عنه يوما فأصبحت اليوم سيدة القصر بعد أن منعت من دخول الجامعات.
ها هو تاريخ حياته واجه الكثير ولكنه وصل بعد مسار طويل ...