الشاعر الإسلامي يوسف العظم

نظم من أجل فلسطين القصائد ذات النبض الحي، والروح المتأجّجة، واللحن الحزين

الشاعر الإسلامي يوسف العظم

(1350/1931 ـ 1428/2007)

محمد علي شاهين*

 شاعر الأقصى، أحد أبرز أدباء الإسلاميّين المهتمّين بأدب وشعر الأطفال والفتيان، مفكّر إسلامي، كاتب صحفي، ناقد أدبي، نائب أردني وسياسي وزير .

يوسف العظم رحمه الله

ولد في معان، تلقّى دراسته الثانويّة في عمّان وتابع دراسته بكلية الشريعة في جامعة بغداد، ولقي فيها عدداً من شيوخ الدعوة أمثال السادة: نجم الدين الواعظ، وقاسم القيسي، وعبد القادر الخطيب، ومحمد محمود الصواف، ثم توجّه إلى القاهرة، ونال الإجازة في اللغة العربيّة من جامعة الأزهر سنة 1372/1953 وتخرّج من معهد التربية العالي بجامعة عين شمس سنة 1373/1954 .

تتلمذ خلال إقامته في مصر على الشهيد السعيد سيد قطب، وكان يتردّد على بيته بحلوان، ويعمل معه في الحقل الصحفي، وكان يحرّر في (جريدة الإخوان المسلمين) بالقاهرة التي كان سيّد قطب يرأس تحريرها، وتأثر بفكر الإمام حسن البنا، وحمل مذهبه في الإصلاح والتربية إلى الأردن، وفي مصر طبع كتابه الأول (الإيمان وأثره في نهضة الشعوب) الذي كتب مقدمته سيّد قطب.

واشتغل بالتدريس بعد عودته إلى الأردن وهو يتوقد نشاطاً، في الكليّة العلميّة بين عامي (1954 - 1962) وشارك في تأسيس مدارس الأقصى بالأردن التي تخرّج منها عدد من شباب الأردن النابه الأستاذ يوسف العظم

وترأس تحرير (صحيفة الكفاح الإسلامي) لسان حال (جماعة الإخوان المسلمين) في الأردن (1956- 1958).

انتخبه مواطنوه نائباً في البرلمان الأردني عن محافظة معان سنة 1963 وأعادوا انتخابه سنة 1967 و1989 فكان الأمين على مصالح الوطن والمواطن، وشارك في وزارة السيّد مضر بدران مع عدد من إخوانه عندما عهد إليه بحقيبة وزارة التنمية الاجتماعيّة . 

كانت القضيّة الفلسطينيّة شغله الشاغل ومحور اهتمامه وأشعاره، ومن أجلها نظم القصائد ذات النبض الحي، والروح المتأجّجة، واللحن الحزين، وجمعها في عدّة دواوين منها: (في رحاب الأقصى) 1390/1970 و(رباعيّات من فلسطين) 1390/1970 ونظم (لبيك ـ ابتهالات شعرية) وله ديوان (قبل الرحيل) .

ووصف بأنه شاعر مطبوع، وخطيب مفوّه، وكاتب بارع، وصاحب رسالة، وفارس قلم، وأستاذ جيل، ورائد من روّاد التربية .

قدّم في الرائي الأردني والإذاعة برامج ناجحة، وزار العديد من الدول العربيّة والأوروبيّة، ألقى خلالها المحاضرات، وشارك في عقد الندوات العلميّة، وزار مخيّمات اللاجئين الأفغان، والتقى مع قادة الجهاد الأفغاني، وسجّل مأساة هذا الشعب المناضل وبطولاته .

وكتب في القصّة عدّة مجموعات قصصيّة رائعة منها: (أقاصيص للشباب) و(يا أيها الإنسان) ومجموعة (قلوب كبيرة) .

وكتب في الأدب والفكر:(رسالة حياة) و(الإيمان وأثره في نهضة الشعوب) وسلسلة (المنهزمون) و(في آفاق العمل الإسلامي والسياسة الشرعيّة) و(رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر) و(فصل الدين عن الدولة ضلالة مستوردة)، و(اليسار واليمين) و(الحكومة الدينيّة بين مفهوم الكهنوت ومفهوم الإسلام) و(في رحاب الفكر الإسلامي) و(الشعر والشعراء في الكتاب والسنّة) و(عمر والشعر) وأرّخ لسيّد قطب في (سيّد قطب ـ سيرة حياة) .

وعني بالتأليف للفتيان والفتيات، فكتب لهم نثراً هو أجمل ما كتبه أبناء جيله من الأدباء، وغنّى لهم شعراً هو أحلى ما نظمه الناظمون لأطفال العرب، ومنها: (أناشيد وأغاريد للجيل المسلم) و(براعم الإسلام في الحياة) و(براعم الإسلام في العقيدة) و(أدعية وآداب للجيل المسلم) و(مشاهد وآيات للجيل المسلم) و(العلم والإيمان للجيل المسلم) و(ديار الإسلام للجيل المسلم) جزءان، و(أخلاق الجيل المسلم في الكتاب والسنة) و(ألوان من حضارة الإيمان) و(سلسلة قل سيروا في الأرض) و(أين مخاض الجيل المسلم) وديوان (بيادر وحصاد) .

وبعد رحلة طويلة مع الألم والمعاناة غادر دنيانا الفانية الحزينة فارس القلم وأستاذ جيل الإسلاميين الأديب الفذّ والشاعر العبقري يوسف العظم، غير عابئ بما يجري حوله ترّهات في ميدان الشعر والسياسة .

لكن يكفيه أنّ أطفال العرب غنّوا أناشيده وهم سعداء، وأنّ جيل الصحوة القادم يحتفظ له في وجدانه بأجمل الصور والمعاني، وأنّه غرس غرساً طيّباً ملأ الدنيا بالأمل والاطمئنان إلى عدل الله، وأن المستقبل للإسلام.

وكانت وفاته في عمّان حيث كان يتلقى العلاج في 29/7/2007 وشيعته العيون الباكية وكل من يعرف قدره وسيرته ومواقفه إلى مثواه الأخير، محمولاً على الأعناق، مجلّلاً بالحب والتكريم، وهي تبتهل إلى المولى أن يحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين.

              

* أديب سوري يعيش في المنفى

(1) مقدمة كتاب رائد الفكر الإسلامي المعاصر سيد قطب ليوسف العظم . (2) شعراء الدعوة الإسلامية ج 4 ص 5 جدع وجرار . (3) البيبلوغرافيا الفلسطينية الأردنية ص 282 محمود الأخرس . (4) من أعلام الفكر والأدب في الأردن ص 38 محمد أبو صوفة .

أعلام الصحوة الإسلاميّة . ..................... الشخصيّة 337 تأليف محمد علي شاهين (تحت الطبع).