البطل حسن أبو سعده

إبراهيم خليل إبراهيم

البطل حسن أبو سعده

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

من رجالات القوات المسلحة المصرية وأبطالها العظماء البطل العميد حسن علي حسن أبو سعدة وهو من مواليد الثالث عشر من شهر أكتوبر عام 1930 بمدينة أدكو بمحافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية

فى عام 1949 حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية وفى عام 1966 حصل على ماجستير العلوم العسكرية

فى الثامن من شهر أكتوبر 1973 قام البطل العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى الذى يضم أكثر من 80 دبابة بقيادة عساف ياجورى .. وتمكن أبطال مصر من تدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى

يقول المؤرخ العسكرى جمال حماد المؤرخ العسكرى فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع )

وفى مذكراته قال البطل اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات لحرب أكتوبر 1973 عن معركة الفردان ( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل . لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية .. لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو )

وقال الرئيس الراحل أنور السادات فى كتابه البحث عن الذات ( إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة)

وقال عساف ياجورى ( إن قواتى تعرضت طوال تقدمها من بالوظة وحتى القيام بالهجوم المضاد فى قطاع الفردان لقصف مؤثر من المدفعية المصرية أدى إلى تدمير أكثر من 70% من المشاة الميكانيكية ، وأتصور أن دقة النيران وتأثيرها الشديد لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كان هناك ضابط مدفعية مصرى يقف على برج دبابتى يصحح نيرانها ...

إن المصريين غيروا الكثير من المفاهيم العسكرية للأسلحة البرية ) .

وفى مقال نشر لعساف ياجورى بصحيفة معاريف الإسرائيلية يوم السابع من شهر فبراير عام 1975 قال مايلى :

يبدو أنه مبنى التليفزيون ، وعندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى ، لم استطع فتحهما فى البداية لشدة أضواء الكشافات فى الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت نظرة على الوجوه المحيطة بى ، كانوا ينظرون إلى بفخر وحب استطلاع . وكان شاب صغير بينهم يدخن فى عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.. بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية قادونى إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودى عدة رحلات إلى الأهرام وفندق هيلتون كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون فى مصر وذلك بناء على طلبى.

أثناء فترة أسرى كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائى ترى هل وجدوا طريقهم إلى النجاة.

بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلنى حجم الخسائر التى وقعت فى صفوفنا ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا... حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم ؟ ـ من مذكرات عساف ياجورى أشهر أسير إسرائيلى .

بعد أنتهاء المعارك تم تكريم البطل العميد حسن أبو سعدة حيث منحه الرئيس محمد أنور السادات وسام نجمة الشرف العسكرية وفى عام 1974 منحته المملكة العربية السعودية وسام الملك عبدالعزيز ال سعود من الطبقة الاولى كما حصل أيضاعلى وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى

خلال خدمة البطل العميد حسن أبو سعدة حصل على 24 وساما ونوطا عسكريا

فى عام 1976 حصل البطل العميد حسن أبو سعدة على درجةالاستراتيجية من اكاديمية ناصر العسكرية و واصل الترقية حتى وصل إلى رتبة الفريق وعين سفيرا لجمهورية مصر العربية فى المملكة المتحدة خلال الفترة من عام 1982 وحتى 1984

تقول الإعلامية سهير الأتربى زوجة البطل الفريق حسن أبو سعدة :

زميلى عبد الرحمن على ( رحمه الله ) كان يذهب يسجل مع الأبطال و في يوم من الأيام قال لي : أنا كنت قاعد مع ضابط ممتاز وكان يشاهد التليفزيون وأنا معه وعندما شاهدك على الشاشة قال : من هذه ؟ فأخبرته أنك زميلتى .. ثم قال عبد الرحمن رحمه الله : هل ممكن يحضر لمقابلتك ؟ فقلت : أهلا وسهلا .. وتم الزواج وبعد فترة قصيرة من الزواج ذهب إلى الجبهة وكانت معارك أكتوبر 1973 وعندما علمت بعبور الجيش المصرى قناة السويس كانت الفرحة الغامرة والدعوات لمصر وللأبطال بالنصر