المشير أبو غزالة
"رجل سقط واقفا"
المشير أبو غزالة |
حسين علي محمد حسنين كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر |
· خلال عمله بالولايات المتحدة، إستطاع أبو غزالة من خلال خبرته وعلاقاته المتعددة تكوين شبكة إتصالات ضخمة جعلها فى خدمة برنامجه الصاروخى الطويل المدى الذى أطلق عليه الكوندور بالتعاون مع العراق والأرجنتين فى بداية الثمانينات.
· نجح أبو غزالة فى تزويد الجيش المصرى بخبرات وأسلحة أمريكية إلى جانب الخبرات والأسلحة السوفيتية ، وهو الأمر الذى أوجد جيلا من القادة متنوعي الخبرات والقدرات .
· حاولت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية النيل منه عدة مرات ، لكن الشائعات حاصرته ، وأخيرا سقط واقفا.
القاهرة: حسين حسنين
إسمه الحقيقي محمد عبد الحليم أبو غزالة(وإسم الشهرة ثروت) . ولد فى 15 يناير عام 1930 بقرية قبور الأمراء التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة(تغير إسم القرية بعد ذلك إلى زهور الأمراء) . والده كان موظفا بمصلحة البريد ، ووالدته ربة منزل أسمها مبروكة.
بعد دراسته الإلزامية إلتحق بمدرسة دمنهور الثانوية وحصل منها على شهادة التوجيهية عام 1946 وكان ترتيبه الثالث عشر على المملكة المصرية. التحق بالكلية الحربية وتخرج منها ملازم ثان مدفعية ميدان في أول فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة(يذكر أنها الدفعة التي ضمت الرئيس محمد حسني مبارك). وفى القاهرة بدأ الضابط الشاب حياته الأولى بحى حلمية الزيتون (أحد الأحياء العريقة فى ذلك الوقت) وسكن بمنزل رقم 13 بشارع المهدي خلف مسجد الشيخ بخيت بميدان حلمية الزيتون( وظل بهذا المكان حتى وصل إلي رتبة اللواء).
شارك فى حرب 1948 وهو لا يزال طالبا بالكلية الحربية، وهناك تعرف على عدد من كبار الضباط . وفي عام 1951 إلتحق بتنظيم الضباط الأحرار ، ومن ثم إعتبر أحد رجالات ثورة 23 يوليو 1952 رغم صغر سنه. وشارك فى حرب السويس عام 1956 .
في عام 1957 سافر إلي الاتحاد السوفيتي للدراسة بمعهد المدفعية والهندسة بمدينة بنزا لمدة 18 شهرا ، وبعد الإنتهاء من الدراسة بالمعهد ذهب إلي العاصمة موسكو حيث التحق بأكاديمية ستالين التى حصل منها على أجازة القادة وهي تساوي دكتوراه فى علوم لتشكيلات المدفعية وذلك فى عام 1961 . وعقب عودته من روسيا عمل في فرع التعليم بمدرسة المدفعية، ثم تولي رئاسة هذا الفرع خلال حرب 1967 .
تأثر أبو غزالة كثيرا بهزيمة حرب يونيو 1967 ، وكان يعلن عن أسباب الهزيمة ومدى مسئولية القيادتين السياسية والعسكرية فى هذه الهزيمة ، وعرف بجرأته أمام رجال الإعلام المصرى وأعضاء البرلمان وكان فى ذلك الوقت برتبة عقيد وهو ما أثار ذلك إستياء قادته . لذلك قرر الفريق أول محمد فوزي ومعاونيه (اللواء أحمد إسماعيل ونائبه وقتها محمد الجمسي) بوضع اسم العقيد أبو غزالة في كشف معاشات يناير 1969 ، وعندما عرض وزير الحربية محمد فوزي نشرة المعاشات والترقيات على الرئيس جمال عبد الناصر، قام عبد الناصر بشطب اسم أبو غزالة من قائمة المحالين للمعاش، وقال لا نفرط فيه ولا في مثله من الضباط .
وفى القاهرة نال شهادة أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية فى عام 1972. ومن جامعة القاهرة حصل على بكالوريوس التجارة ، ثم ماجستير فى إدارة الأعمال . بالإضافة إلى ذلك عمل فى مجال الترجمة المتعلقة بالشأن العسكرى خاصة وأنه كان يجيد الإنجليزية والفرنسية والروسية .
وفي حرب أكتوبر 1973 عين قائدا لمدفعية الجيش الثاني ضد إسرائيل. ثم عين بعد الحرب رئيسا لأركان المدفعية.
وفى عام 1978 اختير ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية في الولايات المتحدة، وأثناء عمله في أمريكا حصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية (كارلايل) عام 1979، وإعتبر بذلك أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم. فى نفس العام( 1979)اختير مديرا للمخابرات الحربية على الرغم من وجوده بواشنطن وظل يعمل ملحقا عسكريا بواشنطن مدة ستة أشهر بعد صدور قرار تعيينه،ثم عاد للقاهرة لاستلام منصب مدير المخابرات الحربية.
في 15 مايو عام 1980 عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة ورقي إلي رتبة فريق . وفي أول أكتوبر 1981 وافق المؤتمر الثاني للحزب الوطني على تعيينه عضوا بالمكتب السياسي بالحزب وبعد أيام قليلة عين وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في الوزارة المصرية التي تشكلت برئاسة محمد حسني مبارك بعد إغتيال الرئيس المصرى السابق أنور السادات . وفي أبريل 1982 صدور قرار ترقية الفريق أبو غزالة إلي رتبة المشير، حيث أصدر قرار الترقية الرئيس حسني مبارك ، وفي 1 سبتمبر 1982 صدر قرار تعيينه نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.
وفي سبتمبر 1985 عين نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة على لطفي .
وفي نوفمبر 1986 عين نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في وزارة عاطف صدقي.
وفي أكتوبر من نفس العام (1986) استمر أبو غزالة في نفس المنصب بوزارة د. عاطف صدقي الثانية.
وفي أبريل 1989 ترك وزارة الدفاع وعين مساعدًا لرئيس الجمهورية.
خلال توليه الوزارة نجح أبو غزالة فى تزويد الجيش المصرى بخبرات وأسلحة أمريكية إلى جانب الخبرات والأسلحة السوفيتية ، وهو الأمر الذى أوجد جيلا من القادة متنوعي الخبرات والقدرات . كان أبو غزالة لا يتحرك فى إتجاه واحد، فقد حاول الإستفادة من خبرات الجيش الأمريكي فى بداية مشروعه الطموح نحو بناء نهضة مصر عبر قواتها المسلحة ، لذلك تحرك على كافة الأصعدة لتعمير وزراعة الصحارى وإقامة المزارع ومحطات تسمين الطيور والحيوانات وإنشاء الطرق والكباري وصناعة الأجهزة الكهربائية والمنزلية، وهكذا تحولت مؤسسة الجيش إلى طاقة مذهلة للإنتاج والتدريب بدلا من إستنزاف ميزانية البلاد . كما قدم العديد من المساعدات للعساكر المصرية وجنود الصف والضباط واهتم بمظهر ومكانة الجندي المصري ومدي أهميته من أجل حماية الوطن.
قبل توليه وزارة الدفاع مباشرة بدأ برنامجه الطموح لصناعة الصواريخ طويلة المدى مع العراق والأرجنتين فى بداية الثمانينات . وهو البرنامج الذى يعتقد البعض أنه كان سببا رئيسا فى إقالته من وزارة الدفاع خاصة بعد أن أدارت إسرائيل حملة إعلامية واسعة النطاق وتحركت معها الأوساط الأمريكية والأوربية الغربية ضد إستعادة مصر لحلمها الكبير الذى حققه إبراهيم باشا فى بداية القرن التاسع عشر. لذلك لجأت أجهزة الإستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى التخلص من أبو غزالة.
وحول البرنامج الصاروخى نشير هنا أن أبو غزالة أثناء عمله ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية بواشنطن فى الفترة من عام 1976 وحتى عام 1979 أقام علاقات واسعة مع عدد من العلماء المصريين ، ومن بين هؤلاء عالم الصواريخ المصرى الأصل عبد القادر حلمى الذى كان يعمل بوكالة الصواريخ الإستراتيجية الأمريكية والذي نجح فى تطوير المدافع المصرية فى حرب أكتوبر 1973إلى ضعف مداها .
وفيما يتعلق بعمله بالولايات المتحدة ، فقد إستطاع أبو غزالة من خلال خبرته وعلاقاته المتعددة تكوين شبكة إتصالات ضخمة جعلها فى خدمة البرنامج الصاروخى وتولى الإشراف عليها اللواء أحمد حسام الدين خيرت الملحق العسكرى المصرى بمدينة سالزبورج النمساوية والذى لعب دورا محوريا فى برنامج الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى الذى أطلق عليه الكوندور.
كان الإتفاق حول برنامج الصواريخ (طبقا لمـا أعلنه أوين سيرس المحلل بوكالة الإستخبارات العسكرية الأمريكية فى كتابه ماضى وحاضر ومستقبل البرنامج الصاروخى لمصر) أن يقوم العراق بتمويل البرنامج وتقوم الأرجنتين بالدعم التكنولوجي من خلال شبكة علاقاتها المتعددة مع الأوربيين ، أما مصر فستتكفل بدعم المشروع بالكوادر الفنية العالية التقنية من أبنائها . وكان أبو غزالة الأب الروحى للبرنامج . وعليه بدأ التخطيط الفعلي لبرنامج صواريخ الكوندور المتوسط والبعيد المدى فى منتصف عام 1986. وقام العالم المصرى الأصل والأمريكى الجنسية الدكتور عبد القادر حلمى بضخ معلومات خطيرة وهامة للغاية حول تكتولوجيا التوجيه الداخلى للصواريخ وهو ما شكل خطوة فارقة فى تكنولوجيا بناء تلك النوعية من الصواريخ . بالإضافة إلى ماسبق قدم العالم عبد القادر للعلماء المصريين القائمين ببناء الكوندور معلومات هامة للغاية حول الكربون المستخدم فى حماية معدات الصاروخ أثناء عملية الإطلاق ، علاوة على تقديمه برامج وتصميمات متطورة للصواريخ الأمريكية . ويقول سيرس فى كتابه: لقد نجح العالم عبد القادر فى الحصول على معلومات هامة من صديق أمريكى له يدعى جيمس هومان . ومع تطور بناء المشروع ، نجح اللواء خيرت فى الإتصال بشركة برامج مختصة بالصواريخ بولاية ألاباما الأمريكية ، لكن الشركة علقت موافقتها على العمل فى المشروع إلا بعد الحصول على موافقة السلطات الأمريكية ، ورغم ذلك التعليق كان المشروع الصاروخى كان يسير بخطوات سريعة للغاية بفضل جهود العالم المصرى الأصل وجهود أبو غزالة كضابط إتصال حيوى فى المشروع . ويعتقد سيرس أن ذلك الجهد من أبو غزالة بلغ حد الإفراط نتيجة حماسته التى تعدت مرحلة الحذر(على حسب وصف سيرس). وقد ظهرت معالم نجاح البرنامج فى أولى تجارب الصاروخ الذى بلغ مداه 800 كيلو متر . فى ذلك الوقت كانت المملكة السعودية تسعى لشراء صفقة الصواريخ من طراز css2 وهو ما لفت أنظار الإستخبارات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية إلى سباق التسلح الصاروخى فى منطقة الشرق الأوسط . وعندما رفض الطلب السعودى قررت الرياض المشاركة فى المشروع المصرى العراقى الأرجنتينى وعملت على تمويل برنامج الكوندور. وهنا يزعم سيرس أن السعودية إلتزمت بتوفير مليار دولار للبرنامج بإعتبار أن الدولة الشيعية الإيرانية تشكل خطرا على السعودية وجاراتها من الدول الخليجية الخمس الأخرى. ومع المضى قدما فى البرنامج الصاروخى بدأ المواساد الإسرائيلى فى محاولات تعطيل البرنامج حيث بدأ فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد العلماء الفرنسيين والألمان والإيطاليين المشاركين فى برنامج كوندور سواء داخل مصر أو خارجها . ومن هذه العمليات تفجير سيارة فى القاهرة كانت مخصصة لنقل علماء وفنيين ألمان وإيطاليين مشاركيين فى البرنامج ، وبعد فترة قصيرة تم تفجير سيارة فى فرنسا تخص أحد الخبراء الفرنسيين ، ثم تلقت محطة أخبار فرنسية رسالة من مجهول يدعى أن التفجير نفذته جماعة حرس الإسلام الموالية لإيران، ورغم ذلك ظل المصريون على يقين بتورط الموساد فى هذه التفجيرات التى طالت بعد ذلك مكتب شركة أوربية تشارك فى البرنامج الصاروخى . بالإضافة إلى تلقى عالم ألمانى كبير تهديدات مباشرة من الموساد الإسرائيلى رصدتها أجهزة الأمن السويسرية وقامت الأخيرة بالقبض على أحد عناصر الموساد المتورطين ووجهت له إتهامات بإرتكاب جريمة التعدى على الحياد السويسرى حيث لا تسمح القوانين السويسرية بممارسة أنشطة مخابراتية على أراضيها.
وفى بداية عام 1988 بدأت واشنطن فى إجراء تحقيقات فيدرالية حول العالم الأمريكي من أصل مصرى الدكتور القادر حلمى بعد أن حصلت السلطات الأمريكية على معلومات إستخباراتية من الموساد الإسرائيلى تفيد بمقابلات حلمى مع المشير أبو غزالة وذلك بعد أن نجح الموساد فى التنصت عليهما بمساعدة أحد العاملين فى فندق شهير كان أبو غزالة يقيم فيه أثناء زيارته لواشنطن حيث قام ذلك العامل بوضع أجهزة تنصت فى أطباق الشوربة الخاصة بأبو غزالة . وفور فتح التحقيقات الأمريكية فى المعلومات الإسرائيلية ، تم الحصول على إذن من محكمة أمريكية بالتنصت على مكالمات العالم عبد القادر حلمى (كانت معلومات الموساد الإسرائيلى قد أشارت إلى قيام دبلوماسى مصرى يسافر بإسمى فؤاد محمد وفؤاد الجمل ويلتقى بالدكتور حلمى ) . ويشير سيرس فى كتابه إلى إحتمال أن يكون ذلك الدبلوماسى هو نفسه الشخص المسئول عن إدارة مكتب الصواريخ الباليستية فى مصر .
ونجحت أجهزة الأمن الأمريكية فى رصد مقابلة تمت بين الدكتور حلمى وفؤاد الجمل فى مدينة ساكرامنتو الأمريكية حيث سافرا سويا إلى واشنطن بصحبة صندوقين يحتويان على مادة الكربون المستخدم فى تصنيع أجزاء حساسة بالصواريخ ، وتم وضع الصندوقين فى أحد المباني التابعة للسفارة المصرية قبل أن يتوجها لمقابلة أبو غزالة ومساعدوه فى أحد فنادق العاصمة الأمريكية . وبعد أشهر قليلة رصدت أجهزة الأمن الأمريكية إتصالا تليفونيا من العالم عبد القادر حلمى ومسئول كبير بالسفارة المصرية يدعى اللواء عبد الرحيم الجوهرى ، وتبين من المكالمة رفض الجوهرى لطلب الدكتور حلمى بشحن عدة أطنان من مكونات الصواريخ ومادة الكربون إلى القاهرة على متن إحدى الطائرات العسكرية المصرية ، وأكد له حلمى أنه إتفق على تفاصيل العملية مع أبو غزالة شخصيا ، وعندما رفض الجوهرى قام حلمى بالإتصال بحسام الدين خيرت فى سالزبورج ، ووعده خيرت بأنه سيتصل بالجوهرى لتسوية الأمر. وبالفعل إتصل خيرت بالجوهرى وقد رصدت أجهزة الأمن الأمريكية هذه المكالمة التى فيها أكد خيرت للجوهرى أنه إتفق مع الأب شخصيا على عملية الشحن ، كما أخبره خيرت أيضا بأنه يتحدث من الوزارة وأنه يحمل رسالة مباشرة من الجد . وقد إكتشفت جهات التحقيق الأمريكية فيما بعد أن المقصود بالأب والجد هو المشير أبو غزالة . وفى 14 يونيو 1988 تم شحن ما يزيد على 195 كيلوجراما من مادة الكربون من ولاية أوهايو الأمريكية إلى مدينة بالتيمور بولاية واشنطن تمهيدا لنقلها إلى مصر فى أول رحلة لطائرة عسكرية ، وفى الموعد المحدد للرحلة ألقت السلطات الأمريكية القبض على الدكتور عبد القادر حلمى وزوجته وصديقه جيمس هوفمان ودبلوماسي مصرى يدعى العقيد محمد قبل دخول الشحنة إلى الطائرة المصرية ، وتم الإفراج عن العقيد محمد لتمتعه بالحصانة الدبلوماسية ، وضمت لائحة الإتهام أيضا اللواء حسام الدين خيرت . وأكد المحققون الأمريكيون للصحف وقتها أن مصر كانت تسعى للحصول على مكونات الكربون بشكل غير شرعى بالإضافة إلى 30 طنا من المواد الكيماوية ، و400 صاج من الحديد المعالج . ووقتها أشارت الصحف الأمريكية إلى تورط إسم المشير أبو غزالة فى القضية . وقد أكدت صحيفة الواشنطن بوست أن الخارجية الأمريكية مارست ضغوطا كبيرة على وزارة العدل لإستبعاد إسم المشير أبو غزالة من التحقيقات، لكن إسمه عاد للظهور مرة أخرى فى قاعات المحاكم على لسان محامى الدكتور حلمى الذى تمت إدانته فى القضية .
فى تلك الفترة أنتشرت الشائعات داخل مصر عن إتساع نفوذ أبو غزالة مما أدى بالنهاية إلى ترك منصبه ليتولى منصبا شرفيا هو مساعد رئيس الجمهورية(وليس نائبا لرئيس الجمهورية) ولم يبق فى منصبه إلا عدة أشهر فقط.
فى شهر مارس عام 1993تقدم نائب البرلمان كمال خالد بطلب إستجواب إلى الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء آنذاك بخصوص ما أطلق عليه فضيحة لوسى آرتين أو(حسناء بيانكى) كما أطلقت الصحافة عليها. وعلى حد قول صحيفة الفجر التى صدرت فى 15 سبتمبر 2008 أن الفضيحة ضمت أسماء أخرى مثل اللواء حلمى الفقى مدير الأمن العام واللواء فادى الحبشى مفتش المباحث بوزارة الداخلية لكنها أسماء لم تكن بحجم المشير أبو غزالة . ودون الغوص فى تفاصيل هذه القضية فإن أبو غزالة كان بعيدا عن كل الشبهات ، ولم يؤخذ عليه شىء سوى المكالمة الهاتفية التى تم تسجيلها بين أبو غزالة ولوسى آرتين ولم يكن بها أى خروج عن حدود اللياقة . فقط كانت المكالمة تشير إلى تدخل أبو غزالة ليجد وسيطا بين لوسى آرتين والقاضى الذى ضبط بعد ذلك فى شقة شقيق لوسى بمساكن شيراتون بتهمة الرشوة.
فى عام 2005 خرجت شائعات تلقفتها بعض الصحف فيما بعد تفيد بأن أبو غزالة كان يعتزم خوض الإنتخابات الرئاسية التعددية التى جرت لأول مرة فى مصر ، وأشارت بعض الصحف إلى أن الرئاسة أثنته عن الترشح وقبل الرجل ذلك. وحقيقة الأمر أنه قبل الإنتخابات خرج خبر ترشيح أبو غزالة فى مقال نشره عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة العربى الناصرى ، وكان هذا الخبر فى سطر واحد فقط داخل المقال. (يذكر أن ذلك الخبر كان قبل صدور قانون الإنتخابات الذى قضى بأن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية عضوا بالهيئة العليا لحزب من الأحزاب، وأن يمر على عضوية المرشح عام على الأقل ، وهو الشرط الذى أطاح بحلم ترشيح أبو غزالة).
حصل المشير أبو غزالة على العديد من الأوسمة منها: وسام التحرير عام 1952 ، وسام ذكري قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1985، وسام نجمة الشرف 1974، وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الأولي عام 1974، قلادة النيل عام 1989، كذلك حصل على نوط الجلاء عام 1955، نوط الاستقلال عام 1956، نوط النصر عام 1957، نوط التدريب من الطبقة الأولي عام 1971، نوط الخدمة والمهارة عام 1979.
له العديد من المؤلفات منها : 1- تاريخ فين الحرب (أربعة أجزاء) وهي عمل موسوعي رفيع المستوي . 2-انطلقت المدافع عند الظهيرة عن دور المدفعية التاريخي في حرب أكتوبر، 1973 دراسة رائعة لحرب الصحراء. 3-حرب الخليج الثانية وعلاقتها بالأمن القومي.
4-القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية.
كما ترجم عدة كتب منها: 1-استخدام الطرق الرياضية في الحرب الحديثة. 2- بعد العاصفة. 3- "الحرب وضد الحرب" ، وهو يتحدث عن أسرار وعوامل البقاء في القرن الواحد والعشرين .4- كما وضع المشير أبو غزالة أيضا مقدمة موجزة لكتاب "نصر بلا حرب الذي ألفه الرئيس الأمريكي السابق "نيكسون.
فى 6 سبتمبر 2008 توفى المشير أبو غزالة بمستشفى الجلاء العسكرى بالقاهرة عن عمر يناهز 78 عاما بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الحنجرة .