عودة الله منيع القيسي
أحمد الجدع
الدكتور عودة الله منيع القيسي أخ في الأدب والنسب.
أما أنه أخ في النسب فلأنه من آل القيسي وأنا أيضاً من آل القيسي.
من هو القيسي؟ هل هو الأصل البعيد الذي ينتسب إليه القيسيون أبناء قيس عيلان بن مضر؟ أم هو شخص آخر اسمه قيس أيضاً انتسب إليه بعض من ينتهي نسبهم بهذا اللقب العائلي ؟
هذه التداعيات القيسية المختصرة لها تفصيل في مقبل الأيام ... إذا قدر لي أن أعيش هذا المقبل من الأيام.
أما أنه أخ في الأدب فهذا ما تثبته كتبه ومقالاته في الأدب الإسلامي.
عرفت الأديب الناقد عودة الله أول ما عرفته في رابطة الأدب الإسلامي العالمية في فرعها في الأردن، ثم عرفته من خلال مقالاته القرآنية في الصحف والمجلات التي أطلع عليها، ثم عرفته أيضاً من خلال بعض الدروس التي كان يتطوع بإلقائها في مساجد مرج الحمام ، مرج الحمام الضاحية الهادئه الوادعة ، أو التي كانت هادئة وادعه، وأنا وأخي عودة الله نسكن مرج الحمام.
إن ما كتبه ويكتبه هذا الصديق العزيز ينم عن غيرة أصيلة على دينه وعلى لغته وعلى وطنه، بل إن غيرته لتشتد عندما يخطب أو يحاضر كأنه يتعجل نقل الغيرة إلى الآخرين.
ترجمت لأخي عودة الله في كتابي: " معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين" في جزئه الثاني، ومن المفيد أن أسجل هنا أنه ولد عام 1357هـ (1938) في قرية الطيبة قضاء الكرك، وأنه حاصل على أجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1964 وعلى الماجستير في النقد الأدبي من جامعة القاهرة عام 1980 م وعلى الدكتوراه في النقد وفقه اللغة عام 1988م، وأنه عمل في وظائف متعددة في مجال التربية والتعليم.
له من المؤلفات : تجارب في النقد الأدبي التطبيقي، منابع الشعر ومكانة الشاعر، الإعجاز اللغوي في قصص نوح عليه السلام في القرآن الكريم، سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحد في القرآن، ومجموعة قصصية بعنوان : يوم الكرة الأرضية.
وقد أصدر أخيراً كتاباً قيما بعنوان: المثقاف في النقد الأدبي، ووصفه بأنه تحليل وتعليل وتدليل وتأصيل" وقد أكرمني بتحليل قصيدتي: "الدخول في جحر الضب" وهي القصيدة الأولى في ديواني " الخروح من جحر الضب" الصادر عام 1422هـ الموافق 2002م.
يقول في بداية هذه الدارسة : "يلاحظ أن الأستاذ أحمد الجدع صافي اللغة، مستقيمها ، فليس من ألفاظ نابية أو خشنة أو وحشية في هذه القصيدة، بل هي لغة مستوية تناسب موضوعها، ولا غرابة في ذلك، فالرجل كاتب مجلدات كثيرة حتى وصل تعداد كتبه التي خطها بيمينه أكثر من أربعين كتابا بعضها مؤلف من أجزاء...."
وفي نهاية الدراسة يقول: " وأخيرا، فأنت أيها الأخ الشاعر كاتب موسوعي، ويكفيك ذلك اطمئنانا وراحة بال وذكرا على طول التاريخ ، ولا يضرك أن لا تكون شاعراً يشار إليه بالبنان، فأنت كما قلت : عربي تعرض الأبيات على جناني فأخطها بقلمي"
وأنا إذ أشكر لأخي عودة الله منيع القيسي حسن ظنه بي، وثناءه عليّ لأسأل الله أن يكرمه دنيا وأخرى.
وأحب أن أشير إلى أن قصيدتي هذه أثارت شبهات لدى مراقب المطبوعات فطلب حذفها من الديوان إلا أن بعض التوضيحات جعلته بتراجع عن موقفه ويجيزها....