محمد بن عبد الله آل رشيد
أحمد الجدع
أنت في الجزيرة العربية ... أنت في أرض الأنساب .
نحن في خارج الجزيرة العربية نقرأ عن الأنساب ... وهم في داخلها يعيشون الأنساب .
أنت تقرأ عن منازل القبائل العربية ... وهم يعيشون في هذه المنازل ...
إن جزيرة العرب هي عبق التاريخ ... وهي حقائق الجغرافيا .
قد خيل إلي دهراً أن قبائل العرب التي نقرأ عنها في كتب التاريخ وان منازل العرب التي نقرأ عنها في كتب البلدان قد أصبحت خبراً من الأخبار ، ولكن زيارة واحدة للجزيرة ، ولقاءً واحداً مع عالم من علمائها يردك إلى الواقع ، لا زالت قبائل العرب بامتدادها التاريخي حاضرة ، لا زالت منازلها معروفة ، وكثير منها لا زال يحمل الأسماء التاريخية المقترنة بأعلام الجاهلية وما بعد الجاهلية : امرؤ القيس وعنترة والنابغة ... وجرير والفرزدق...
تداعيات تتسارع إلى مداد القلم وأنا أهم أن أكتب عن معرفتي برجل من أبناء الجزيرة له اهتمام بالأنساب ، إنه محمد بن عبد الله آل رشيد .
وهو بالأصل من مدينة حائل ومن قبيلة شمَّر ، ولد في مدينة الرياض عام 1380هـ 1961م ، ونشأ وتعلم فيها، وله عدد من المؤلفات في التحقيق والنقد التاريخي والأنساب .
يهمني من هذه المؤلفات كتابه : " الإيضاح والتبيين للأوهام الواردة في طبقات النسابين " الصادر عام 1425هـ ، فقد درس ونقد كتاب " طبقات النسابين " لمؤلفه الدكتور الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ، وقد بذل في هذه الدراسة جهداً كبيراً حتى إن كتابه في النقد أربى في الحجم على كتاب أبي زيد .
وكان مما استدركه على الكتاب المذكور ما فات المؤلف من النسابين المعاصرين الأحياء ، وذكرني منهم ، وذكر من مؤلفاتي في الأنساب ما كان قد طبع منها : نسب قريش في أجزائه الثلاثة ونسب الأنصار في جزأيه ، ونسب كنانة ، وأشار إلى أنه استقى هذه المعلومات من كتابي " معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين " في طبعته الأولى ([1]).
واستطراداً أقول : لقد صدر لي في الأنساب بعد ما ذكر المؤلف : نسب هذيل، ونسب أسد بن خزيمة ، وتاريخ خزاعة وأنسابها ، وتاريخ ثقيف وأنسابها ، وتاريخ هوازن وأنسابها ، وتاريخ تميم وأنسابها ، وأسأل الله أن يعين على مواصلة الطريق ، وبين يدي الآن مسودات : تاريخ مازن وسليم ، أسأل الله أن يوفقني لإتمامه .
الأخ المؤرخ الناقد محمد آل رشيد التقيته في الرياض أكثر من مرة ، وتعاطينا الحديث حول الأنساب ، والتقيت به أيضاً في ندوة الوفاء في منزل الشيخ الحضرمي أحمد باجنيد بالرياض .
أخي محمد آل رشيد لا زال في الأشد ، والمستقبل أمامه واسع عريض ، ولعلنا نرى فيما يقبل من الأيام ما يسرنا ويفيدنا من إنتاجه .
([1]) راجع كتابه : " الإيضاح والتبيين " ص207 .