خالد البيطار

كان جدي لأمي يشتغل برعاية الحيوانات وعلاجها ، فيقولون له : البيطار .

كان ذلك قبل أن تنظم هذه المهنة وقبل أن تصبح من مقررات الجامعات ويطلقون عليها الطب البيطري ، ويصبح مزاولها طبيباً بيطرياً .

تذكرت هذه الحقائق وأنا أحمل القلم لأكتب عن أخي الشاعر البارع خالد البيطار، وأرجح أن هذا اللقب جاءه من اشتغال أحد آبائه أو أجداده بهذه المهنة ، كما أننا نجد في كثير من البلدان عائلات تحمل لقب البيطار ، ينسبونها إلى هذه المهنة القديمة .

وشاعرنا الذي اختار لنفسه اسم خالد البيطار إنما اختصره من اسمه الرسمي: " محمد خالد " خالد كامل البيطار ، فاسمه هو " محمد خالد " .

ولد في حمص عام 1942م ، وفيها درس ، ومن مدارسها حصل على الثانوية العامة عام 1962م ، ثم حصل على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1966م .

عمل في التربية والتعليم ، وكان خطيباً ، وله ثلاثة دواوين .

هذا ملخص ما كتبته عنه في كتابي : معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين في جزئه الأول .

تكرم وأهداني دواوينه الثلاثة : الأول : " أجل سيأتي الربيع " وأرخ إهداءه في 2/2/1986م ، والديوان صادر عام 1985م ، والثاني : " أشواق وأحلام " وأرخ إهداءه في 8 رمضان 1409هـ موافق 14/4/1989م ، والديوان صادر عام 1409هـ 1989م ، والثالث: " يا ربيع الحياة " وأرخ إهداءه في 7 ربيع الأول عام 1423هـ موافق 20/5/2002م ، والديوان صادر عام 1421هـ موافق 2000م .

والشاعر عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وقد التقينا على ما أذكر في مقر الرابطة أكثر من مرة ، ويضم مكتب الرابطة في الأردن كل الشعراء الإسلاميين الذين ليس للرابطة فرع في بلادهم وبخاصة سورية والعراق ، والحق أن الأدباء السوريين لهم نشاط متميز في فعاليات الرابطة في عمان .

أخي الشاعر خالد البيطار شاعر إسلامي بامتياز ، إذا تصفحت دواوينه حكمت على اتجاهه كما حكمتُ أنا، وإذا تعمقت في القراءة وتذوقت شعره عرفت أنه مخلص في توجهه مبدع في تصوره ، ولأنه كذلك فإنني عزمت ، وبعون الله ، أن أكتب عنه مفصلاً في كتابنا " شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث " والذي ستصدر أجزاؤه تباعاً بإذن الله في وقت قريب .

ولكن أليس من الممتع أن أنهي هذه الكلمة وأنا أتحدث عنه بهذين البيتين الذين يتحدث فيهما عن رأيه في الشعر :

إن أحلى الشعر ما         كان من العاشق صادر

خصه   الله  بقلب         دائماً   يقظان   ساهر

العشق أنواع ، وعشق الدعوة إلى الله أعلاها وأسماها .