يوسف مقدادي

أحمد الجدع

حمل إلي أخي الشاعر يوسف محيي الدين أبو هلالة عام 2000م ( على ما أذكر ) هدية ثمينة عبارة عن ديوان شعر للشاعر الطبيب يوسف مقدادي ، الديوان يحمل اسم " أبوح لكم " وصادر عام 1420هـ 1999م .

أطرى الدكتور يوسف أبو هلالة الشعر والشاعر ، ودعاني لقراءة الديوان وإبداء رأيي فيه .

وأذكر أنني قرأت الديوان وأعجبت بما فيه وبمراميه .

واليوسفان ؛ أبو هلالة ومقدادي ، شاعران يعضان بالنواجذ على الأصالة الشعرية العربية ، ولا يدلفان إلى ما دلف إليه بعض الشعراء الكبار ، إلى دهاليز ما أطلق عليه الشعر الحرّ ، فاختلط في شعرهم الحابل بالنابل .

تتصفح ديوان مقدادي فتستروح نفسك عبق الفن الشعري الأصيل الذي عرفته في شعر العصور المضيئة لأمة العرب ، فتطمئن إلى مستقبل الشعر العربي المعاصر الذي تاه أكثره في ظلمات القيم الشعرية الوافدة من هناك في موجة كادت تنسينا شعر العصور الزاهية لأمة العرب الشاعرة .

هكذا عرفت الشاعر من خلال أول دواوينه ، ولكني لم ألتقه إلا بعد سنين .

زارني في مكتبي في دار الضياء وقدم لي ديوانه الثاني : " برقش " وقد كتب إهداءه قائلاً : " أستاذنا وشيخنا أحمد الجدع ، مودة واحتراماً " مؤرخاً ذلك في 18/3/2007م .

وقفت على ثلاثة مفاصل :

المفصل الأول في قوله : شيخنا .. لقد نبهني إلى ما وصلت إليه من تقدم في السن ، كما نبهني إلى ما وصل إليه هو من سمو الخلق ورقة العبارة : أستاذنا وشيخنا ..

المفصل الثاني يتمثل في عنوان الديوان : برقش .. فقلت له : وما برقش ؟ قال: هو جبل ساحر في شمال الأردن تستلقي على سفوحه بلدتي التي ولدت فيها : بيت إيدس ، وهما الجبل والقرية رمز لكل جبال الوطن العربي وقراه .. إنهما رمز صغير للوطن الكبير .

والمفصل الثالث يتمثل في استمراره بالتمسك بالأصالة الشعرية العربية التي قرأتها في ديوانه الأول : أبوح لكم .

يوسف مقدادي طبيب متخصص بالأنف والحنجرة ، وهو امتداد لمجموعة من الأطباء في القديم والحديث عرفوا بالشعر واشتهروا به ، وبعضهم طغت شهرتهم بالشعر على شهرتهم بالطب .

تواعدنا على لقاءات قادمة ، ودعته ولم أكن ادري أنه اللقاء الأول والأخير ، فقد انتقل إلى رحمة الله بعد ذلك بأشهر ، أسأل الله له رحمة واسعة ، فإنه كان من أنصار اللغة العربية ومن أصحاب الولاء لدينه ووطنه.