حجر أحمد حجر البنعلي
حجر أحمد حجر البنعلي
أحمد الجدع
الشيخ أحمد بن حجر أحد أعلام قطر ، واحد قضاتها الذين تولوا حفظ الشريعة في هذا البلد الطيب .
والشيخ رحمه الله ذو ثمار يانعة ، له عدد من المؤلفات انتفع بها آلاف المسلمين ، ومن ثماره هذا الغصن الوارف ، ولده الدكتور حجر .
الفقيه الشيخ أحمد بن حجر ألم بالشعر ، ولا أظن فقيهاً من فقهاء المسلمين إلا وقد ألم بالشعر واللغة ، ومما يذكر لهذا الفقيه الجليل أنه أفتى في عام 1950م بتحريم الدخان ، في الوقت الذي كان معظم فقهاء المسلمين يترددون في تحريمه ... وما كان لفقيه أن يتردد في تحريمه وقد نص القرآن الكريم صراحة على ذلك ، فهو القائل في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)([1]) ولا يجادل أحد بأن الدخان من الخبائث .
ولفضيلة الشيخ أحمد بن حجر قصيدة طويلة بعنوان " اللآلئ السنية " ذكر فيها رأيه في الدخان ، ونص على تحريمه :
ودع التمباك واهجر شربه |
|
حرم البيع به مثل الشرا |
وقد خمس الدكتور حجر هذه الأبيات ، وفي تخميسه لها موافقة على فتوى والده .
قلت إن الدكتور الطبيب حجر ثمرة يانعة من ثمار والده ، قلت هذا وأنا أقرأ ديوانه " دموع على بغداد " الذي أهداني نسخة منه في 7/1/2004م .
وقارئ هذا الديوان يكتشف المكونات الفكرية للدكتور حجر ، فهو إسلامي عروبي ، ولا غرابة في ذلك وقد نشأ في أسرة عربية صميمة ، وفي حضن عالم فقيه يحب الإسلام ويعتبر واحداً من دعاته .
أنا زرت الشيخ أحمد بن حجر في محكمته ، وزرته في مجلسه في بيته ، وأدركت عمق إيمانه بالإسلام ، وثبات يقينه بالنصر القادم لهذا الدين العظيم ، فصبراً آل القرآن... فالفجر قريب .
كلما ذكرت الدكتور حجر أعادني إلى ذكر والده ، أليس هذا من دلائل التأثير الكبير الذي كان لهذا الشيخ على ولده وعلى من أحاط به وعرفه ؟
الدكتور حجر في ديوانه " دموع على بغداد " لا تجرفه العاطفة المضللة ، فهو يتلمس الحقيقة حتى يقع عليها ، فينطق بها شعراً رائقاً تحس معه بصدق العاطفة ونبل الهدف .
فعندما غزا صدام الكويت غزوته المشؤومة ، وقف الشاعر إلى جانب الكويت ، وسفه الغزو والغراة ، وعندما تعرضت بغداد للغزو هب يدافع عن عرين الخلافة ، ويبكي المصير الذي جره صدام على هذه المدينة التي ترمز إلى مجد الإسلام وعظمته .
وعندما سمع صداماً يلقي قصيدته " أطلق لها السيف " من إذاعة بغداد وتلفازها ، ثارت في نفسه الحمية العربية والعاطفة القومية ، فعارض القصيدة بقصيدة على وزنها ورويها .
هذا هو الدكتور حجر شاعراً .
أما سيرته الذاتية باختصار فهو من مواليد 1943م ، حاصل على الدكتوراة في الطب من أمريكا ، متخصص بالأمراض الباطنية والقلب .
حصل على جائزتين من منظمة الصحة العالمية ، أولاهما لجهوده في مكافحة التدخين ، والثانية لجهوده في مهنة الطب .
تولى عدة مناصب طبية وإدارية في وزارة الصحة القطرية ، ومؤسسة حمد الطبية ثم أصبح وزيرا للصحة.
صدر له في الشعر : ديوان حجر في جزئه الأول تحت عنوان " لامية الخليج"، وكتاب " معاناة الداء والعذاب في أشعار السياب " ، وأخيراً ديوانه " دموع على بغداد " الصادر في الدوحة عام 2003م .
([1]) من الآية 157 من سورة الأعراف.