عطيه الخواجه القوصى

أسامة محمد أمين الشيخ

عازف العود الأول

" اخترت العود لصعوبته عزفاً وموسيقى "

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

الموسيقى غذاء الروح فهى تسهم إسهاماً حيوياً فى إيجاد الاتساق والتوازن فى الشخصية الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية وتعمل على تنمية الوعى القومى والاجتماعى والنفسى وتبث روح التعاون بين الأفراد لذلك اتجهنا إلى منزل عازف العود الأول فى قوص ، شخصية مرحة طيبة القلب ، قابلنا والابتسامة تكسو وجهة جلس وبجواره العود فعزف لنا ( قل للزمان أرجع يا زمان )فرجع بنا الزمان إلى الوراء ففى عام 1942 ولد عطيه محمد متولى الخواجه فى منزل والده بالنوبة بقوص أمام ميدان سيدى أبو العباس الملثم ، ودخل مدرسة الجامع العتيق الابتدائية والإعدادية ببنين قوص ، ونجح فى مسابقة القبول عام 1956 كما يقول الفنان العازف الإنسان – عطيه الخواجه – لقد درس لى الحاج محمد عجلان – حسن علان – حسين عبد الحق – محمد مصطفى القاضى – حنفى المروانى ، وزملائي هم : فاروق فكرى – محمد رمضان موسى – الليثى عبد الله رشوان – والتحقت بمعهد المعلمين بقنا وسكنت فى الحميدات والصهاريج والسفينة ، وكان يسكن معى محمد عبد الله سعد الله والمرحوم

محمد على النجار القاضى وأخيه سهرى ، ودرسنا التخصص فى سنة أولى وثانية بعد اجتيازنا اختبارات القدرات وكانت عندى ميول بسيطة فى الغناء لسيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم ، وصقلت بعد ذلك بالدراسة بالعلم وكنا ندرس لغة عربية وتاريخ وإنجليزى وتاريخ وموسيقى وأعلام الموسيقى

 وتاريخ الموسيقى فى العصر الحديث ، وجميع فروع الموسيقى من قواعد ونظرات موسيقية ،

وعزفت على الأكورديون الآلة التخصصية ، وكان يدرس لنا من الأساتذة أستاذى الجهلان محمد عبد الله (نجع حمادى) ، أحمد أبو الحجاج ( قنا ) ، عبد الحميد محروس (القاهرة) وحصلت على دبلوم المعلمين شعبة موسيقى عام 1962م ، وقمت باختيار آلة العود (لأنها من أصعب الآلات الموسيقية عزفاً) وأخذت دروساً خصوصية عند الأستاذ / الجهلان فى قنا – ولم أدخل الجيش لأنى وحيد والدى وتعينت فى التربية والتعليم فى مدرسة المعلا الابتدائية بإسنا ، ثم نقلت إلى مؤسسة حجازة قبلى ، وعملت مع الزميل محمد حسن الخبير ، الذى طلب منى تلحين كلماته فى أحد الموجهين ، ثم انتقلت إلى قوص المدرسة القبلية (الطواب حاليا) ثم مدرسة مصنع السكر ، ثم الثانوى ، ثم ترقت إلى وكيل بمدرسة أبو بكر الصديق  ، ثم ناظر مدرسة النيل ، ثم مدير مدرسة ابن دقيق العيد ، حتى خرجت على المعاش فى 2002م .

مشوارى مع التلحين كانت كل الأشعار والأناشيد محلية وكان الشاعر الراحل / محمد أمين الشيخ – رحمة الله عليه – يعطينى النشيد وأقوم بتلحينه حتى الساعات الأولى من الصباح ، وكان مدرساً بمدرسة قوص الثانوية بنين فلحنت أغنية " قوص أنت يا بلدى " وغنى النشيد كورال مدرسة السادات الابتدائية فى حفل كبير عام 1964م بدأ الحفل بتثيلية أخرجها المرحوم / عبد الله الحاكم – بعنوان ( قطمة برسيم ) وكان يحضر الاحتفال أول رئيس مجلس لمدينة قوص / عبده عاشور ومأمور المركز ولي من القيادات وكانت كلمات الأغنية تقول :

قوص أنت يا بلدى * * * يا بلد الحبايب

جيت أهنى بلدى * * * بالمجد اللى غايب

فيك المحلج عالى * * * والنور فيه بيلالى

والإصلاح طوال * * * فى بلد الحبايب

والعالم بيكبر * * * * فوق مصنع السكر

والخير برضة بيكتر * * * فى بلد الحبايب

جيت أهنى بلدان * * * بأولادنا وبناتنا

وجهادنا وكفاحنا * * * فى بلد الحبايب

يا ناصر يا حبيبنا * * * أيدك دايماً أيدنا

فى بلد الحبايب

وفى عام 1970 افتتح أحمد العدوى – رحمة الله عليه – وكان مديراً للتعليم الاعدادى والثانوى بالمديرية أفتتح المدرسة التجارية بنين وبنات وكان السبب فى افتتاحه فأعطانى الراحل / محمد أمين الشيخ –نشيد " تجارة قوص " والتى تقول كلماته :

تجارة قوص * * * للبنين والبنات

يا جامعة المزايا * * * ولا الجامعات

فى أكبر تعاون * * * ما بين الجميع

إدارة وأساتذة * * * بنين وبنات

ندعو يارب يخليك * * * وتعيش طول عمرنا نحلف بيك

يا جامعة المزايا * * * ولا الجامعات

تجارة قوص * * * بنين والبنات

ونحن فى خضم الحديث الشيق مع الموسيقار الكبير عطيه أخرج لى وريقة صغيرة صفراء قديمة مقطوعة فى نصفها ، وقال : هذه القصيدة أعطانى الراحل / محمد أمين الشيخ منذ أربعين عاماً ولا زلت محتفظاً بها فى محفظتى منذ يومها وبها نشيد اسمه نشيد قوص قام الكورال بغنائه فى مدرسة التجارة عقب افتتاحها وكانت كلمات النشيد تقول :

قوص قوص التجارية * * * قوص مدرسة مثالية

قوص مدرسة مشتركة * * * فيها علم وأخلاق شركا

بنين وبنات فى العلم أخوات * * * ولا فى الجامعات روح رياضية

يا قوص بلد الحرية * * * والوطنية من قبل سنين

العلم أخدناه هدية * * * لكل واد وصبية والناس شاهدين

المعلم أخلاقه شطارة * * * وادى المثل فى التجارة

علوم ولغات فن وإدارة * * * فيها الرياضة المالية

فى التجارة الآلة الكاتبة * * * والتكاليف والجغرافيا والاقتصاد

فى التجارة اتفضل علم * * * بدون تكاليف

بنين وبنات فى العلم أخوات * * * ولا فى الجامعات روح رياضية

وقمت بتلحين قصيدة عن " قنا " قام بتأليفها الشاعر مصطفى محمد إبراهيم (مصطفى القط عجلان) وفيها يقول :                

قـنــا يا بلدان * * * يا أغلـى من حياتنا

علشانك يا بلدنا   * * * داع وضحى أجدادنا

وكنت مدرساً فى مدرسة شركة السكر الابتدائية وشاركنا فى مسابقة عيد قنا وبعد افتتاح مصنع سكر قوص كتب الراحل / محمد أمين الشيخ – قصيدة فى مصنع السكر وقيلت فى احتفال كبير داخل سينما مصنع السكر وحضرها المهندس / عبد المجيد الغايش – وكان مديراً للمصنع تقول القصيدة :

 شوف شوف العجب * * * سكرنا يطلع من القصب

وقوص ياما شافت من العجب * * * من بعد ما انزرع فيها القصب

سكرنا يطلع فصوص فصوص * * * عمللوه مصنع كبير فى قوص

تعال شوف يا فهيم محروس  * * * شغل المصاصة وكعب البوص

وقمت بتلحين نشيد أسود الثرى للشاعر حسن النجار ، ولحنت قصيدة للحاج / حسن العمدة فى افتتاح مدرسة السادات الابتدائية ، ومن تلاميذى النجباء فى الموسيقى فى مدرسة النيل كان ابن القس صفا ، وكان فى مدرسة السكر أيمن أنسى جورج ، وتأثرت كثيراً بسيد درويش وغنيت له الكثير من أغانيه وكذلك عبد الوهاب ، وهناك فارق كبير بين موسيقى زمان والآن زمان تشعر أن موسيقى الآلات منظمة والكلمات  زمان كانت مؤثرة موزونة ولها معنى أما الآن ارتجاليه لا معنى لها ومن عيوب الموسيقى الإيقاع السريع والموسيقى الصاخبة ، سألته عن العود فقال : هذا العود اشتريته من السويس بـ12جنية منذ أكثر من خمسين عاماً وعن التلحين هل هو موهبة أم حضور ذهن للعازف قال : إجادة التلحين تأتى من كثرة الاستماع وكثرة العزف والغناء ، وعن مشواره الغنائي والتلحينى قال : عملت فى مدرسة تنمية القدرات الموسيقية بمدرسة السادات إبان قيادة الأستاذ الكبير عيد الكريم الامشيطى لإدارة قوص التعليمية  وعن التكريم والتقدير قال : حصلت على الميدالية الذهبية فى مسابقة التربية الموسيقية على مستوى الجمهورية وكنت معلماً بالمدرسة القبلية الابتدائية عام 1967م وأعطتنا المديرية شهادة تقدير للمدرسة وميدالية ذهبية للعازفة فاتن عبد اللطيف فهيم ، وكانت طالبة بالصف السادس الابتدائي بالمدرسة ،

ويقبع الملحن الكبير عطيه القوصى ، فى وسط ذكرياته الممتدة حتى تصل إلى عنان السماء ، وتركناه وبجواره ابنه المصور الفوتوغرافى أيمن ، ومحمد المعلم بالأزهر ، وودعناه على أمل العودة ..