ماهر عبد الله

ماهر عبد الله يترك الشريعة والحياة يتيما

 

الزميل الراحل في إحدى حلقات البرنامج مع الشيخ يوسف القرضاوي 

فقدت الجزيرة الإعلامي العربي ماهر عبد الله مقدم برنامج "الشريعة والحياة" الذي توفي الليلة الماضية في حادث مروري بالدوحة.

وأدى الحادث كذلك إلى إصابة المفكر والأكاديمي بشير نافع الذي شارك في اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي يومي الأربعاء والخميس الماضيين بالعاصمة القطرية.

وكان الزميل الفقيد المشهود له بالقدرة العالية على إدارة الحوارات إلى جانب تقديم برنامج "الشريعة والحياة" مسؤول العلاقات الدولية في قناة الجزيرة حيث أشرف بشكل مباشر على تنظيم منتدى الجزيرة الإعلامي الذي نظمته المحطة في يوليو/ تموز الماضي بالدوحة.

ولد الزميل ماهر عبد الله محمود أحمد يوم 19 يوليو/ تموز1959 بإحدى قرى محافظة جنين بالضفة الغربية، وتربى في كنف أسرة فلسطينية محافظة تتكون من أربعة أبناء كان أكبرهم، إضافة إلى ثلاث بنات.

تابع الفقيد دراسته في المراحل التعليمية الأولى في فلسطين، وبعد احتلال القوات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967 انتقل إلى مدينة الرصيفة القريبة من الزرقاء في الأردن حيث درس وتخرج من الثانوية هناك. بعد ذلك توجه إلى بريطانيا عام 1979 لدراسة الهندسة الميكانيكية وتزوج إحدى قريباته هناك وله منها أسامة ورباب وضحى.

 

ماهر عبد الله  مشوار حافل

كان ماهر عبد الله أحد أنشط الطلبة العرب في الجامعات البريطانية، وكثيرا ما كان يستضاف في وسائل الإعلام البريطانية للحديث عن القضية الفلسطينية.

في بداية مشواره الإعلامي عمل ماهر عبد الله في الصحافة المكتوبة وغطى حرب البوسنة لصحيفة الحياة اللندنية، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) بالعاصمة البريطانية حيث أشرف على إعداد وتقديم بعض البرامج الحوارية.

في العام 1998 انتقل ماهر عبد الله للعمل في قناة الجزيرة حيث ارتبط اسمه ببرنامج "الشريعة والحياة" الذي استضاف فيه عددا من المعنيين بالشأن الديني والسياسي في العالم الإسلامي، إضافة إلى تقديمه برامج حوارية أخرى.

ويحتفظ مشاهدو قناة الجزيرة لماهر عبد الله بذكرى طيبة لمشاركته ضمن فريق المحطة في تغطية الغزو الأميركي للعراق حيث كان ضمن الذين نقلوا يوميات ما يجري في العاصمة بغداد وكان هو الصوت العربي الذي نقل للعالم أحداث سقوط بغداد ومشهد إزالة تمثال الرئيس العراقي صدام حسين حينها.

عرف الفقيد بولعه بالقراءة منذ نعومة أظافره حيث كان يقرض الشعر، ولم يتمكن من نشر ديوانه الأول، وله كتاب غير مطبوع يتناول تغطية قناة الجزيرة للحرب على العراق.

 

 

 ماهر عبد الله .. وداعاً يا صديقي * ياسر الزعاترة

 الدستور 13/9/2004

  

فجعنا صباح الأمس بخبر رحيل الأخ والصديق الحبيب ماهر عبد الله إلى ربه عز وجل إثر حادث سير مؤسف، وماهر عبد لله الذي عرفه الكثيرون من خلال برنامج الشريعة والحياة على فضائية الجزيرة، كما عرفوه أكثر من خلال تغطيته لمشهد سقوط مدينة بغداد بيد الغزاة الأمريكان، أعرفه أنا شخصياً صديقاً حبيباً منذ خمسة عشر عاماً بالتمام والكمال، يوم تعارفنا في واحدة من مدن الصقيع البعيدة ثم عشنا سوية في بيت واحد في مدينة أخرى.

جمعتني بماهر عبد الله قضية الإسلام وفلسطين وهموم الأمة، كما جمعنا الشعر والقهر والفقر والمنفى، وفي كل المحطات كان رجلاً حبيباً إلى الروح، تختلف معه في الكثير، لكنك لا تملك إلا أن تحب عشرته وروح النكتة والبراءة والسخرية المرة في شخصيته.

حين التقينا كان شاعراً مغموراً، لكنه كان مبدعاً، وحين ترأست تحرير مجلة فلسطين المسلمة نشرت له قصائد رائعة على غلافها الأخير عن المنفى وعن القهر وعن الشهداء، كما كان كاتبا مميزاً نشر مئات المقالات هنا وهناك. وقد أتاحت له لغته الإنجليزية المميزة ثقافة موسوعية قل نظيرها، سيما وهي التي جاءت معطوفة على ثقافة إسلامية موسوعية أيضاً يعرفها الذين جلسوا إليه وسمعوا حواراته الطويلة حول هذه القضية أو تلك.

طوال عقدين عاشهما ماهر في بريطانيا كان شعلة من النشاط لصالح القضية الفلسطينية وعاش بنبض روحه تجلياتها الإسلامية منذ الانتفاضة الأولى نهاية العام 1987، وكان طوال تلك السنوات يجوب البلاد طولاً وعرضاً يبشر بها في أوساط الجاليات المسلمة في الغرب، ويحمل همها أينما حل وارتحل.

ما يعرفه الكثيرون عن ماهر هو ذلك الصخب الفكري والجدلي وروح السخرية التي تتبدى في سلوكه، لكنهم لم يعرفوا فقر ماهر ولا قهره ولا حزنه ولا نهمه للمعرفة ومطاردة الحقيقة وخدمة قضيتها بكل الوسائل.

خلف صخبه ذاك كان هناك الكثير من الغيرة على دينه وأمته وقضيته، وكان على الدوام مستعداً لخدمتها بكل ما أوتي من فكر وجهد، وقد فعل، ولطالما فتح الله على يديه الخير هنا وهناك مما لا يعرفه إلا القلة ممن عايشوه.

لم يرحل ماهر إلا بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس، مع أنه للأمانة لم يكن يحب ذلك، وكانت القراءة والكتابة والشعر أحب إليه، لكن عالم الفضائيات كان له رأي آخر، وهو الذي سرق ماهر من دون أن يمنحه الفرصة الكافية للتعبير عن حجم ثقافته وقدراته الإبداعية التي ظلت حبيسة أوراقه وأمسياته الفكرية والجدلية التي عرفها بعض من عايشوه.

كان رحمه الله طيب المعشر، كريم النفس لا يحب شيئاً كما يحب إكرام ضيوفه، وعندما غادر لندن بعد عقدين من الإقامة ورتب له بعض الأصدقاء حفلاً وداعياً أرسلت كلمة قلت فيها إن لندن ستكون مقفرة من بعدك يا صاحبي، فإلى أين يأوي الغريب بعدما تعوّد على رعايتك الحميمة من لحظة الوصول وحتى الرحيل؟

هاهو ماهر يرحل باكراً من دون كلمة وداع، لكأن الأقدار لم تشأ له أن يعيش من سنوات الراحة إلا القليل، بفرض أن رجلاً يعيش هموم الأمة يمكنه أن يستريح بالفعل.

سلام عليك يا صاحبي وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، وحشرك مع خيرة الشهداء الذين أحببتهم وبكيت من أجلهم وكتبت فيهم أجمل القصائد. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

ماهر عبد الله يوارى الثرى في الرصيفة بالأردن

  

شاركت جموع غفيرة في تشييع جنازة الزميل ماهر عبد الله مقدم برنامج "الشريعة والحياة" في مدينة الرصيفة شرقي العاصمة الأردنية عمان الاثنين. وكان الزميل الفقيد وافته المنية مساء السبت في الدوحة إثر حادث مروري مؤسف.

 

وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد الإسكان القريب من منزل ذويه، ومن ثم حمل إلى مقبرة الرصيفة حيث ووري الثرى بحضور جمع من الإعلاميين وأقارب الفقيد وأصدقائه.

 

وكان الزميل الفقيد المشهود له بالقدرة العالية على إدارة الحوارات إلى جانب تقديم برنامج "الشريعة والحياة" مسؤول العلاقات الدولية في قناة الجزيرة حيث أشرف بشكل مباشر على تنظيم منتدى الجزيرة الإعلامي الذي نظمته المحطة في يوليو/تموز الماضي بالدوحة.

 

ولد الزميل ماهر عبد الله محمود أحمد يوم 19 يوليو/تموز1959 بإحدى قرى محافظة جنين بالضفة الغربية، وتربى في كنف أسرة فلسطينية محافظة تتكون من أربعة أبناء كان هو أكبرهم، إضافة إلى ثلاث بنات.

 

تابع الفقيد دراسته في المراحل التعليمية الأولى في فلسطين، وبعد احتلال القوات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967 انتقل إلى مدينة الرصيفة القريبة من الزرقاء في الأردن حيث درس وتخرج من الثانوية هناك. بعد ذلك توجه إلى بريطانيا عام 1979 لدراسة الهندسة الميكانيكية وتزوج إحدى قريباته هناك وله منها أسامة ورباب وضحى.

  

 خبر القدس العربي

 

الفلسطينيون يتوافدون علي مكتب الجزيرة لتقديم العزاء

الدوحة ـ غزة ـ لندن القدس العربي :

اعلنت قناة الجزيرة الفضائية أمس الاحد وفاة ماهر عبد الله مقدم برنامج الشريعة والحياة ، ليل السبت /الاحد في حادث سير بمدينة الدوحة.

وقد نعت القناة فقيدها في بيان اكدت فيه الحزن العميق والاسي لفقدان الجزيرة والاعلام العربي ماهر عبد الله مدير العلاقات الدولية في القناة، ومعد ومقدم برنامج الشريعة والحياة الذي يحاور فيه اسبوعيا الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي.

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان سيارة عبد الله انحرفت عن طريقها واصطدمت بنخلة علي الرصيف، بعد ان غادر الفندق الذي التأمت فيه اجتماعات المؤتمر القومي العربي مصطحبا معه الكاتب والاكاديمي المعروف الدكتور بشير موسي نافع والذي جرح في الحادث ونقل الي المستشفي.

وتفاصيل الحادث ان الفقيد وبشير نافع خرجا معا من فندق ريتز في منطقة الخليج العربي حيث شهد انعقاد المؤتمر القومي العربي، وتوجها الي مدينة الدوحة عندما انحرفت السيارة اثناء الرحلة، مما ادي الي اصطدامها بشجرة نخيل علي قارعة الطريق، وكانت الضربة شديدة وادت الي مصرع ماهر، بينما اصيب نافع بكسور، ونقل الي المستشفي حيث وصفت حالته بـ المستقرة

صدمة في الاراضي الفلسطينية

بدأ منذ صباح أمس العشرات من الصحافيين والشخصيات الفلسطينية بالتوافد إلي مكتب قناة الجزيرة الفضائية في مدينة غزة لتقديم العزاء في الصحافي ماهر عبد الله.

وقال وائل الدحدوح منسق مكتب الجزيرة في غزة: أصبنا بصدمة وفاجعة كبيرة لدي سماعنا خبر وفاة الزميل ماهر عبد الله المفاجئ وتملكنا الحزن والأسي علي فراقة ولكن ما يواسينا أن رسالة عبد الله الإعلامية مستمرة من خلال قناة الرأي والرأي الآخر ومن خلال إعلاميين كثيرين سيظلون يحملون هذه الرسالة .

ودعا الدحدوح الله أن يدخل الإعلامي الكبير ماهر عبد الله واسع رحمته وجناته، وأعرب عن أمله أن يلهم ذويه وأهله في مدينة جنين بالضفة الغربية الصبر والسلوان.

دماثة عالية

والزميل ماهر عبد الله محمود أحمد هو لاجئ فلسطيني من مواليد بيت قاد إحدي قري محافظة جنين في 19 يوليو (تموز) عام 1959، هاجر وأسرته إلي الأردن بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967. وتلقي عبد الله تعليمه الأساسي في فلسطين، وأنهي الثانوية العامة في الأردن، وتوجه إلي بريطانيا عام 79 لدراسة الهندسة الميكانيكية وله ثلاثة أبناء هم أسامة ورباب وضحي.

وكان أحد أنشط الطلبة العرب في الجامعات البريطانية وأتقن اللغة الإنكليزية وتميز بالوعي الكبير وكثيرا ما كان يستضاف في وسائل الإعلام البريطانية للحديث عن القضية الفلسطينية.

عمل في الصحافة المكتوبة في بداية مشواره الإعلامي وغطي حرب البوسنة لصحيفة الحياة ، ثم انتقل للعمل في تلفزيون الشرق الأوسط إم بي سي ، وعام 98 انتقل للعمل في قناة الجزيرة ، حيث تميز في برنامج الشريعة والحياة، وقد تولي مؤخرا رئاسة قسم العلاقات الدولية في الجزيرة، وأشرف علي تنظيم منتدي الجزيرة العالمي الذي نظم في تموز (يوليو) الماضي.

عرف زملاء الفقيد واصدقاؤه في ماهر دماثة عالية وصدقا مميزا، وتلقائية جريئة في التعامل مع الحياة، مطعمة بنبرة ساخرة تبدو من خلال تعبيراته المبسطة للاحداث مهما كانت جسيمة.

كتلة الصحافي تنعي اعلامي مجاهد

ونعت كتلة الصحافي الفلسطيني في نقابة الصحافيين الإعلامي الكبير ماهر عبد الله، مؤكدة أن فلسطين كانت وما زالت وستبقي قادرة علي إنجاب القادة والأفذاذ والعظماء والمفكرين والإعلاميين والمجاهديــن الفلسطينيين .

وقالت في بيان لها إن الإعلامي ماهر عبد الله أتحف ملايين العرب والمسلمين بالعلم والمعرفة والوعي والفهم، والابتسامة الطيبة والحلم الذي تميز به، وشارك كمراسل حربي في تغطية الحرب الصهيوأمريكية علي العراق الشقيق بكل موضوعية ومصداقية وانحياز إلي خيارات الأمة في الكرامة والعزة، ولا زلنا نذكر كلماته المؤثرة لحظة سقوط بغــــداد المعتصم .

وتقدمت الكتلة من عائلة الفقيد في الوطن وخارجه وأسرة قناة الجزيرة بخالص التعازي والمواساة، متضرعة إلي المولي عز وجل أن يرحمه و يغفر له ويسكنه الفردوس الأعلي.

تعاز في اكثر من عاصمة عربية

نعت الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي ابن جنين الباسلة ماهر عبدالله. وكان الفقيد عضوا فــــي المؤتمر القومي العربي والمؤتمـــر القومي ـ الاسلامي، والمؤتمر العربي العام.

وقالت الامانة العامة في بيان ان الفقيد كان من اوائل الذين استجابوا لمبادرة المؤتمر القومي العربي لتأسيس المؤتمر القومي ـ الاسلامي في خريف 1994، وذلك انطلاقا من قناعته المبدئية بضرورة التلاقي بين قوي الأمة وتياراتها، وادراكا منه ان أعداءنا يستهدفون وجود امتنا بدءا من الاجهاز علي هويتها وعقيدتها، وايمانا منه بأن تحديات الحاضر وآفاق المستقبل تستوجب من الجميع تجاوز صراعات الماضي ورواسبه دون اهمال دروسه وخبراته وعبره.

وقالت الأمانة انها ستقيم التعازي بالفقيد في اكثر من عاصمة عربية تقديرا للفقيد كنموذج لجيل من الإعلاميين العرب الشباب الملتزمين والصادقين واللامعين رغم الظروف الحرجة التي نمر بها .