نبيلة الخطيب
شخصيات وملامح
نبيلة الخطيب
طلعت سقيرق
ولدت الشاعرة نبيلة الخطيب في مدينة الزرقاء بالأردن عام 1962.. وقبل أن تكمل شاعرتنا السنتين من عمرها، انتقل الأهل للعيش في قرية الباذان التي تبعد عن مدينة نابلس عشرة كيلو مترات..
تقول الزميلة نبيلة الخطيب عن هذه القرية:
"وهي قرية رائعة الجمال تكثر فيها ينابيع المياه العذبة والغدران وجنائن العنّاب، عشت طفولة هادئة في أسرة تنعم بالحب والوئام، وقد طبعت على حب الهدوء والتأمل حتى في أوقات مذاكرة الدروس فقد أعد لي والدي مقعداً حجرياً في بركة ماء يغذيها شلال ينحدر من رأس النبع وقد أحاط بالبركة والشلال سياج من القصب وأشجار الحور والكينا، وأحياناً تتخلل النعناع المحيط بالبركة أذرع غضة من نباتات التوت البري الممتدة التي تغري بعناقيدها القرمزية كل من يقع نظره عليها، داعية طيور الدوري كي تقاسمني طعم السكر فيها، في هذا الجو المغرق في الرومانسية، بعيداً عن ضوضاء المدن، توطدت صداقة حميمة بيني وبين الطبيعة".
وأسأل الشاعرة نبيلة الخطيب عن دراستها تقول:
"تزوجت في سن مبكرة نسبياً، وذلك قبل إنهاء المرحلة الثانوية من الدراسة، وأنجبت ثلاثة أطفال، لكن حبي للدراسة ما انفك يذكي شوقي إلى متابعتها، حتى قررت أن أضيف إلى أعباء الأم الصغيرة –آنذاك- عبء مواصلة الدراسة، فتقدمت لامتحان الشهادة الثانوية، ونجحت بتفوق في ذلك الامتحان، فانتظمت في كلية مجتمع دراسة اللغة الإنكليزية وتخرجت بتفوق أيضاً، وحال تخرجي توظفت كمعلمة في القطاع الخاص الذي ما زلت أعمل فيه دون انقطاع، وانتظمت في الجامعة الأردنية في الدراسة المسائية عام 1992 وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية صيف العام 1996".
وأسأل الشاعرة نبيلة الخطيب عن الشعر والإبداع، تقول:
"بدأت الكتابة في سن مبكرة، ولكنني انقطعت عنها لفترة بسبب تشتت مسؤولياتي ثم عدت والحمد لله إلى الشعر بل عاد إلي الشعر واقتحم حياتي من جديد، نشرت الكثير من قصائدي في الصحف المحلية في الأردن، خاصة في جريدة الرأي، وقد نشرت بعض القصائد في مجلات عربية ومحلية مثل منار الإسلام، ومجلة الشباب والمحبة والشراع، شاركت في عدد من المهرجانات في الأردن.. هذا بالإضافة إلى كثير من الأمسيات الشعرية في العاصمة عمان والمحافظات.. صدر لي ديوان شعر بعنوان "صبا الباذان" في عمان عام 1966 ولدي مخطوطات أخرى".
وترى شاعرتنا نبيلة الخطيب أن الاستقرار الأسري، وفر لها الكثير من دوافع الاستمرار في عملية الإبداع، حيث استطاعت مع زوجها "تكوين أسرة هادئة، دافئة، يكللها الحب والوئام والتعاون، وقد أعفاني هذا الاستقرار من الانشغال بصغائر الأمور والمواجع الذاتية، وتركني أنخرط في المواجع العامة، وأحسست بالمشكلات الأكبر حجماً، وربما كان هذا هو السبب المباشر وراء اصطباغ قصائدي بالصبغة الإنسانية العامة والشاملة.
حاولت تقديم الشاعرة الزميلة نبيلة الخطيب من خلال كلماتها ليكون القرب من عالمها الشعري والحياتي أكثر عمقاً وجمالاً.. ولي أن أذكر أن قراءة ديوانها "صبا الباذان: يعطي الدليل الأوضح على أن الشاعرة مسكونة بالطبيعة، وبالنبض الإنساني المتدفق.. ويبقى أن هذه الملامح عن نبيلة الخطيب تقدم الكثير وتعد بالكثير..