إسماعيل بن علي بن حسين الأكوع
أحد كبار العلماء وكبار المؤرّخين، وفقدت اليمن برحيله أحد أعلامها البارزين:
إسماعيل بن علي بن حسين الأكوع
(1338/1920 ـ 1429/2008)
محمد علي شاهين*
مؤرخ يمني محقق، مهتم بتراث اليمن القديم، عضو المجامع العلميّة في كل من: المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، واللغة العربية في كل من الاردن وسوريا والعراق والهند الى جانب عضويته في اتحاد المؤرخين العرب، ومعهد الآثار الألماني في برلين.
ينتمي إلى أسرة علميّة معروفة، وكان جدّه لأبيه عالماً سنيّاً يملك مكتبة زاخرة بالمخطوطات، ولد في ذمار ونشأ فيها، تلقى علومه الأولى في (المدرسة الشمسية) في ذمار، وكذلك في (مسجد عمرو) عند بعض كبار علمائها، ومنهم والده، كما درس أيضاً في (رباط الغيثي) الضاحية الغربية من (مدينة إب) لدى أخيه القاضي محمد بن علي الأكوع، ودرس كذلك في ( معهد الحزر) في مدينة إب لفترة قصيرة.
تتلمذ علي علماء اليمن ونال إجازاتهم العلميّة، وعكف علي القراءة الجادة حتي نضج عقله، واتسعت دائرة معارفه، التحق بحركة أحرار اليمن في سن مبكرة، اعتقل بسبب أفكاره في عهد الإمام يحي حميد الدين، عام 1363/1944، واعتقل ثانية بعد فشل الثورة الدستوريّة اليمنيّة عام 1948، ودخول الإمام أحمد حميد الدين العاصمة، وبعد ثلاث سنوات من الاعتقال أطلق سراحه، فغادر اليمن إلى عدن للدراسة، ولقي محمد أحمد نعمان، ومحمد محمود الزبيري، وهما في أوج نشاطهما السياسي، ثم عاد إلى اليمن وعين في السلك الدبلوماسي أيام الملكيّة بموسكو في عام 1961، وعمل في القضاء، وبعد قيام الثورة عام 1962، عين قائماً بالأعمال في موسكو، ثم وزيراً مفوضاً، ثم سفيراً غير مقيم، فنائبا لوزير الخارجية.
وشغل منصب وزير الإعلام في حكومة الفريق حسن العمري.
وأسّس وتولي إدارة المكتبات والآثار بصنعاء بين عامي (1969 ـ 1990)، وبعد غيبة استمرت ثمانية عشر عاماً بدأ إنتاجه بالظهور تأليفاً وتحقيقاً وتصنيفاً.
طاف قرى اليمن ومدنها، سهولها وجبالها، ووديانها وسواحلها، جامعا محققا، باحثا ودارسا وممحصا، موثقا ومؤلفا العديد من الكتب التي هي اليوم من أهم المراجع في التاريخ والثقافة في اليمن
ومنه: (هجر العلم ومراكزه في اليمن) أربعة مجلّدات، و(الأمثال اليمانيّة) واستخلص ما في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي من ذكر المواضع اليمنيّة وأفردها في (البلدان اليمانيّة عند ياقوت الحموي) وله (صفة جزيرة العرب) وحقق (مجموع بلدان اليمن وقبائلها للقاضي الحجري) و(أعراف وتقاليد حكام اليمن في العصر الإسلامي) و(تاريخ أعلام آل الأكوع) و(الزيدية نشأتها ومعتقداتها)، (سدود اليمن أبرز مظاهر حضارتها القديمة) و(ائمة العلم المجتهدون في اليمن)، (مخاليف اليمن) و (صنعاء ومعالمها التاريخية)، (صنعاء عند المؤرخين)، (الألقاب والأسماء عند العرب)، و(ما انفردت به اليمن)، (اللغات اليمنية القديمة، ومدى صلتها وارتباطها باللغة العربية الفصحى). .
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلميّة، ونال العديد من الأوسمة تقديراً لجهوده، وكرّمه المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية له بصنعاء في عام 2006 .
وافته المنيّة في صنعاء في 22/10/2008 بعد حياة حافلة بالعطاء، وشيّع إلى مثواه الأخير بمقبرة حدة بعد الصلاة عليه في جامع التوحيد بمنطقة حدة.
قال الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح: رحم الله القاضي إسماعيل العلامة المؤرخ الذي احتفظ لليمن بمعالمه التاريخية والدينية من خلال المدارس وكتاب الهجرات وما بذله في حياته من جهد علمي وعملي. وكان عالما كبيرا خسرت اليمن برحيله واحد من أهم أعلامها.
وقال المؤرخ الدكتور يوسف محمد عبد الله: كان الفقيد من كبار علماء اليمن ومن كبار المؤرخين وبرحيله فقدت اليمن علماً بارزاً في المعرفة وفي العلم وفي الفقه وفي القضاء وفي أشياء كثيرة.
كتب في سيرته: إبراهيم باجس عبد الحميد في كتاب: (القاضي إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها) وعبد الرحمن بن عبد القادر المعلمي (القاضي العلامة إسماعيل بن علي الأكوع شيوخه وإجازاته العلمية ومؤلفاته.
_________________________
(1) صحيفة اكتوبر، العدد رقم : (14270) , الموافق 23 أكتوبر 2008، اليمن تفقد أحد مؤرخيها العظام القاضي إسماعيل بن علي الأكوع. (2) وكالة الأنباء اليمنيّة (سبأ) 22 اكتوبر/ 2008 إسماعيل الاكوع بعيون مؤرخي اليمن و مثقفيه.
* font color="#0000ff">أديب سوري يعيش في المنفى