الشهيد مصطفى محمد الرحيم الغوج (1982- 2014م )

clip_image001_aba4c.jpg

 

ولد الشهيد البطل مصطفى محمد الرحيم الغوج في مدينة السفيرة في 28 /10/ 1982م .

ونشأ في ظل أسرة مسلمة ملتزمة، فوالده الحاج أبو أحمد مضرب المثل في النزاهة والاتقان في العمل ، وهو من الناس الملتزمين بالعبادات المكثرين من تلاوة القرآن وتكرار الحج والعمرة ، نحسبه من الصالحين ولا نزكي على الله أحداً .

دراسته ومراحل تعليمه :

تلقى الشهيد أبو معاذ مبادئ القراءة والحساب في كتاتيب تحفيظ القرآن في السفيرة

ثم درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدينة السفيرة .

ثم قدم الثانوية العامة (الفرع الأدبي ) عام 2004م .

وكان من الطلاب المتفوقين المميزين في الاجتهاد والأدب والأخلاق .

وبعد أن حصل على الثانوية دخل كلية الآداب والعلوم الانسانية ( قسم اللغة العربية وآدابها ) في جامعة حلب، وتخرج فيها بدرجة ليسانس ، وبتقدير جيد، ومعدل / 61،22 / ومنحته الجامعة الشهادة بتاريخ 6/2/20012م بعد اندلاع الثورة السورية المباركة، ووقع على تلك الشهادة عميد كلية الآداب د . أحمد محمد قدور .

أعماله :

علم القرآن في مساجد الحيدرية، والجبل ، والهلك، وبعيدين في مؤسسة (جيل القرآن ) في حلب، ودرّس كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي ، كما أعطى بعض الدروس الخصوصية في مادة اللغة العربية لمدة سنة لعدد من الشباب والفتيات في أحياء حلب .

وعمل في الأماكن المحررة في مدرسة زيد بن حارثة (حب النبي) في 15 / 1/ 2013م . التابعة لمديرية التربية والتعليم الحرة في مدينة حلب .

ترك إدارة معهد بلال – رضي الله عنه – في الجبل الذي أغلق بسبب القصف بتاريخ 29/ 4/2014م .

جهاده :

بعد أن ترك الشهيد البطل أبو معاذ العمل في مجال التربية توجه للعمل الجهادي المسلح حيث انخرط مع حركة أحرار الشام الإسلامية لمدة خمسة أشهر .

وبعدها انتقل إلى المهاجرين والأنصار لمدة شهرين .

وتنقل بين فصائل الجهاد بحثاً عن الأفضل .

وانطفأ المصباح :

استيقظ الشهيد في صباح يوم الاثنين ، وهو مستبشر، وقال لإخوانه من حوله : يا شباب أنا اليوم سوف استشهد إن شاء الله .

وكان يوم استشهاده مرابطاً وبعد أن صلى العشاء في جامع قرية (عزان ) غربي السفيرة ، وقع من درج الجامع على ارتفاع مترين إثر قذيفة جاءت من طرف النظام فوقع من أعلى الدرج ساجداً على وجهه ، وراح ينطق بالشهادتين بصوت عالٍ وهو ساجد على وجهه .فأسرع إخوانه إلى إسعافه بالسيارة ، ولكنها تعطلت في الطريق، ولا يوجد غيرها تحت القصف الشديد ، وبقي الشهيد ينزف حتى فارق الحياة قبل أن يصل إلى المشفى .

فصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها في ليلة الاثنين 17/ 11/ 2014م .

أحواله الاجتماعية :

تزوج من فتاة مسلمة مثقفة ملتزمة هي (سمية عبد الرحمن العبسو) عام 2005م ، وأنجب ثلاثة أولاد :

 تسنيم، وعمرها الآن ( 2015م ) تسع سنوات ، ومرام وعمرها ست سنوات، ومعاذ وعمره أربع سنوات .

أخلاقه وسجاياه :

كان - رحمه الله - يتصف بصفة الرجولة الحقة ، يكره النفاق، ويقول الحق ولو كان مرأ ، يربط بين الأقوال والأفعال ، يحب أن ينجز أعمال البيت بيده، لديه صبر عجيب على العبادة، يصوم في شدة الحر، وهو يعمل العمل الشاق في ( نجارة الباتون ) .

ومما تميز به – رحمه الله – إتقان تلاوة القرآن، واستحضار الآيات والسور بطريقة مدهشة مما يدل على ذاكرة قوية .

وكان – رحمه الله- يحب المطالعة ، ولقد صنع من الانترنت موسوعة إسلامية وأدبية وتاريخية وسياسية أضخم من المكتبة الشاملة وبوبها بحسب الموضوعات تقع هذه المكتبة في / 16/ قرصاً من ( dvd ) ...

وكان شديد الاعجاب بأدب مصطفى صادق الرافعي، ومحمود شاكر حتى كأنه يحفظ كتبهما عن ظهر قلب .

وأبرز صفاته – رحمه الله – العفة في التعامل مع موضوع النساء، وطهارة اللسان حتى مع الخصوم، لم أسمع منه كلمة نابية قط، ولم يشتم أحداً، ولم يلعن حتى الحيوانات ، وكان يكرر دائماً : نهانا رسول الله عن سب الديك؛ لأنه يوقظنا للصلاة ، فكيف نلعن المسلم المصلي ؟؟ !! .

رحم الله الشهيد، وتقبله، وحشرنا وإياه في زمرة عباده الصالحين .

اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين .

وسوم: العدد 631