رجال عرفتهم .. علماء وقادة : الدكتور محمد فتحي الدريني

الشيخ حسن عبد الحميد

 - أحد أعﻻم هذا العصر .. شاطبي زمانه 

فقيه ثبت .. أصولي راسخ .. أديب متضلع 

أستاذ أجيال .. من نخبة  العلماء والقضاة .

وأستاذ من أجل أستاذتي في كلية الشريعة ...

ولد في الناصرة 1923 .

صديق و محب .. درس في مدينة الباب .. وهو في علمه في الباب كالشافعي في بغداد ...

قلت ﻷستاذنا الشيخ مصطفى السباعي عنه .. 

واقترحت عليه أن يكون مدرسا في كلية الشريعة .. فأخذ الرجل العظيم بنصحي وأنا تلميذه الصغير ..

 وبعد أيام كان الدريني منقوﻻ من دار المعلمين إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق ..

ونثر الرجل درر علمه على شباب اﻹسﻻم  وهو ابن مدينة غزة العزيزة علينا ..                        

وكان عند حسن الظن ..

 لما مرض السباعي درس مكانه .. وهو الكفء وظل الراتب للسباعي .. 

صحح أوراق اﻻمتحانات والراتب ﻻبي حسان .. 

رجل وفي ..

وهل جزاء اﻹحسان إﻻ اﻹحسان .

 - كان يحمل عدة إجازات في الشريعة والعربية ..

دكتوراه في الفقه اﻹسﻻمي 1965جامعة اﻷزهر ..

 دبلوم العلوم السياسية .. دبلوم العلوم القانونية .. العالمية مع تخصص القضاء الشرعي 51 .. 

ومنحه رئيس الوزاراء جائزة التفوق .. العالمية مع إجازة في التدريس كلية اللغة العربية اﻷزهر .. ليسانس في اﻵداب .. ليسانس في الشريعة ...

هو عبقري ..

 لكنه يتواضع فيحضر لي خطبة الجمعة في جامع اليماني .. كانت ركبي ترتجف على المنبر وأنا أرى جبﻻ بالعلم يستمع إلي ..

سكن هذا العمﻻق في مدينة الباب في دار حاج اسماعيل الخطيب مكان المصور أديب حاليا ودرس في ثانوية البحتري ..

درس لعقود طويلة في مصر والجزائر والسودان . 

ثم درس في كلية الشريعة .. وكلية الحقوق .. أصول التشريع اﻹسﻻمي .. ثم عميدا لكلية الشريعة بدمشق ..

 ثم انتقل لﻷردن 88 أستاذا للدراسات العليا ومشرفا على الرسائل العلمية فيها .

ثم عاد إلى دمشق إلى أن توفاه فيها سنة 2013 ..

زرته في أحدى المرات في بيته بدمشق فوجدته بين أكداس الكتب ..

 قال لي أنا ﻻأخرج من مكتبتي إﻻ لزيارة عظيمين هما الشيخ السباعي والشاعر عمر بهاء الدين اﻷميري .

رحمهما الله ...

أوصاني بسمن عربي من سمن الباب وشيئ من الصوف المغسول فأحضرت ماطلب إلى بيته .. 

فقال أنت اليوم معزوم عندي لكن في المطعم .. 

وكان يقول هنيئا لمن مات وأكل كباب الباب بسيخ المعاش من القصاب ابن عزت رحمه الله ..

ووافقت على الدعوة وخرجنا إلى دمر .. والمطاعم لها درج عال .. كان يسأل ابني هل عندكم خمر .. الجميع يقول نعم .. فينزل ضاحكا .. 

في آخر اﻷمر صعدنا مطعما فخما وسأل النادل ابني أيوجد خمر .. فقال الغﻻم نعم نعم .. عرق ويسكي شمبانيا .. 

وقهقه الدكتور ونزل بين نظرات الغﻻم الذي أغراه فما استجاب ..

 ثم ذهبنا للوادي إلى مطعم متواضع وطلب مالذ وطاب وكانت جلسة علمية هادئة جدا .. فهل نستغرب أن سلط الله علينا من ﻻيخافه وﻻيرحمنا .

كتبه كثيرة منها : 

- حق اﻻبتكار في الفقه الإسلامي .

- أصول المعامﻻت في الفقه الإسلامي .

- خصائص التشريع الإسلامي في السياسة والحكم .

رحمه الله تعالى .. وأسكنه فسيح جناته في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وسوم: العدد 648