سفير الإسلام، عمر بهاء الدين الأميري
إقبال العرب ...
له ديوان شعر مطبوع ( مع الله ) وديوان ( أب) و( ألوان طيف ) و ( رياحين الجنة )
لما سئل عباس محمود العقاد عن قصيدة له اسمها ( أب ) فقال لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته.
أول معرفتي به رأيته على درج السراي في مدينة الباب مع الشيخ مصطفى السباعي هو بالطربوش الأحمر والسباعي باللباس العسكري مع غترة وعقال جاء الاميري ليزور أخاه ممدوح الأميري وكان حاكما للصلح في مدينة الباب .
درست ولده براء في ثانوية هنانو
كنت أتردد في صغري على دار الارقم التي أسسها هو وموقعها بحلب قرب باب النصر .
أبوه بهاء الدين الاميري من وجهاء حلب رجل ينتمي إلى بيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم نائب حلب في المجلس العثماني .
تلقى علومه في المدرسة الفاروقية بحلب ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز الأولى ( المأمون ) وفي الجامعة السورية تلقى العلوم القانونية وعمل في المحاماة حينا من الزمن ثم توجه الى باريس حيث حصل من جامعة السوربون على شهادات في الأدب وفقه اللغة .
سنة ١٩٣٧ أنشأ مركزا مرخصا لجماعة الإخوان المسلمين وليبدأ التواصل مع إخوان مصر بقيادة حسن البنا
وتألفت بعدها هيئة تأسيسية للجماعة منه ومن الشيخ مصطفى السباعي وعبد اللطيف أبو قورة ومحمد محمود الصواف وطاهر الدجاني .
كان الاسم المرخص( دار الارقم ) ومن أبرز مؤسسيها مع الأميري أحمد بنقسلي وفؤاد القسطل وعبد القادر الحسيني وسامي الأصيل وعبد الوهاب الالتونجي
عندما زار الإمام البنا سوريا ١٩٤٨ كان الأميري في استقباله في فندق اوريان
عمل الأميري مدرسا للحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في ثانويات حلب ودمشق
كما عين مديرا للمعهد العربي الاسلامي في دمشق ومديرا للاوقاف الأميرية خلفا لوالده.
وهو في الأصل عراقي من البصرة تطوع سنة ١٩٤٨ في جيش الانقاذ مقاتلا في كتيبة الاخوان.
وحمل مطالب الإخوان إلى جميل المدفعي في بغداد
عايش الأميري القضية الفلسطينة واتصل بمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني وكان يلتقي به نيابة عن المقاتلين السوريين
كانت قضية فلسطين هاجسه اليومي حيث سجل أحداثها وملاحمها بمجامع شعرية
كملحمة الجهاد - وملحمة النصر - والزحف المقدس - حجارة من سجيل
عام ١٩٥٠ اختير وزيرا مفوضا لسوريا في الباكستان وفي ٥٤ عين سفيرا لسوريا في المملكة العربية السعودية
كانت دار السفارة في الباكستان والسعودية مركز نشاط عربي واسلامي
اعتقل الأميري سنة ٦٥ مع عصام العطار
في بيروت
عام ٦٦ دعي للمغرب لتدريس الحضارة الإسلامية بجامعة محمد الخامس في فاس
ثم أستاذا لكرسي الإسلام والتيارات المعاصرة
وكان الملك الحسن ملك المملكة المغربية يجلس بين يديه في دروس رمضان
وحاضر في السعودية وقطر والكويت والإمارات واختير ليكون عضوا في المجمع العلمي العراقي
وعضو في المجمع الملكي للبحوث الإسلامية في الأردن في مطلع الستينيات
الأميري شخصية حفرت لها مكانة بمداد من نور في ذاكرة التاريخ اشتغل بالحركة الاسلامية منذ نعومة اظفاره
وأسس مركزا للدعوة الاسلامية في باريس
كان يرى في جماعة البنا أنها الحركة الإسلامية التي تتوافر فيها المواصفات المطلوبة للنهوض بالأمة من كبوتها
وكان وثيق الصلة بالإمام حسن البنا وبعده الأستاذ حسن الهضيبي
قال عنه الإمام أبو الحسن الندوي في نعيه :
انه يستحق صفة شاعر الانسانية المؤمنة وامير الشعراء الاسلاميين
وقال عنه الشيخ الفقيه يوسف القرضاوي ( ان الاميري سفير الاسلام الذي يحمل هموم دعوته
وآلام أمته وآمال صحوته )
ورحل ابو براء عن دنيانا وترك شعرا ونثرا
قدم له العقاد ديوانه ( مع الله ) قائلا : آيات من التراتيل والصلاة يطالعها القارئ فيسعد بسحر البيان كما يسعد بسحر الايمان
اما ابو الحسن الندوي فقد قدم له ديوانه ( رياض الجنة ) وقال عنه : هو نفحات من الايمان وقبسات من نور القران
احيا الاميري شعر الحب الالهي بلغة جزلة عذبة معاصرة فخاطب الانسانية كلها عقلا وروحا وعاطفة وضميرا
ولا تخاطب جسد الانسان فقط كما يفعل الشعراء المعاصرون حيث اختصروا الانسان في المرأة واختصروا الحياة واختصروا المرأة في الجسد في اقتناص اللذات واشباع الشهوات كما فعل نزار ؟؟؟
اسمعه يقول للمرأة : اصلبيني بين نهديك صليبا وقال كلاما اسوأ في شعره ( قالت لي السمراء )
مما جعل شيخ الأدباء وأديب الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي يسمي أدبه أدب الفراش .
وقد أبدع الأديب الكبير ابن حلب الشهباء مدرس الأدب في مدينة الباب وفي ثانويات حلب وجامعات الرياض
الدكتور محمد علي الهاشمي في كتابه عن الأميري
رحم الله الاثنين الأول أديبا والثاني شاعرا ووزيرا وسفيرا .
توفي الأميري ١٤١٢/ ١٩٩٢ عن عمر ناهز الثالثة والسبعين ودفن في البقيع بالمدينة المنورة.
اللهم لاتحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم
ياأرحم الراحمين
والله أكبر ولله الحمد .
وسوم: العدد 661