فقيه السيرة محمد منير الغضبان
صفحة من التاريخ عن القادة العظام
قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )
حمل من الأعباء ماتنوء بحمله الجبال .. وقاسى من الآلام ما لا تتحمله إلا النفوس المؤمنة ..
غادر دمشق وبكاها .. وحرم من مسجدها الأموي .. لأنه طالب بالهوية المفقودة
شيخ منير حقا .. حمل من اسمه أكبر الحظ ، وأوفر النصيب ، فكان بمثابة السراج المنير
ولكنه ليس غضبان أبدا ..
دائم الابتسامة ، حاضر البديهة ،غزير الانتاج ، يغضب إذا انتهكت محارم الله
كان له موقع الصدراة في الجماعة الإسلامية ، في فترة من أحلك ليالي المحنة ، فلم يبخل بعطاء ، ولم يضن بجهد أو جهاد ، المراقب العام لمدة ستة شهور عام ٨٥ وتولى رئاسة مجلس الشورى في الجماعة لعدة سنوات
في زمن ساد فيه السفهاء ، وحورب فيه الصالحون ، في زمن العاهرون نجوم ، واللاعبون أبطال ، ومدعو الحداثة أدباء ، فصدر قانون العار ٤٩
لكن :
( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام ندوالها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ، ويتخذ منكم شهداء ، والله لايحب الظالمين ) ال عمران ١٤٠
وذهب الأسد لسن القوانين لإعدام المسلمين ، تحفه اللعنات
فالدعاة إلى الحق باقون ، والظلم والظالمون إلى زوال .
ترك لنا تراثا ضخما من المؤلفات ، أحدثت نقلة نوعية في علوم الشريعة في العصر الحديث
كتب للأمة والأفراد ، ألفّ للرجال والنساء ، أنتج للشباب والفتيات ، صنف في الماضي والحاضر والمستقبل
فكتب : المنهج الحركي للسيرة النبوية ، والمنهج التربوي للسيرة ، وفقه السيرة
في التاريخ الإسلامي : معاوية بن أبي سفيان ، أبو ذر الغفاري ، عمرو بن العاص ...
في الفكر الإسلامي : سورية في قرن - سيد قطب ضد العنف - أفكاري التي أحيا من أجلها - إليك أيها الفتى المسلم ، اليك ايتها الفتاة المسلمة - الحركات القومية في ميزان الاسلام
عاش هموم أمته وجاهد في سبيل قضاياها ، وسهر على راحتها وحل مشكلاتها
ربى الأجيال على طاعة الله ، وطاعة رسوله ، ودعاهم أن يكونوا في الصف المؤمن المحارب لطغاة الأرض
أحبه اخوته ، فقال شاعرهم الأخ
عبدالله عيسى السلامة :
إنا إذا رضي الغضبان أو غضبا
نحبه و نناجي التل من حلبا
أكرمه سلطان بروناي في جائزة السيرة لعطائه الثر فيها.
الغضبان غضب رحمه الله على ماسح أحذية السلطان ولقبه ب ( المفتي الضال ) في مقال مشهور له بعنوان :
( ياعلماء سورية ؟ هلا وقفة رجال في وجه المفتي )
حين تناول المفتي الضال مسلمات أهل السنة بالنقد واعتبرها خاطئة ، واعتبر عليا كتاب الله الناطق ، وخطأ جيل الصحابة لأنهم لم يعزلوا عثمان عن الخلافة ويسلموها لعلي ، ويخطئ الصحابة لاختيارهم ابا بكر
فقال الغضبان غاضبا :
( ياعلماء الامة هلا تقفون وقفة رجل واحد ، وتطالبون بعزل هذا المفتي الذي خرج على ثوابت الامة ؟؟؟
ياعلماء الامة هلا غضبة إيمان لأصحاب رسول الله ولسادة الصحابة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
في وجه هذا الدعي الضليل ، الذي يفتي بالهوى وبغير دليل )
رحمك الله أيها الغضبان المفكر والداعية الإسلامي
والى رضوان الله وجناته أيها الشامي الأصيل والسوري العريق
والإسلامي الثابت ، والداعية الكبير فقد قدمت لدعوة الاخوان خدمات جلى
ولانزكيك على الله ، فكنت جبلا شامخا في حرب طاغية البلاد ولم تلن لك قناة حتى أهلكه الله
هذه الدعوة لله ، وستبقى قوية شامخة بإذنه تعالى بسواعد رجالها وشبابها وشيوخها فهي دوحة فيتانة
إذا مات منا سيد قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
سلام عليك أيها الغضبان لدين الله أن ينتهك ، سلام عليك في الخالدين
وسلام عليك في الآخرين
قضيت حياتك في الدعوة إلى الحق ، حتى جاءك الأجل وأنت في طاعة الله
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 664