فقيد مدينة الباب وحلب المستشار الكبير علي أحمد الزكور

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_d75e7.jpg

نعم إنه فقيد مدينة الباب ، لأنه من مدينة الباب أبا عن جد ،

ووالده أحمد من رجالاتها 

ولد الفقيد في دار عربية لوالده أحمد الزكور رحمه الله ، مكانها عند مدخل حديقة ثانوية البحتري سمتها وزارة المعارف باسم البطل قاهر الطليان عمر المختار ، وانتقلت بعدها المدرسة إلى الجهة الشرقية من البلدة قرب الراهب .

عمه الشيخ أديب الزكور ، خاله الحاج كنجو الاسماعيل الفرواتي في السوق الشرقي 

كان من مفاخر القضاء بحلب ، وكيل النيابة فيها ، كان للمظلوم محاميا وملاذا ، كان مثالا يحتذى .

 اتسم بالنزاهة والاخلاص والحب والوفاء ، يدور مع الحق حيث دار ، ولانزكيه على الله والله حسيبه 

 عشت في بيته أوقاتا سعيدة من الاكرام والاحترام .

كان رحمه الله يستقلبني إذا زرته في سرايا حلب عند الباب ويودعني للباب ، تواضعا منه وكرم أخلاق ،

أجل لقد خسر القضاء في حلب رجلا قل أمثاله في التواضع والأدب .

هو صديق وابن بلد عاش في رحابها فترة ثم أثر الاقامة في حلب ،

كنت أزور الفقيد في بيته مع الداعية المبرور أبو رشيد ستواق رحمه الله فيلقانا الأخ الحبيب أبو أحمد مهللا ومرحبا ..

إن أخانا علي الزكور يعتبر من أعلام الحركة الاسلامية ، خسرته الحركة الاسلامية التي كان بقلبه معها 

ويتابع تطورها ، ويدعو لها من أعماقه ، وهو واحد من قافلة الأعلام في القانون بحلب : 

أمثال القاضي عبد الوهاب الالتونجي و المحامي عبد القادر السبسبي والمحامي فؤاد قسطلي والمحامي عمر كركولي رحمهم المولى ، 

وحيا ربنا الأحياء منهم كالأستاذ خالد الخطيب الذي هو تراث نادر للحركة الاسلامية المعاصرة وعبد الرحمن علاف وفقه الله ابن الشيخ علي علاف رحمه الله .

رحم الله القاضيين علي الزكور وعبد الوهاب الالتونجي فقد كانا أعلاما ونورا في ظلام الحياة 

مرات كثيرة اتحفنا بها الاخ علي الزكور بكرمه الباذخ ، 

كم آنسنا بعذب حديثه ، فثقافته الاسلامية عالية ، وكنت ولله الحمد أمده بكل طريف وجديد من كتب الثقافة الاسلامية كان آخرها كتاب معالم في الطريق للشهيد سيد قطب رحمه الله ، لذا أقول أن فقده يمثل خسارة لرجال القضاء في حلب ، وخسارة لمدينة الباب ، وخسارة لاحبابه ؟؟

 وخسارة لي شخصيا ، فقد كان من الأحبة النادرين في إخلاصهم ومحبتهم لرفاق العمر .

رحمه المولى كان زينة السراي ، يهابه الكبير ، ويرجو عطفه الصغير ،

 وعمل قاضيا في دمشق في القصر العدلي فيها قرب سوق الحميدية . 

اللهم أسكنه فسيح الجنات ، 

اللهم إن كان محسنا فزد من حسناته ، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ،

 وإغفر له ياحنان يامنان ، اللهم لانزكيه عليك ، ولكنا نحسبه أنه آمن وعمل صالحا ..

اللهم ارحمنا إذا اشتدت الكربات ، وتوالت الحسرات ، وفاضت العبرات ، وتكشفت العورات 

اللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان 

أبناء حلب والباب أعظم الله أجركم 

أبناء الفقيد الراحل أعظم الله أجركم 

الابن الكريم محمد عامر الزكور أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك 

إن العين لتدمع ، وإن القلب ليخشع ، وإنا على فراقك أيها الحبيب لمحزونون 

إنا لله وإنا  إليه راجعون 

والله أكبر والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 667