الشيخة زينب بنت الكمال المقدسية
من العالمات العازبات
الشيخة زينب بنت الكمال المقدسية
د. محمد مطيع الحافظ
الشيخة زينب بنت أحمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي الصالحية وتعرف ببنت الكمال (646-740هـ) (1248-1339م).
شيخة صالحة متواضعة، معمّرة، صاحبة الأسانيد العالية، التي تفرَّدت بها، مسندة الشام، رحلة الدنيا، وهي من بيت مشهور من المهاجرين المقادسة إلى دمشق، وهو بيت علم وفقه حنبلي وحديث شريف، مع الورع والزهد.
اعتنى أهل الشيخة زينب بها فأحضرت لسماع الحديث منذ صغرها على الشيخة حبيبة بنت أبي عمر المقدسي سنة 648هـ.
وسمعت على الإمام محمد بن عبد الهادي المقدسي.
وسمعت من الإمام أحمد بن عبد الدائم، وسمعت من خطيب مردا محمد بن إسماعيل، ومن سبط ابن الجوزي.
وروت عن شيوخها بالإجازة كثيراً من الكتب والأجزاء. قال الحافظ ابن حجر: (روت الشيخة زينب الكثير وتزاحم عليها الطلبة، وقرأوا عليها الكتب الكبار والأجزاء، وربما سمعوا عليها أكثر النهار. ونزل الناس بموتها درجة في شيء كثير من الحديث حمل بعير، وهي آخر من روى في الدنيا عن سبط الحافظ السلفي وجماعة بالإجازة).
كانت الشيخة زينب قانعة، كريمة النفس، طيبة الخلق، ديّنة خيرة أصيبت عينها برمد في صغرها، ولم تتزوج قط، وكانت كثيرة الصلاة والصيام وفعل الخير، سهلة في التسميع، محبة لأهل الحديث، كريمة النفس. سمع منها كثيرون منهم الحافظ الذهبي، والحافظ المزي، والحافظ علم الدين البرزالي ومحمد الواني.
قال السبكي: سمعت عليها مجلساً من أمالي حمزة الكناني ويعرف بمجلس البطاقة بسماعها من خطيب مردا.
توفيت في ليلة الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى سنة 740هـ، وصلي عليها عقيب صلاة الظهر من يوم الاثنين بالجامع المظفري، ودفنت بسفح قاسيون بتربة الشيخ موفق الدين المقدسي.
قال ابن رافع السلامي: حضرت الصلاة عليها ودفنها.
للتوسع في ترجمتها انظر: معجم الشيوخ للذهبي 1/248، أعيان العصر 2/390، أعلام النساء الدمشقيات لمحمد مطيع الحافظ ص621-659 وفيه نصوص سماعات كثيرة عليها. وأعلام النساء لكحالة 2/46.