منشد مدينة الباب : الحاج مصطفى المرطو رحمه المولى
إليه تنسب ساحة مرطو المشهورة في مدينة الباب ، وابن أخيه المقرئ الضرير محمد المرطو
ومن لم يعرف أين تقع ساحة مرطو فليس من الباب أصلا ، أو سكنها صغير وهجرها لحلب وغيرها من البلدان
ساحة عمرها أكثر من خمسين سنة ، كانت عبارة عن شوارع خالية إلا من دكان يجلس فيها رجل كبير في السن وكانت عبارة عن مجلس يجتمع فيه الكبار في السن ، تسأل أحدهم إلى أين ذاهب : فيقول إلى مرطو ، فنسبت إليه الساحة.
الحاج مصطفى المرطو رحمه المولى تفخر به مدينة الباب وهو الأخ الكردي المسلم .
كان منشدا ذا صوت عذب ورقة وحنو ، إذا سمعته ينشد في رمضان في نصفه الأخير
وداعا وداعا يارمضان
يانور قلبي يارمضان
فيك تمد الموائد ... اي للفقراء
وتتكرر اللازمة
أصحاب القلوب الحية تملأ مناديلهم بالدمع عندما يودعون شهر رمضان المبارك ، شهر القرآن ، شهر الغفران ، لأن من جاءه رمضان فلم يغفر له لا غفر الله له .
كنا صغارا نحضر حفلات المولد عيوننا تنظر إلى صرر الملبس وأذاننا تطرب لصوت منشد الباب الأول الحاج مصطفى المرطو رحمه الله
رأيت المرحوم إن شاء الله في أواخر حياته قرب الجامع الكبير وكانت أحداث الثثمانينات على أشدها ، قلت ياعم ماذا ترى ، قال : قريبة قريبة إن شاء الله ، هي أيام باقية ، وظنته يبشر بخير ، ومادريت انه ينعي نفسه ، أي بعد أيام سيموت وينتهي العمر الذي قضاه في مدح النبي عليه الصلاة والسلام
ومدح النبي عبادة وأي عبادة ،
إن كعب بن زهير الشاعر الذي مدح المصطفى عليه السلام بكلمات يفوح أريجها ، ويشرق في الدجى نورها ، بقوله
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
ألقى عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بردته ، فسميت القصيدة بالبردة
وقلدها كبار الشعراء منهم أمير الشعراء أحمد شوقي فقال :
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الاشهر الحرم
محمد صفوة الباري ورحمته
وبغية الله من خلق ومن نسم
- أما ابن اخيه القارئ الشهير الضرير محمد المرطو ابن اخيه فهو من حفاظ القرآن المجيدين وكذلك كان والدي رحمه المولى ،
له نشاط مشهود في مدينة الباب وحلب ، استمعت إليه في قناة حلب يوم استشهاد المجاهد زاهر شرقاط تقبله الله وهو يقرأ سورة البقرة ، والبيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان .
رتل قارئ مدينة الباب السورة وصوته يملأ أفاق الدنيا هديا ونورا ، افتح النت واستمع إليه تجد المصحف المرتل كاملا بصوت القارئ الشيخ محمد المرطو ، الذي اكرمته حلب مع عدد من كبار القراء فيها في مسجد أبي حنيفة النعمان باشراف علامة حلب الفقيه الدكتور إبراهيم السلقيني رحمه المولى
رحم الله منشد مدينة الباب مصطفى المرطو وأطال عمر ابن أخيه ليرطب القلوب ، ويحي النفوس بهدي ربنا القائل ( ادعوني استجب لكم )
حياك المولى شيخ محمد واطال عمرك ، ولك في أخوك ابن أم مكتوم أسوة حسنة ، ومن ينسى عتاب الله لنبيه عليه السلام بشأن الضرير ابن أم مكتوم .
وقد عمي في آخر حياته سيدنا حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعن أبيه عم النبي عليه السلام ، فقال في ذلك شعرا وهو في الطائف
إن يأخذ الله من عيني نورهما
ففي لساني وسمعي منهما نورُ
قلبي ذكي وعقلي غيرُ ذي دَخَلٍ
وفي فمي صارم كالسيف مأثور
وتوفي في الطائف رضي الله عنه ، قال ابن كثير : وكان عمره يوم مات ثنين وسبعين سنة ، رضي الله عنه وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء .
غدا توفى النفوس ماصنعت
ويحصد الزارعون مازرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فبئس ماصنعوا
اللهم ارحم الشهداء ، فك أسر المأسورين ، وأهلك الظالمين ،
أرنا في الروس والمجوس عجائب قدرتك ياأرحم الراحمين
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 671