عبد الرحمن سوار الذهب

( 1935- معاصر)

clip_image001_f8eea.jpg

وُلِد المشير عبد الرحمن سوار الذهب سنة ١٣٥٤هـ/١٩٣٥م في أم درمان، التي قدم إليها والده من مدينة الأبيض في غرب السودان. ولكن والده عاد بعد سنتين إلى الأبيض ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن.

دراسته :

وهنالك تلقَّى عبد الرحمن سوار الذهب تعليمه الابتدائي والأوسط والثانوي، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم. وقد تخرَّج ضابطاً في القوات المسلحة السودانية سنة ١٣٧٤هـ/١٩٥٥م؛ أي قبل سنة واحدة من استقلال السودان، كما تلقَّى علوماً عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.

وقد تدرَّج سوار الذهب في السلك العسكري حتى أصبح رئيساً لهيئة أركان الجيش السوداني ووزيراً للدفاع. وفي سنة ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م تسلَّم مقاليد الحكم في بلاده للخروج بها من أزمة سياسية طاحنة، متعهداً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة واحدة. وكان برّاً بوعده، فرفض البقاء في الحكم، واعتزل العمل السياسي ليتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي وخدمة المسلمين، مسخراً لذلك كل طاقته ومكانته وفكره.

أصبح المشير سوار الذهب، عبر نشاطه الجم ومشاركته الفاعلة في القضايا الإسلامية والعربية، من أبرز الشخصيات في العالمين الإسلامي والعربي. وساهم مساهمة فعالة في الدعوة؛ محلياً وإسلامياً وعالمياً، كما حقَّق إنجازات باهرة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، التي شيَّدت الكثير من المدارس والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام والمساجد، كما أنشأت محطات للمياه وحفرت مئات الآبار في أفريقيا.

واختير سوار الذهب، إلى جانب مسئولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، نائباً لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائباً لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائباً لرئيس “ائتلاف الخير” في لبنان، ونائباً لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضواً مؤسساً في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى، وقام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان، كما كان عضواً في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران.

وشارك سوار الذهب بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالميـة المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية. وكان له دور كبير في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده. فهو رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لدوره في قيامهـا، ومؤسس كلية شرق النيل الجامعية، وأحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية. وهو رئيس لعدد من جمعيات أصدقاء المرضى، وعضو في عدد آخر منها، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.

جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام :

مُنِح المشير عَبد الرحمن محمّد سوَار الذّهب الجائزة، تقديراً لجهوده العظيمة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلاميَّة في السودان، التي شيَّدت كثيراً من المدارس والمسَاجد والمستشفيات والمستوصفات ومرَاكز الطفولة وملاجئ الأيتام، كما حفرت كثيراً من الآبار ومحطات المياه في أفريقيا، إضافة إلى مسَاهمته الفعَّالة في الدعوة، محلياً وإسلاميَّاً وعالميَّاً، وإلى تحلِّيه بالصّدق والوفَاء بالوعد.

وسوم: العدد 677