العلامة الإمام مصطفى الزرقا
أئمتنا وقادتنا ( ٣ )
مصطفى الزرقا علامة سوريا وقائد مظاهراتها ضد فرنسا في الشهباء ، من أبرز علماء الفقه في العصر الحديث كتابه المدخل الفقهي من أعظم ماكُتب عن فقه الإسلام باسلوب عصري ، سماه الفقه الإسلامي بثوبه الجديد
كان وزيرا للعدل والأوقاف فزين كرسي الوزارة بعلمه وفقهه رحمه الله وأورده حوض المصطفى
من شيوخه رحمه الله الشيخ عيسى البيانوني وأحمد الكردي وإبراهيم السلقيني الجد وعبد القادر المبارك
ومن تلاميذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وعبد الرحمن رأفت الباشا ومحمد فوزي فيض الله
نال جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية ، فتاواه جمعها تلميذه الشيخ مجد مكي وقدم لها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي
١- كان خلافي مع ولدنا هل وجه المرأة عورة أم لا ، كان مع ولدنا زوجته فسأل استاذي العلامة الزرقا عن وجه المرأة ؟ فقال له من هذه معك قال زوجتي ، قال نادها ، جاءت ، ابنتي هل على وجهك كريمات ؟؟ لا ، هل على شعرك عطور ؟؟ لا ، هل عمل الملقاط في حاجبيك عمله ؟؟ لا ولما كان الجواب كلا قال لابأس عليك ، والتفت الى ولدنا قائلا قل للشيخ حاج جدبنات ؟؟؟؟
وأنا مع احترامي لفقه استاذي الزرقا ، وكم شعرت بالفخر حين حملت له أغراضه لما جاء للباب زائرا ، حملتها وأنا فخور فهو استاذي في كلية الشريعة وقانوني ورئيس محاكم تمييز وبداية وصلح .
٢- لكن لي بعض الملاحظات أقولها بأدب :
- أنا أفرق بين المرأة الشابة والمرأة العجوز ، بين الجميلة والقبيحة أو العادية ، بين المرأة السودانية والحبشية وبين السورية واللبنانية فرأيي على العموم يقول بأن وجه المرأة يجب ستره ، ولايجوز كشفه إلا عند الضرورة ، ومن تخمرت فغطت نصف وجهها وأظهرت العينان نقول لا بأس ، إلا إذا كانت العينان زرقا والحواجب شقراء سأقول رأي الشيخ ابن باز علامة السعودية رحمه الله تظهر عينا واحدة
لكن للضرورة أحكام ، والضرورة تقدر بقدرها ، فالسير في أوربا غير السير في حلب وحماة ، المهم مشية المرأة إسلامية وحجابها يغطي جسمها ، فلا ضيق ولا ألوان زاهية هذا خمري وهذا وردي
المرأة أمرها مبني على الستر، وفرق بين ملاحف الباب وملاحف تادف ، ملاحف الحرير وملاحف الغزل .
اذا لبست المرأة بنطالا ضيقا فلا حاجة لحجاب فهي عارية ولو تحجبت من الأعلى
في حجرة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وصلى ربنا عن زوجها ، دفن أبوها الصديق كانت لاتتحجب ، فلما دفن الفاروق عمر رضي الله عنهما صارت تضع الحجاب على رأسها .
زرت أستاذي الزرقا قائد مظاهرات حلب ضد فرنسا ، زرته وهو وزير للعدل فما غيره الكرسي بل زاده جرأة ، ولما قدم وزير مثله وهو أسعد كوراني استغل صلته بالزعيم حسني الزعيم فألغى مجلة الأحكام العدلية وهي القانون المدني للدولة العثمانية ، فجاء العلماني الكفور فألغاها بجرة قلم ووضع قانونا مدنيا لسوريا هو قمامة من الشرق والغرب ، وكانت جناية شعوبية على تراثنا ، وهكذا العلمانيون لادين لهم ، بل ولا عروبة ولا إيمان ، لذلك هاجم أحد العلمانين في مصر مرسي فيقول رئيس دولة وله لحية ، إيه ده ؟؟؟؟
زرت أستاذنا الزرقا وهو مهاجر في عمّان وعنده مكتبة انتقلت معه ، استقبلني بحفاوة وأراني نفائس الفقه الإسلامي ، وهو مدرس له في كلية الحقوق ويعرفه كل من درس القانون في سوريا ، ودرّس في كليات الشريعة في السعودية والأردن وخبيرا للموسوعة الفقيهة في الكويت وعضوا في المجمع الفقهي في رابطة العالم الاسلامي ، رجوته أن يسهر معنا أي أهل مدينة الباب لمناقشة أمور تهمنا ، وحضر واجتمع معنا في عمان الأردنية وكانت جلسة علمية نثر فيها أستاذنا الزرقا زبدة فكره العميق على الحاضرين وأجاب عن أسئلتهم خاصة الاقتصادية ، وعلى وجه الخصوص مايتعلق بالزكاة والصدقات
زرته في الرياض حين كان مستشارا في شركة الرجحي وغيرها وقد تجاوز التسعين من عمره ولايزال على كتبه فتعرض عليه المسائل المالية الشائكة فيبدي فيها رأيه الحصيف ، كان حاضر الذهن قوي الذاكرة وبقي متمعا بجوراحه وحواسه إلى يوم وفاته وقد قارب المائة من عمره
حيا الله مولانا الجليل شيخنا العظيم أصفه عن قرب : بنطال عريض وجاكيت طويل وعمامة على الطربوش ، وله لحية وقورة ، وقورة جدا ، لاتخيف ولكن تجذب وتجعل الرقاب تنحني ، علم وأدب وتواضع وطلاقة لسان وحب الحاضرين يشيع بينهم .
كلفني يوم كنت طالبا عنده بفهرسة بحث القصاص من الفقه الإسلامي حيث سيضم إلى الموسوعة الفقهية الإسلامية الصادرة في الكويت ، ومن الفخر لي ولأمثالي أن يحمل حذاء عملاق الفقه الاسلامي بعد سهرة عامرة بما لذ وطاب في الرياض
حياه الله وأعزه ورحم عظامه في قبره ، فقد كان نعم الفقيه الملتزم المعتز بدينه وقرآنه ، مرحبا أبا أنس ، ورحمك المولى وحياك ربنا مدافعا عن دينه محاربا أعداء الله ، منطلقا من جامع سيدنا زكريا في حلب تهتف الله أكبر ويسقط أعداء الله ، وإلى كل محام إن لم تدرس كتاب المدخل الفقهي العام لم تعرف تراث أمتك .
رحمك الله أبا أنس ، كنت أحد الحماة الذين ذادوا عن دينهم ودافعوا عن سنة نبيهم عليه السلام ، وكنت نبراسا للعلماء الفقهاء في العصر الحديث ، قال العلامة القرضاوي ( علماء الشام الكبار أربعة : مصطفى السباعي ومصطفى الزرقا ومحمد المبارك ومعروف الدواليبي )
واختلف العملاقان في مؤتمر الفقه الإسلامي بدمشق في الستينات : الشيخ محمد أبو زهرة والشيخ مصطفى الزرقا في مسألة التأمين وانتصر كل منهما لرأيه فسئل شيخنا السباعي عن الخلاف فقال رحمه الله : أبو زهرة مكتبة فقهية ، والزرقا ملكة فقهية
رحمك الله أبا أنس فقيه أمة وقائد مظاهراتها ، وعمامتك تنير درب المجاهدين في حلب ،
حلب التي تباد اليوم وتحرق بطيران الحقد المجوسي الطائفي النصيري الروسي وأمة الإسلام نيام ، ياللعار ؟؟؟
في حلب كان الآلاف يمشون وراك وأنت تصرخ الله اكبر فوق كيد المعتدي .
أما العلمانيون أيام الجهاد فكانوا يهتفون :
إنما الدنيا شراب وطعام ونكاح
فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام ؟؟
الله أكبر ولاعز إلا بالاسلام
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 677