عبد اللطيف علي سلطاني
العالم، الداعية، المجاهد.
(1320- 1404ه = 1902- 1984 م)
من المجاهدين في سبيل الاستقلال والمحاربين للاستعمار الفرنسي إلى جانب جهاده في سبيل الدعوة الإسلامية، حيث مارس التأليف والتدريس والعمل الدعوي .. وقد كان له شرف المساهمة في إحياء اليقظة الإسلامية في الجزائر وتثبيت الروح الإسلامية للآلاف من أبناء الجزائر.
المولد والنشأة :
ولد بقرية القنطرة بولاية باتنة الجزائرية عام 1320ه / 1920م .
نشأ يتيماً ، وفتح عينيه على الاستعمار الفرنسي في الجزائر، الذي مارس كل أساليب المسخ والتشويه لهذه الأمة وعقيدتها، ورأى فرنسا تسمى بلاده الجزائر الفرنسية .
دراسته ومراحل تعليمه :
وكانت بدايته التوجه نحو تعلم العلوم الشرعية، حفظ القرآن ، وعمره ثماني عسرة سنة، فتعلم العربية هناك، وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس، فدرس هناك في سنة 1348 هـ ،وله ذكريات وآراء في علمائها، وبيان لأحابيل بورقيبة في إبعاد الإسلاميين ممثلين بالزعيم الإسلامي عبد العزيز الثعالبي.
وبعد رجوعه إلى الجزائر
انضم إلى الحركة الإصلاحية التي مثلتها "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" فآزر مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس،، وتقرب من الشيخ عبد الحميد بن باديس ، وعينته جمعية العلماء المسلمين مدرساً بالمعهد الباديسي بقسنطينة، ومن بعده لازم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على قدر جهده آنذاك.
وبقي في قسنطينة زمناً طويلاً يلقي الدروس في المساجد، ويعظ الناس، ويجيب على أسئلتهم الفقهية الكثيرة. ونظراً لاحتكاكه الكبير بالناس، ولكثرة ممارسته للفقه المالكي صار مرجعاً لأئمة المساجد ولعامة الناس على السواء ..
وجاهد الاستعمار الفرنسي بقلمه ولسانه .
وبعد أن نالت الجزائر استقلالها المادي عن فرنسا تعاطى الوعظ والارشاد في المساجد، وحاول مع مجموعة من إخوانه مثل : مالك بن نبي ، وأحمد سحنون، وعباسي مدني، أن يقفوا في وجه الخطر بعد أن كشفت الحكومة الأولى عن وجهها الاشتراكي فأسسوا بعد جهاد مرير ) جمعية القيم الإسلامية على شرط أن تكون خيرية .
يقول في هذا الشأن : قد يخطر على البال سؤال يوجه إلى العلماء وهو : لماذا أنتم ساكتون عن هذا الهذيان ، أو الأباطيل من هؤلاء المحمومين ؟
وما لكم لا تردون عليهم بهتانهم ، وتقنعونهم إن كانوا يريدون الاقتناع بأن آراءهم خاطئة وأفكارهم مسمومة بسمّ الإلحاد والملاحدة والاستعمار والمستعمرين وكل هؤلاء خصوم وأعداء للإسلام والمسلمين، يعملون بكل طاقاتهم على محو الإسلام وآثاره من هذه الأرض ؟
نجيب بأن العلماء على علم من لهذا وأمثاله ، غير أنه لم يسمح لهم بنشر الردود على افتراءات المفترين وكم من ردّ أرسلوه للصحف لينشر فأهمل ..)) .
ثم ذكر ظروف تأسيس تلك الجمعية وما سمح لهم به، وكيف أنهم أرسلوا ببرقية التماس لجمال عبد الناصر ليتدخل من أجل تخفيف حكم الإعدام عن سيد قطب فكانت النتيجة حل الجمعية والمجلة أيضاً من أجل تلك البرقية !!
قال : وهذا هو النظام الاشتراكي في كل بلد، فإنه لا يسمح بتأسيس أية هيئة أو تشكيلة كيفما كانت إلا إذا كانت تخدم مبادئه وتحمد أفعاله وتؤيدها )) .
وفي الوقت الذي طفت فيه موجة الاشتراكية والإلحاد، وانحسار المدّ الإسلامي ..وقف الشيخ في وجه التيارات المنحرفة بكل شجاعة .
الاعتقال :
وعندما بدأت الاعتقالات عام 1982م ، اعتقل مع بعض الدعاة : الشيخ أحمد سحنون، وعباسي مدني ، وتوالى عليه التعذيب ، وهو شيخ كبير لأكثر من أسبوعين وكانت آثاره ظاهرة ثم لكبر سنه أحيل إلى الإقامة الجبرية ..
وفاته :
وبقي يشكو من آثار التعذيب حتى توفاه الله يوم الخميس 10 رجب 1404ه/ 12 رجب إبريل 1984م .
ووفد أبناء الجزائر من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في تشييع جنازته وكانوا ما يقارب ثلاثة أرباع المليون شخصاً ...
من مؤلفاته المطبوعة:
1- المزدكية هي أصل الاشتراكية - الدار البيضاء: دار الكتب، 1394 هـ، (ودخل الجزانر سنة 1399 هـ).
2- سهام الإسلام - الجزائر: الشركة الوطنية للنشر، 1400 هـ.
3- في سبيل العقيدة الإسلامية - الجزائر: دار البعث، 1402 هـ (1).
مصادر الترجمة :
تتمة الأعلام : 1/ 320 .
المجتمع : ع 669 ( 30/ 7/ 1404ه ) – ص 18 .
-ع 715 / 39 .
-ذيل الأعلام : أحمد علاونة – ص 129 .
وسوم: العدد 678