عبد المجيد عبد الرحيم الطرابلسي: وزير الأوقاف في سورية
(1926م ـ 1996م)
تمهيد :
كانت حمص واسطة العقد في العمل الإسلامي والدعوي والخيري، فهي بلد المؤسس الإمام مصطفى السباعي -رحمه الله - الذي وجد فيها تربة إيمانية خصبة ،وكان يعمل في مطلع شبابه في الرابطة الدينية هناك ، هذه المدينة التي لعبت دوراً مفصلياً في الثورة السورية عام 2011م ، فكانت بحق عاصمة الثورة .
قدمت هذه المدينة سابقاً ولاحقاً فلذات أكبادها فداء للإسلام العظيم، وقرباناً لدعوة الحق والحرية ، فهي بلد ترعرع فيها مصطفى السباعي، وعلّم نصوح السباعي ، وساهم في النهضة العلمية في مدارسها ومساجدها الداعية محمود جنيد، وممدوح جنيد، واعتلى منابرها الخطيب المصقع المفوه والمجاهد محمد علي مشعل، وكان منها فضيلة الشيخ وصفي المسدي، وفضيلة الدكتور محمد ياسر المسدي، كما تولى وزارة الأوقاف في سورية السيد الدكتور عبد المجيد الطرابلسي ..فمن هو ، وما هي أعماله ومنجزاته ومؤلفاته ...
المولد والنشأة :
الأستاذ الدكتور عبد المجيد عبد الرحيم الطرابلسي من مواليد محلة الحميدية في حمص في سورية عام 1926م ..نشأ في كنف أسرة عربية مسلمة محافظة تعود في أصولها إلى مدينة طرابلس في لبنان كما توحي نسبته رحمه الله تعالى .
دراسته :
درس في مدارس حمص، ونال منها الشهادة الابتدائية والاعدادية والثانوية، وكان مسؤولاً عن جميع لجانها الرياضية والثقافية والاجتماعية .
ثم تخرج من كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1949م
حصل على شهادة اختصاص من جامعة دمشق في الحقوق الخاصة عام 1950م
درس دبلوم الشريعة الإسلامية في قسم الدراسات العليا بجامعة القاهرة عام 1967م .
حصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الإسلامية بكراتشي بدرجة جيد جداً عام 1989م، وقدم أطروحة فيها بعنوان ( مع النفس المطمئنة ) .
حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة الدراسات الإسلامية في كراتشي بالباكستان بدرجة امتياز عام 1991م، وقدم أطروحته فيها بعنوان الإسلام دين التكافل والاستصلاح .
حصل على لقب أستاذ في المحاماة عام 1951- 1953م عن نقابة المحامين بدمشق، وانتسب إلى نقابة المحامين السوريين, درس دبلوم الشريعة الإسلامية في جامعة القاهرة .
أعماله والوظائف التي تقلدها :
درّس في ثانويات حمص الخاصة مواد الاجتماعيات واللغة العربية والعلوم منذ عام 1951م .
وعمل مديراً لثانوية المعهد العربي الإسلامي الخاصة بحمص مدة أربعة وعشرين عاماً اعتباراً من عام 1950م .
ترأس نقابة التعليم الخاص بحمص مدة عشر سنوات، وكان المتحدث باسمها لدى الجهات الرسمية .
درّس في كلية الشريعة بجامعة دمشق منذ عام 1988 / 1989م .
عمل عام 1975م رئيساً لبلدية حمص، وبقي فيها / 3 / سنوات تقريباً .
وكان عضواً في المجلس البلدي لبلدية حمص من عام 1954 - 1959م .
وكان عضواً في مجلس الأمة للجمهورية العربية المتحدة أيام الوحدة بين الاقليمين الشمالي والجنوبي في القاهرة ، وكان أميناً عاماً للجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس المذكور حتى عام 1961م .
وصار عضواً في مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني والدور التشريعي الرابع ، في سورية .
وكان عضواً في لجنتي الشؤون العربية والخارجية والتوجيه والإرشاد .
انتخب عضواً في الاتحاد القومي ورئيساً للقسم الرابع منه ( الحميدية وتوابعها بحمص )، ونائباً لرئيس اللجنة المركزية للاتحاد القومي في محافظة حمص حتى عام 1961م .
وانتخب عضواً في لجنة وضع الدستور الدائم .
كما انتخب عضواً في الكتلة الآسيوية الافريقية في القاهرة من عام 1960–1961.
جهاده الدعوي والحركي :
عمل في الحقل الاجتماعي مدة طويلة، فساهم في تأسيس وتنظيم الكثير من الجمعيات الخيرية وفي مقدمتها جمعية البر والخدمات الاجتماعية، وترأس جميع مؤتمرات جمعية البر والخدمات الاجتماعية بحمص وفروعها في المحافظات السورية وساهم في صياغة القرارات فيها .
وأسهم في الجمعية الخيرية الإسلامية، وجمعية التربية الإسلامية ، والهلال الأحمر العربي السوري، وكان له دور في تأسيس جمعية العلماء ..وغيرها .
كما أسس مع زملائه نادي التضامن الرياضي ، وكان من لاعبي كرة الطائرة ورفع الأثقال والملاكمة والحركات السويدية .
وكان له دور بارز في نشوء الحركة الإسلامية المعاصرة في سورية حيث كان عضواً بارزاً في جماعة الإخوان المسلمين، تولى إدارة المعهد العربي الإسلامي بحمص ، وهو من مؤسسات الجماعة، ثم صار أحد رموز اﻻنشقاق الذي قاده نجيب جويفل في مطلع الخمسينات وبالتحديد عام 1954م ، فكان على رأس المشاغبين ، وقادهم كما أخبرني الشاعر الراحل محمد منلا غزيل بأنه رآه يحرض على التمرد والانشقاق في حمص وحوله مجموعة من الفتيان الصغار .
أوقف في سجون حمص والمزة / 3 / سنوات بتهمة نشاطه الوحدوي، ثم أطلق سراحه دون تحقيق .
عمل أميناً عاماً في لجنة التبرعات للجيش السوري في حمص ، ولجنة إغاثة وإنقاذ المنكوبين ولجنة مساعدة الجزائر ، ومسؤولاً عن التوعية الشعبية أيام حرب تشرين عين وزيراً للأوقاف في الجمهورية العربية السورية عام 1987م ، وكان في عمله نزيهاً أصدر القوانين لتحمي الوقف وممتلكاته ، فمنع البيع والاسترداد واستعاد بعض الأوقاف المنهوبة من بقية الوزارات .
ونظم رحلات الحج ، وترأس بعثات الحج منذ عام 1989م ، وكان قد أدى فريضة الحج لأول مرة عام 1954م .
مؤلفاته :
- له العديد من المؤلفات, تزيد عن /40/ كتاباً , في علم الاجتماع, والخدمات الاجتماعية والبر في الإسلام والشريعة الإسلامية , منها :
1- انتصار الإسلام في بدر .
2- التكافل الاجتماعي في الإسلام .
3- التربية الحديثة .
4- مفهوم الأمر والنهي عند الغزالي .
5- المناهج العلمية في جمعية البر والخدمات الاجتماعية .
6- الخدمة الاجتماعية : أصولها ، ثورتها ، مفاهيمها .
7- البر في الإسلام .
8- وغيرها.
وفاته :
توفي في حزيران عام 1996م..
المراجع :
1– الإسلام دين التكافل والاستصلاح (رسالة دكتوراه ) : الغلاف الأخير .
2-مجلة نهج الإسلام التي كانت تصدرها وزارة الأوقاف السورية وكان الوزير الطرابلسي يرأس تحريرها . .ويديرها هيثم جلول .
وسوم: العدد 682