العلامة الإمام الشيخ : عبد الله سراج الدين رحمه الله
من أعلام حلب ..
إذا ذكر العلم أشارت الأيدي إليه ...
وإذا ذكر الصلاح والتقوى ظهرت لك في سماء حلب كلمة تنادي ( هاؤم اقرءوا كتابيه )
أنت تسأل ربك في كل صلاة ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم )
الشيخ عبد الله سراج الدين ولا أزكيه على الله هو من الذين أنعم الله عليهم ...
طالب الخسروية ، حافظ القرآن الكريم ،
افتتح المدرسة الشعبانية بحلب سنة ١٩٦٠
زرته مرة ، بل ومرات فشعرت كأني في رياض الجنة أقطف من ثمارها ، وأشرب من سلسبيلها ، شعرت في نفسي كأني مع واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابة الكرام ....
أنوار تتلألأ وتواضع جم ، وعلم ينفع به ، فقيه محدث ، عالم عامل ، مفسر مجتهد ، رحمه المولى ..
صهره محدث حلب العلامة الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله ، كان مدرسا في مدينة الباب كنت أكرمه فهو خيار من خيار ،
ولما نقلت إلى حلب كنت أزور الصهر وأكرمه بلبن الباب ودبس بندورتها قواه الله .
والده الشيخ محمد نجيب سراج رحمه الله كل من لم يره في قلبه حسرة لأنه لم ير وليا من أولياء الله يمشي على الأرض ، وخسارة كبيرة أني لم أتعرف عليه فقد كنت صغيرا جدا .
أكرمني المولى بزيارة ولده الشيخ عبد الله المدرس في جامع باب الحديد بحلب ، المدفون في المدرسة التي كان يدرس بها ( الشعبانية ) في إحدى الغرف ، غرفة وقف دفن الموتى رحمه الله
لما سمع رحمه الله وهو البعيد عن السياسة وأوحالها ، سمع أن العبد الخاسر سيشنق بعض دعاة الإسلام وفي مقدمتهم الفقيه القانوني عبد القادر عودة ، ومحمد فرغلي وإخوته ذهب الشيخ عبد الله إلى القاهرة مع وفد العلماء الشيخ محمد النبهان والشيخ محمد الحامد شيخ حماة لعلهم يقنعوا طاغية مصر أن لا يرتكب جريمته ، قال الشقي : شنقوا البارحة ولم يرغبوا بمقابلة العبد الخاسر ، وعادوا رحمهم المولى .
لما بدأت أحداث عام ١٩٨٠ وجد الشيخ رحمه الله الخطر محققا يوجب الخروج من البلاد ، فهاجر إلى المدينة المنورة ، وطالت مدته ، وسكن على طريق قباء ، زاره الوزير السعودي أحمد زكي يماني في بيته مع الشيخ عمر ملاحفجي رحمه الله ، ومنحه أقامة سعودية سميت ب ( إقامة التعبد ) ، لكن الشيخ رحمه المولى عاد إلى بلده بعد فترة زمنية ، وعاد إلى التدريس في الجامع الأموي بحلب ، وفي جامع بنقوسا .
كان رحمه الله ينهج منهج العزلة ، ولا يخالط الناس إلا بمقدار مايؤدي عمله لخدمة العلم والدين ، لكنه كان يعنى بما يجري من أمور للمسلمين في البلاد ، وفي البلاد الإسلامية فيصرح بإنكار المنكر ، وانصرف لتأليف الكتب ، وترك كتبا أثرى بها المكتبات الإسلامية منها :
١/ سيدنا محمد رسول الله
٢/ التقرب إلى الله.
٣/ الدعاء
٤/ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
٥/ الصلاة في الإسلام
٦/ تلاوة القرآن المجيد ......
وكتب التفاسير الكثيرة .
وهنيئا هنيئا لمن وجد محلا له ليسمع درس الشيخ في باب الحديد ، وجامع الحموي وجامع بنقوسا والجامع الأموي بحلب وجامع سليمان رحمه المولى .
يوم وفاة الشيخ عبد الله سراح الدين رحمه الله ٢٠٠٢/٣/٤ توقف سير المركبات في حلب وانقطع السير حزنا على وفاة ولي من أولياء الله في الأرض .
رحم الله شيخ الإسلام ، الورع الرباني ، العالم العامل ، المحدث الحافظ ، الفقيه المحقق ، المفسر المجتهد ، وأسكنه المولى فسيح الجنان
( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ٦٩ ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ٧٠ ) النساء
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 691