فضيلة الشيخ الداعية عبد الله النوري

(1323–1401هـ) / (1905-1981م )

clip_image002_35329.jpg

مقدمة

أسرة النوري من الأسر الحديثة التي سكنت الكويت، وقدمت من الموصل شمال العراق عن طريق الزبير، وساهمت برجالتها في خدمة الكويت على جميع الأصعدة.

نسب عائلة النوري

بالنسبة إلى أصل ونسب النوري أرجو الرجوع إلى ديوان شعر العلاّمة المرحوم الشيخ عبد الله النوري والمطبوع بمكتبة وهبة في القاهرة ويتضح في ترجمة المؤلف التي كنبها شقيق العلاّمة المذكور وهو عبد الملك النوري والتي يتبين منها بشكل لا لبس فيه أصل آل النوري كما شرح المترجم في الصفحات(5,6و7)أنها: من عبدة وهي فرع من شمر القحطانية وأن المرحوم الشيخ عبد الله النوري ترك الدراسة في دار المعلمين ببغداد راغباً عنها إلى الكويت في عام 1920م حيث عمل أول ما عمل فيه في التعليم. وأسرة النوري أسرة علم وفضل عرف أهل الكويت لها مكانتها وقدرها منذ قدومها إلى الكويت ، وأضافت للكويت لاسيما الجانب العلمي إضافة كبيرة ،

الشيخ محمد النوري :

هو العالم العامل الفقيه الزاهد الشيخ محمد النوري، ولد في يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 1868م الموافق 14 رمضان 1285 هـ، وهو علامة هاجر إلى الكويت واستوطنها بناء على دعوة من المواطنين الكويتيين للاستفادة من علمه، فقد لمع في مجالات العلم والأدب والموعظة الحسنة،

في سنة 1900 م رحل الشيخ بأسرته من الموصل، وتنقل بين بعض المدن حتى استقر بين الزبير وسوق الشيوخ في جنوب العراق والتي تولى فيها القضاء ,

أرسل ابنه الشيخ عبد الله إلى الكويت سنة 1923 م ، والتقى بوجهاء الكويت وعلمائها ، وعّرفهم بفضل وعلم أبيه الذي نّوه بفضله وجهاء وعلماء البصرة والزبير . قدم الشيخ محمد النوري بأسرته الكويت سنة 1923 م ، وتولى الإمامة في مسجد الخالد ، ودرس مع ابنه الشيخ عبد الله في المدرسة المباركية .

وكان الشيخ محمد النوري صاحب علم واسع ، وله العديد من الكتب والمنظومات والمراسلات .

توفي في الكويت سنة 1927 م .

حيث في يوم الجمعة 18 مارس 1927م الموافق 14 رمضان 1345 هـ كان الشيخ يؤم المصلين في صلاة العشاء وتلاها بأول ركعتين من التراويح ثم قال لإبنه الشيخ عبد الله أن يتقدم للإمامة لأنه أحس بتعب شديد فذهب مع اثنين من الجماعة ليرتاح فعندما وصل إلى البيت أحس بأنه حاجة للاستفراغ لكنه لم يستفرغ وذهبت روحه للمولى عز وجل.

الشيخ عبد الله النوري :

شيخ جليل نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين ، إنه الشيخ عبد الله محمد النوري الذي قلما يجود الزمان بمثل همته العالية ، حيث كان مدرساً ومربياً ، إماماً خطيباً ، أديباً وشاعراً ومحامياً ومرشداً .

 الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد النوري، ولد في مدينة الزبير في العراق فجر يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول سنة 1323 هـ الموافق 17 مايو 1905، تتلمذ على يد والده الشيخ  محمد النوري وكان الشيخ رجلاً تقياً ورعاً محبوباً بين أهل الكويت لا يعرف شيئاً اسمه الفراغ وكان مرجعاً دينياً موثوقاً في الدولة، إذ يرجع له أهل الكويت في مسائلهم الدينية. وكان شاعراً ومؤلفاً وأديباً محترماً وساهم في تطور التعليم في الكويت.

نشأة الشيخ عبد الله النوري

تربى الشيخ عبد الله في بداية حياته على يد جدته، وكانت تحبه حباً جما لأنها لم ترزق بولد طوال حياتها إلا بالشيخ عبد الله فكان أول ذكر في ذريتها.

 علمه والده القراءة والكتابة منذ صغره فختم القرآن وهو في الثامنة من عمره واحتفل به والده لختمه القرآن لأنه كان في زمانه لختم القرآن مرحله مهمه في حياة المسلم فاستقبل والده الأقارب والأصحاب للتهنئة.

 وكان أستاذ الشيخ عبد الله النوري هو الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان وكان الشيخ النوري دائماً يذكره (الشيخ عبد الله الخلف) بالخير إذ كان ورع وتقي ومتواضع.

وقد عمل الشيخ عبد الله النوري بعدة أعمال فاشتغل في التدريس والتعليم، ثم انتقل إلى التجارة، وسافر على أثرها إلى الهند وسيلان وغيرهما أسوة بما كان يفعله الكويتيون آنذاك، لكن التجارة لم تكن طريقه الصاعد، فتركها والتحق مدرساً في المدرسة المباركية وكان يساعد تلاميذه الفقراء، ويجمع لهم من المعلمين ما يسد حاجتهم .

ثم انتقل للتدريس في المدرسة الأحمدية وخلال تلك الفترة أخذ يقرأ كتب الفقه الحنبلي والنحو على يد والده الذي توفاه الله في سنة 1927، ولازم بعدها الشيخ عبد الله الخلف الدحيان، فاستفاد منه الشيء الكثير ودرس على يديه الفقه الحنبلي.

وفي أوائل عام 1926 عين كاتباً في المحكمة ، ثم أخذ يتدرج حتى أصبح رئيساً للكتاب ثم أختاره رئيسها الشيخ عبد الله الجابر سكرتيراً خاصاً له .

وقد أسندت له وهو في المحكمة مهمة التدريس بالمعهد الديني في بداية إنشائه فظل يؤديها ثلاث سنوات كما عين مفتشاً ومرشداً عاما لائمة المساجد لمدة سنة كما شارك فترة في إدارة إذاعة الكويت عند تأسيسها وفي عام 1955 استقال من عمله بالمحاكم، وأحيل إلى التقاعد حيث تفرغ للعمل بالمحاماة.

وقام الشيخ عبد الله النوري والذي يسكن في منطقة القادسية بإمامة مسجد العثمان في قطعة 3 فترة من الزمن .

وفي عام 1964م رشح عضواً في لجنة الفتوى وقام بتأليف كتب كثيرة في الدعوة والإرشاد ومحاربة العقائد الفاسدة

وكان يميزه دماثة الخلق وحسن الحديث والدعابة، والمرح في مجالسه الخاصة وعرف عنه سعة الصدر و«طول البال» وبشاشة الوجه إذ كان نادراً ما يغضب.

ويمتاز بالوسطية والاعتدال يستمع للآخرين، ويلتزم تعاليم الدين السمحة .

وقد ترك إرثاً ضخماً من المؤلفات في مختلف الموضوعات والخطب والمواعظ والتفسير والفتاوى بل إن اهتمامه لم يكن في مجال الفقه، حيث يدرس الفقه الحنبلي بل إن سعة أفقه جعلته من عشاق الكتابة عن الرحلات والأسفار والشعر كما التراث والتاريخ الشعبي، حيث كان معارفه يعودون اليه في توثيق الكثير من الحوادث والقضايا.

أما حياته الخاصة فهي سجل من التواضع فقد كان يشارك الخدم الطعام ويركب الوانيت مع سائقه فواز عبد الرحمن ، وكان أبناؤه يعترضون بأن لديك خيراً وتستطيع أن تركب أحسن السيارات، إلا أنه لم يترك عادته فقد كان فواز -فلسطيني الجنسية من طول كرم- سائقه وطباع كتبه ومراسلاته أي سكرتيره الخاص وقد أسكنه في بيوت حولي القديمة وحين توفي الشيخ بكى عليه بكاءً مراً وقال وجدت منه حناناً وحباً لم أجده من والدي.

وعمل فواز سكرتيراً في جمعية النوري الخيرية حتى الغزو العراقي غادر إلى الأردن وبعدها توفي بنفس مرض الشيخ!!

وكان الشيخ عبد الله النوري بعد صلاة العصر يعطي كل يوم درساً في تفسير القرآن في المسجد، وفي المساء يستقبل في بيته في القادسية الناس بعد صلاة العشاء لحل مشكلاتهم وأحياناً يقوم بالإصلاح بين المطلقين ويعقد قران « يملج لهم » لبعض العائلات.

وكان بيته الكبير يضج بالحياة وفيه موائد دائمة تقوم بها بناته للفقراء والضيوف، ومن يدخل الإسلام من النصارى الذين يواجهون تجريما من عائلاتهم ويتعرضون للتهديد كان الشيخ عبد الله النوري يؤويهم عنده.

هذا الشيخ الجليل فهم الإسلام على أنه نظام شامل يتناول كل مناحي الحياة :

علم وقضاء وطن وقوة، ثقافة وفنون، وعقيدة وعبادة..

سار على نهج السلف الصالح فكان رحمة الله عليه من أعلام الهدى في الكويت، ونجمة مضيئة في سماء هذا الوطن الذي كان خير سفير له في مجال الأعمال الخيرية، خارج الكويت ولثقة الكويتيين بشخصه النبيل كانوا يتسابقون لإعطائه التبرعات التي يوزعها ويرسلها للمسلمين في الداخل والخارج ولم يتوقف عن ذلك حتى طرحه المرض.

أولاد الشيخ عبد الله النوري

1- عبد الخالق 2- عبد الباقي 3- نوري 4- حامد 5- أحمد 6- محمد 7- أنور 8- منير 9- مناور 10- فاطمه 11- دوله 12- خولة 13 سهيلة

أعماله

تولّى لأول مرّة إمامة المصلین في منتصف شهر رمضان من عام 1340 خلفاً لوالده في صلاة التراويح وبما أنعم الله علیه من صدق الإيمان منذ نشأته، كان خطیباً مفوّهاً.

 فعمل لسنوات طويلة في إمامة كثیر من مساجد الكويت متفرّغاً وغیر متفرّغ. فكان إماماً لمسجد "الخالد" ومسجد "دسمان" مدة طويلة ثم في مسجد بن بحر، ومسجد القادسیة لعدة سنوات، والذي أسسّته السیدة المرحومة والدة عبد الله العثمان، فكان يصلي فیه الفروض، ويلقي العظات.

إحسانه إلى فقراء المسلمین في العالم:

كان الشیخ عبد الله النوري مهتماً بأمور المسلمین في الكويت والخارج، فقام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنین لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمین، وفي عام 1970 م ترك وظائفه الحكومیة، وبدأ يتجول في كثیر من البلاد الإسلامیة والبلاد التي فيها أقلیات مسلمة ومنها :

أندونیسیا:

 في عام 1977 سافر إلى أندونیسیا للمرّة الثانیة حاملاً معه 117000 مائة وسبعة عشر ألفاً من الدولارات لتوزيعها على المدارس والمستشفیات هناك بالتعاون مع جمعیة إسلامیة معتمدة.

الهند:

في أبريل 1978 م سافر إلى مدينة دلهي عاصمة الهند ولمس هناك نقص الدّعم الماديّ للمنظمات الإسلامیّة فتبرّع لها بما تیسّر له من المال ثم رجع إليها في السنة نفسها حاملا معه 180,000 مائة وثمانین ألف دولار أمريكي تمّ توزيعها على مدارس وجمعیات إسلامیة بالهند .

أسترالیا:

عند سفره إلى أسترالیا التقى ھناك بمسؤلي الاتحاد الإسلامي الذين طرحوا علیه فكرة إنشاء مدرسة إسلامیة بمدينة سدني في أسترالیا وقد لاقت ھذه الفكرة لديه استحساناً فقام بجمع التبرَعات اللازمة لهذا المشروع ثم سافر إليها مرّة ثانیة حاملاً معه 600,000 ستمائة ألف دولار أسترالي اشترى بها داراً لتكون مقرّاً للمدرسة الإسلامیة

 وتوفّي الشیخ عبد الله النوري دون أن يكتمل هذا المشروع ولكن رجال الخیر الذين سلكوا مسلك الشیخ، ونهجوا منهجه في جمعیة الشیخ عبد الله النوري الخیريّة تابعوا هذا المشروع الخیري إلى أن تمّ إنشاء مدرسة النوري في مدينة سدني تخلیداً لذكراه وتحقیقاً لرغبته، وقد أصبحت فیما بعد مدرسة نموذجیة يؤمها أولاد المسلمین في أسترالیا وقد تمَّ افتتاحها في عام 1989 م بجهود أھل الخیر وجهود أبناء الشیخ عبد الله النوري.

داعیة ومرشدا :

اتجه بكل ما أعطاه الله من جهد ومال وفطنة إلى الدّعوة إلى الدين فكان داعیة ومرشدا يتخذه الناس مرجعا، لأنه علم أن الدين النصیحة، ولم يشغله شاغل عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

الإذاعة

توّلى في عام 1953 م إدارة إذاعة الكويت فأدخل عليها برامج متنوعة منها برنامج "الدين النصیحة" وبرامج صحیِّة كان يُعدّها ويُقدّمها بنفسه وبرامج للأطفال يغرس فيهم مبادئ الدين القويم.

التلفزيون :

تولّى إعداد وتنفیذ حلقات تلفزيونیة أسبوعیة كل خمیس على شكل سؤال وجواب كانت ولادة لبرنامج عظیم تحت عنوان "مع الدين" الذي اكتسب شعبیّة واسعة داخل الكويت وخارجها.

مكتبته :

وكان الشيخ محباً للكتب فقد جمع منها الكثير النافع .

ومن أقواله:

كتبي ھم أصحابي الذين لا يملّون ولا يكرھون ولا يكذبون.

وقال: خیر ھدية يهديها لي صديق: هي كتاب.

 وقد ترك مكتبة عامرة بكتب الفقه والحديث وعلوم الدين والدنیا، فضمت ما يزيد على سبعة آلاف كتاب ينتفع بها الآن الكثیرون من طلاب العلم.

شهادة من عايشوه :

روى العم يوسف الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامیة الأسبق ورئیس الهيئة الخیرّية الإسلامیة العالَمیّة عنه فقال :

بدأت معرفتي به بالتتلمذ على يديه بمدرسة المّلا عبد اللطیف العثمان وأولاده حیث كان يدرِّس اللغة الإنجلیزية في عام 1936م, وقال: زرته ذات يوم وهو في المستشفى قبل وفاته بوقت قصیر فذكر لي أنّ أمانة قيمتها  200 ألف دولار مدوّنة في دفتر بأسماء المتبرعین بها لعمل الخیر، وطلب مني توضیح ذلك للورثة، وبعد تأسیس جمعیة الشیخ عبد الله النوري قمت أنا والأخ نادر عبد العزيز النوري برحلة إلى أفريقیا وأخرى إلى آسیا وتمَّ توزيع هذه الأمانة المذكورة هناك .

وقال عنه الشیخ بدر متولّي عبد الباسط، في لقاء أجرته مجلة مرآة الأمة مع فضیلة الشیخ بدر متولّي عبد الباسط رئیس الموسوعة الفقهية ورئیس لجنة الفتوى 1981 م معرفتي بالمرحوم الشیخ عبد الله النوري تمتد إلى سنوات خلت، عرفته داعیة للإسلام بماله وبمقاله، وكان يقول كلمة الحق وكان مرجعاً فقهياً في أمور الدين والدنیا.

أعمال أخرى

كان مدرساً في مدرسة العجيري في حي القبله وكان مدرساً أيضاً في مدرسة المباركيه ثم انتقل ودرس في مدرسة الأحمديه إثر اختلاف ما حدث بينه وبين مدير مدرسة المباركيه.

ولم يكن الشيخ قد أكمل العشرين من عمره ومن تلاميده من هو أكبر منه.

عمل في القضاء:

فكان مساعد رئيس المحاكم، وكان رئيس المحاكم في ذلك الوقت هو الشيخ عبد الله الجابر

عمل في الأوقاف

عمل مديراً للإذاعه:

وقد أدخل برامج جديده على الإذاعه تناسب الوقت منها "الدين نصيحه" وبرنامج "طبيبك معك" وبرنامج "أطفال" وبرامج أخرى وكان يتولى هذه البرامج بنفسه.

أعمال أخرى

التدريس

إمامة مسجد اليعقوب "الخالد" ومسجد دسمان

عمل في المحاكم وكان الشيخ محامياً

عمل في الأوقاف

في المعهد الديني ومراقبات أعمال أخرى

التلفزيون

في العام 1964 اقترح عليه وزير الإرشاد والأنباء سعادة الشيخ جابر العلي الصباح أن يقوم بتقديم أول حديث له مع المشاهدين عبر التلفزيون أسبوعيا، فكان اتصاله وثيقاً بالجمهور حيث كانت تصله العشرات من الرسائل يومياً من الكويت والبحرين وقطر وجنوب العراق.

وقد قدم الشيخ العديد من البرامج الدينية في التلفزيون وكان لها شعبيه عند المشاهدين والمستمعين وأبرز هذه البرامج هو برنامج الإفتاء فكان الشيخ يجاوب على أسئلة الناس الدينية وكان اسم هذا البرنامج "مع الدين"

لجنة الفتوى

ففي سنة 1965 تشكلت لجنة للفتوى من وزارة الأوقاف وكان الشيخ عضواً فيها. وفي ثاني تشكيل لهذه اللجنة صار الشيخ يرأسها.

وفاته :

أحس الشيخ عبد الله النوري وهو في أستراليا في نوفمبر 1980م أثناء الإِشراف على مدرسته بآلام في جسده كانت أشبه بدبيب النمل، وعاد إلى الكويت ليرقد في مستشفى الصدري وشخص المرض أنه سرطان في الكلى لم يمهله أكثر من أسبوعين. وحين زاره السيد يوسف جاسم الحجي وكذلك ابن شقيقه نادر عبد العزيز النوري في المستشفى وهو على فراش الموت أبلغهما بإلحاح أن هناك دفتراً فيه أمانات للعمل الخيري وهذه المبالغ التي كانت فيما تعد نواة لجمعية خيرية تحمل اسمه «جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية»، سعى بإنشائها أبناؤه مع مجموعه من محبيه وتلامذته. كما افتتحت مدرسة نموذجية بأستراليا بمدينة سيدني باسم »مدرسة النوري» وقد أوصى قبل وفاته بالتبرع إلى مكتبة الزبير وفاء لمسقط رأسه بمجموعة من الكتب القيمة وبعضها من مؤلفاته.

وفي يوم السبت 11 ربيع الأول سنة 1401 هــ الوافق 17 يناير 1981م فقدت الكويت المرحوم الشيخ عبد الله النوري طيب الله ثراه وشيع جثمانه يوم الأحد ولم يمنع وابل المطر في ذلك اليوم جموع المشيعين تعبيراً لحبهم وتقديرهم له يتقدّمهم الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (والذي كان وليا للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء آنذاك).

كما توافدت جموع المعزين في ديوان المرحوم بمنطقة القادسية يتقدمهم صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، كما شارك في تقديم العزاء ممثلين للعديد من حكومات الدول الإسلامية تعبيراً عن امتنانهم وتقديرهم لما قام به المرحوم الشيخ عبد الله النوري.

 والشيخ عبد الله النوري كان عالم من علماء الكويت الذين أضاؤوا الطريق لمن جاؤوا بعدھم قولاً وعملاً، فكان ولم يزل قدوة حسنة في العالم العربي وخارج حدود العرب.

 وأصبح الشیخ عبد الله النوري بما قدمه من إحسان حیاً في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس.

ويذكر الناس الشيخ عبد الله النوري رحمه الله، بأنه يجيب عن أسئلة الناس بقدر عقولهم، متميزاً بهدوئه وابتسامته المحببة! لم يكن يوماً مزمجراً، ولا مهدداً بالويل والثبور، وعظائم الأمور! ولم يهدد المشاهدين بالنار، والسعير، وعذابات القبور! ولم ولم يجد غضاضة، أو تقليلاً من شأنه، عندما يجيب عن بعض الأسئلة بإجابة «لا أعرف»...

وبعد كل هذه السنوات مازالت الناس تذكر صورته وكلماته وابتسامته!

هذه مسيرة عطرة لشيخ جليل واليوم لا يفتقده فقط أهل القادسية التي كان يسكنها ويخطب في مسجدها مسجد أم «عبد الله العثمان» بل يفتقده كل أهل الكويت. رحمك الله يا شيخ عبد الله، وأسكنك فسيح جناتك

مؤلفات الشيخ عبد الله النوري

1-"الرشد"

2-"شهر في الحجاز"

3-"المنبر"

4-"ديوان من الكويت"

5-"قصة التعليم في الكويت"

6-"الأمثال الدارجه في الكويت"

7-"قطف الأزهار"

8-"البهائيه سراب"

9-"أحاديث"

10-" من غريب ما سألوني"

وله كتب أخرى نرجو من ورثته أن يبطعوها وأن يطبعوا أعماله الكاملة لكي يستفيد منها الناس ولكي تبقى علماً ينتفع به بالإضافة إلى الصدقة الجارية والولد الصالح الذي يدعو له .

من أشعاره

كان الشيخ معروفاً بحبه للكتب فقد تغزل بالكتب في إحدى قصائده وقال:

بدا لي وجهها كالشمس من خلف غيمات

فما أحلى لقاها لو أمنا من رقابات

لها جديله حسن يفوق الحسن مرات

فَليلاي التي أعني كتابٌ ذو إفادات

وله أيضاً من الأشعار الوطنية التي كان يلقيها بين الحين والآخر وهو يحث الشباب على الجد والاجتهاد :

أيا ابن الكويت ويا من عليه الكويت تعلق آمالها

بسعيك واصـل لا وصالها     وخفـف بجـدك أثقالها

وسارع إلى لهفة شرفت     لتسعد للعرب أحوالها

الأماكن التي سميت باسمه

جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية

شارع الشيخ عبد الله النوري في منطقة العديليه قطعه 2

مدرسة الشيخ عبد الله النوري الابتدائية - بنين

مسجد الشيخ عبد الله النوري بمدينة جابر الأحمد قطعه ب(اضيفت عن طريق مؤذن المسجد أبو انس اليمني) .

متزوج وله عدة أولاد منهم :

الشيخ أنور عبد الله النوري :

clip_image004_39e39.jpg

ولد الشيخ أبو مناور عام 1940 ، وعاش في بيت بسيط وتأثر بشخصية والده الشيخ عبد الله النوري ، فاتجه إلى التعليم والتدريس مع أخيه الشيخ عبد الباقي النوري .

درس الطب في المملكة المتحدة، وتعرف على جاسم الخرافي هناك .

وأخذ شهادة العلوم وتخصص في الكيماء، وخشي الإطالة في كلية الطب .

وعينه خالد المسعود أول أمين عام لجامعة الكويت .

رئيس مجلس البنك الصناعي ثم صار وزيراً للتربية والتعليم عام 1986م ونجح نجاحاً كبيراً  .

شكل لجنة شعبية بعد الغزو العراقي للكويت لمساعدة أهل الكويت .

سافر إلى جنيف ثم إلى قبرص وتابع قضايا الكويت من هناك .

استدعاه الشيخ سعد العبد الله الصباح وزيراً للصحة ، وتصدى للمشاكل هناك .

عمل في شركة كلوبر .

وصار مديراً لبيت الاستثمار العالمي وكان دقيقاً له حكمة في لمّ الشمل .

أسعف إلى بريطانيا لإجراء عملية..

 وتوفي في عام 2013م رحمه الله رحمة واسعة .

وبعد :

وهكذا توالى الخير في تلك الأسرة المباركة وانتقل الإحسان من الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد ، وفعل الخير ما زال عامراً في دولة الكويت ، ولا يمكن لمسلم منصف أن ينسى ما تفعله الجمعية الخيرية الإسلامية ، وجميعة عبد الله النوري الخيرية ، ومن يستطيع أن ينسى جهود د. عبد الرحمن السميط ، أو العلامة جاسم المهلهل وجمعية الإصلاح الإسلامية ..

فبارك الله في زهرة الخليج وحيا الله أهل الخير والإحسان فيها .

ونرجو منهم ألا ينسوا إخوانهم المشردين في سورية ، فصنائع المعروف تقي من مصارع السوء .

وسوم: العدد 696