الشهيد محمد أيمن علوان
أن يبلغ الفتى مبلغ الرجال في قوة الإدراك، وصلابة العود، مع براءة القلب وطهارة النفس، فذلك ما تحلى به شهيدنا "محمد أيمن علوان" وتجلى في شخصيته، وهو لم يتجاوز ربيعه العشرين.
ولد الشهيد في (معرة النعمان)، وفي حلب ترعرع ونشأ، يستظل بسكينة بيوت الله، ويرتوي من عذب آياته، واضعاً نصب عينيه حديث المصطفى صلوات الله عليه "سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، شابٌ نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد..".
فكان ذلك الشاب، وكان هذا الرجل.. وهو الفتى ابن الثانية عشرة يرتاد مجالس العلم، لتصقل في نفسه معاني الفضيلة، ومفاهيم الحق والرجولة..
ولما بلغ السادسة عشرة من عمره التزم الصف الجهادي، وكم كان فرحاً بهذا الالتزام، وقد وفى بالعهد، وصدق البيعة.
وقبل أن يكمل عامه العشرين، كان أحد ثمانية من المجاهدين يتصدون لعصابات النظام في منطقة الصاخور بمدينة حلب.
ففي يوم الاثنين، الثامن عشر من شباط عام ثمانين، شهدت حلب ومنذ فجر ذلك اليوم، قوات السلطة المارقة بأعداد ضخمة بلغت /3000/ عنصر تشتبك مع قاعدة للمجاهدين، الذين تنبهوا في الوقت المناسب واحتلوا السطوح المجاورة، وخاضوا معركة ضارية لمدة تزيد على ست ساعات، استخدمت فيها السلطة مختلف الأسلحة.. وقد تكبدت مئة قتيل وأضعاف ذلك من الجرحى.. وقد كان الشهيد محمد أيمن علوان يحمي ظهر إخوانه، إلى أن روى بدمائه الزكية ثرى حلب الطهور، وهو يدافع معهم دفاع المستميت.
وقد أصدر المجاهدون في اليوم التالي بياناً نعوا فيه الإخوة الشهداء الثمانية..
ومما جاء فيه: إننا إذ نفخر بتقديم هذه القافلة الكريمة من الشهداء، نعاهد الله – عز وجل – ونعاهدك يا شعبنا البطل، ونعاهد أرواح شهدائنا أن نمضي على طريق الجهاد في سبيل الله، حتى نحرر أمتنا من تسلط أعدائها الخونة المارقين، ولن تزيدنا قوافل الشهداء إلا ثباتاً على الطريق، ولن تزيد ثورة شعبنا إلا اشتعالاً وتأججاً، وسيعلم هؤلاء الأعداء أن كل قطرة دم زكية تسير بنا قدماً إلى يوم النصر، وقد أصبح قريباً بإذن الله..
رحم الله شهيدنا البطل "محمد أيمن علوان" وإخوانه الشهداء.
وعهداً: إننا على دربهم سائرون..
وسوم: العدد 700