العالم الموسوعي طنطاوي جوهري والإمام حسن البنا
مقتطفات من: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
طنطاوي جوهري
حكيم الإسلام الشيخ "طنطاوي جوهري" ( 1870 - 1940م ) العالم الفيلسوف صاحب "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" ، من العلماء الموسوعيين الذين جمعوا بين علوم كثيرة يبدو بعضها متناقضا، فكان من علماء الأزهر، وصاحب منهج تفسيري في كتابه "الجواهر" حول العلاقة بين آيات القرآن والعلم، وكان من دعاة السلام العالمي، و من المناضلين الوطنيين ضد الاستعمار ومن المنضمين لغالبية الحركات والجمعيات الإسلامية التي نشأت في تلك الفترة من التاريخ، ووصفه الزعيم مصطفى كامل بأنه "حكيم الإسلام".
التعليم
أرسله والده إلى كتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، ولما أتم الحفظ ازداد ولعه بالعلم فالتحق بالأزهر ثم التحق بمدرسة دار العلوم عام 1889م وفيها تفتحت آفاقه على ثقافات أوسع، فقد هزته دراسات العلوم الطبيعية والفلك وغيرها من العلوم التي لم يكن يدرسها في الأزهر، ويقول عن ذلك: "كنت في هذه المدرسة أقرأ ما يروي ظمأ روحي" . عكف على تعلم اللغة الإنجليزية حيث أتقنها وترجم بعض كتبها.
العمل
اختير ضمن هيئة التدريس بالجامعة المصرية الأهلية ليلقي بها محاضرات في الفلسفة الإسلامية. في أكتوبر سنة 1917م دعي إلى القاهرة للتدريس بالمدرسة الخديوية ثانية . في عام 1919 -أثناء المظاهرات التي قامت ضد الإنجليز- قام البوليس بتفتيش مسكنه لما عرف من وطنيته، ولمقالاته التي كان ينشرها في جريدة "اللواء" عن الأمم المستعبدة والأمم المستضعفة ووسائل الإصلاح.
الجواهر والتفسير العلمي للقرآن والعلوم العصرية
سمى تفسيره "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" لأنه يجعل الجوهرة بدل الباب أو الفصل والجوهرة يتفرع عنها الماسة الأولى والماسة الثانية وهكذا. طريقته في تفسير القرآن أن يبدأ بالتفسير اللفظي للآيات التي يعرض لها ثم يتلوه بالشرح والإيضاح، أي أنه يشرح متوسعا في الفنون العصرية المتنوعة.
طنطاوي جوهري في عيون العلماء
أولى الباحثون الغربيون اهتماما كبيرا بطنطاوي جوهري وتحدثوا عن مؤلفاته وآثاره
علاقته بجماعة الإخوان المسلمين
التقى الشيخ "طنطاوي جوهري" مع حسن البنا الذي عرض عليه - لفضله - أن يكون مرشداً للإخوان إلا أن الشيخ بتواضعه رفض ذلك وبايع حسن البنا و قد اختير الشيخ طنطاوي ليكون ممثلاً عن إخوان القاهرة في مجلس شورى الإخوان، والذي عُقد في الفترة من 11 من ذي الحجة 1353 هـ الموافق 16 مارس 1935م حتى 13 من ذي الحجة 1353 هـ الموافق 18 مارس 1935م، وتولى رئاسة تحرير "صحيفة الإخوان المسلمين"، والتي صدر العدد الأول منها في 22 صفر 1352 هـ الموافق 15 يونيو1933م. قال له بعض العلماء: كيف تقبل وأنت العالم الجليل أن تكون تابعًا لمدرس أقل شأنًا منك (يقصدون الإمام حسن البنا)؟ فردَّ عليه بقوله: لو تعلمون عن هذا الشخص ما أعلم ما ملكتم إلا أن تبايعوه على نصرة الإسلام، ثم قال: "إن حسن البنا في نظري مزاج عجيب من التقوى والدهاء السياسي، إنه قلب عليّ وعقل معاوية، وإنه أضفى على دعوة اليقظة عنصر "الجندية"، ورد إلى الحركة الوطنية عنصر "الإسلامية" . وقال: "إنّ أهم ما يميّز الإمام البنا أن كل من عرفهم من الزعماء أحد رجلين: إما سياسي حظه من الإسلام قليل، أو زعيم ديني حظه من السياسة يسير... أما الإمام البنا فهو يجمع بين الأمرين، فهو فقيه ممتاز، وسياسي بارع". خُصِّص له في المركز العام للإخوان المسلمين درسٌ في تفسير القرآن الكريم، كان يفسر القرآن بالعلوم الحديثة، وهو لون لم يكن مألوفًا في ذلك الوقت، وكان الرجل بارعًا في التفسير وفي الإقناع؛ حيث كان على قدم راسخة في التفسير وفي العلوم الكونية معًا. ينسب إليه أنه كان أول من احتضن أول مجموعة من طلبة الجامعة وأرشدهم إلى طريق دعوة الإخوان المسلمين؛ ففي 1933م- وأثناء زيارة الإمام البنا للوجه البحري- قامت مجموعة من طلاب المدارس العليا بزيارة الشيخ طنطاوي جوهري.
وسوم: العدد 709