غابرييل غارثيا ماركيز في ذكرى رحيله
ولد غابرييل غارثيا ماركيز الذي كان يعرف باسم “غابو،” في مدينة اركاتاكاولد في 6 مارس 1927 شمال كولومبيا، ونشأ في عائلة تعددت توجهاتها السياسية بين التشدد والتحرر.
وعاش معظم حياته في المكسيك وأوربا ، عَمَلَ صحافياً ليتنقلً في بلدان العالم أهمها روما، وباريس حيث كان بلا مال ولم يتمكن من قراءة روايته "الاستسلام الثالث"، التي نشرتها صحيفة الاسبيكتادور عام 1960 لأنه لم يكن يملك خمسة سنتات ثمن الصحيفة
.
أبرز أعماله رواية «مائة عام من العزلة»، الرواية التي نال عنها «نوبل» للآداب (1982)، كذلك اشتهرت رواية «الحب في زمن الكوليرا» (1985) وروايته الصغيرة «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» (1961)،
ورواية «الجنرال في متاهته»، و «خريف البطريرك» (1975)، و «قصة موت معلن» (1981)، وقصصه القصيرة في كتاب اسمه «عن الحب وشياطين أخرى» (1994).
ورفض ماركيز عروضا سخية لتحويل رواياته إلى أفلام سينمائية، وقال:" أنا أفضل أن يتخيل قارئ كتابي الشخصيات كما يحلو له. أن يرسم ملامحها مثلما يريد ليحلق في مخيلته دون قيود. أما عندما يشاهد الرواية على الشاشة فإن الشخصيات ستصبح ذات أشكال محددة هي أشكال الممثلين وكما يود المخرج أن يصورهم، وهي ليست تلك الشخصيات التي يتخيلها المرء أثناء القراءة).
انتشر عالميّاً على نطاق واسع تجاوز الاسبانيّة لغته الأم، وأميركا اللاتينيّة مسرح شخصياته واحداثه. إنه الكاتب الكولومبي الذي قُرئت أعماله مغرباً ومشرقاً،
وقد ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات، من بينها العربية حيث تمت ترجمة 24 كتابا منها وماركيز أحد المدافعين الرئيسيين عن الواقعية السحرية، وهو أسلوب أدبي قال إنه أسلوب يجمع بين “الأسطورة والسحر وغيرها من الظواهر الخارقة للعادة”.
ومن المشهور عنه أنه كان، في كثير من الأعمال، يحاكي شخصيات حقيقية وبشكل تهكمي، وبعض أعماله كانت تتوقع صعود الدكتاتوريات في اميركا اللاتينية، في الحقيقة أن عمله ليس فقط إبداعياً أصيلاً وإنما يمثل أيضاً أكبر نقد لمجتمعه اللاتيني، وقالت الأكاديمية الملكية السويدية عند منحه جائزة نوبل في العام 1982 إن ماركيز يقودنا في رواياته وقصصه القصيرة إلى ذلك المكان الغريب الذي تلتقي فيه الأسطورة والواقع.
وعندما عرف أنه أصيب بالمرض الخبيث، السرطان، كتب وصية أشبه برسالة وداع نشرت على موقعه على الإنترنت كتبها من فراش مرضه أعلن فيها اعتزاله الحياة العامة، يقول فيها: “لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله، سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور، سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام ."
توفي ماركيز في منزله بالعاصمة المكسيكية مكسيكو في 17 نيسان 2014 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 87 عاماً . وقد عاش في المكسيك أكثر من 30 سنة .
وقد رثاه الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عبر تغريدة على تويتر قال فيها: “العظماء لا يموتون أبدا”.
وسوم: العدد 716