العالم الأزهري الدكتور عبد الحي الحسين الفرماوي

(1942- 2017 م)

clip_image002_64490.jpg

لقد قدّم الأزهر الشريف للأمة ملايين العلماء الربانيين، وتخرج فيه آلاف القادة السياسيين، وها هو اليوم يتعرض للتشويه ومحاولة الإقصاء والتهميش والإغلاق، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، يا طواغيت الزمان .

والحجة جاهزة دوماً مكافحة الإرهاب، ونسي أنصار العلمانية الحمقى أنهم قتلوا في ميدان رابعة /5000/ مسلم بريء مدني .بل نسي هؤلاء أن رموز ما يسمونه الإرهاب هم خريجو الجامعات (العلمانية) التي تفصل الدين عن السياسة والتعليم مثل : أسامة بن لادن الذي كان يحمل إجازة في الاقتصاد والتجارة، والدكتور أيمن الظواهري : الذي هو طبيب جراح، وسليمان أبو غيث : الذي يحمل شهادة في الأدب العربي، ...بل نستطيع أن نقول إن الأقل النادر من أولئك هم من حملة الشريعة، ونقف اليوم مع علم رباني من علماء الأزهر الشريف كان مثالاً للوسطية والاعتدال، لم يعرف في حياته سوى الكتاب التعليم والتدريس والخطابة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن قوات الانقلاب العسكري من جنود السيسي بقيت تطارده لسنوات بتهمة (الإرهاب)، بل بلغت الوقاحة عند تلك الأجهزة (الفرعونية)  أنها حاصرت جنازته، وأحاطت الشرطة بالمشيعين من كل جانب.

لقد رحل العالم المجاهد عبد الحي فرماوي، وروحه تعلن الطغاة، وتشكو إلى الله ظلم فرعون مصر والجبابرة، وقياماً بواجب الأمانة أعرف القراء الكرام بسيرته العطرة ، وجهوده العلمية والدعوية ....

المولد والنشأة :

وُلد العالم الأزهري، والدكتور المفسر عبد الحي حسين الفرماوي عام 1942 بقرية (كفر طبلوها) بمركز تلا محافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية، ونشأ في أسرة مسلمة محافظة  .

التعليم والحياة الوظيفية :

وعندما بلغ سن التمييز أرسله ولده الكريم للدراسة فالتحق بكُتاب القرية، وعندما أتمّ حفظ القرآن الكريم التحق بالتعليم الابتدائي بالمعهد الأحمدي بطنطا عام 1955م.

وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية عام 1965م ، مارس الحياة الوظيفية إلى أن كُلف بالعمل معيدًا بكلية أصول الدين بأسيوط فور تخرجه في كلية أصول الدين قسم التفسير والحديث عام 1969م

 ثم عمل مدرسًا مساعدًا،  وحصل علي (الماجستير) في التفسير وعلوم القرآن 1972م .

ثم حصل على الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن 1975 م .

 وعُين مدرسًا، ثم رُقي إلى درجة أستاذ مساعد عام 1980 م .

-ثم راح ينال الترقيات فصار أستاذاً مشاركاً ثم رقي إلى درجة أستاذ (بروفيسور ) عام 1985 م، وظل يشغل هذه الدرجة حتى وفاته.

أعماله والوظائف التي تقلدها :

وشغل عبد الحي الفرماوي على مدار حياته العملية مناصب؛ منها :

-وكيل كلية أصول الدين، ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة.

- وكذلك شغل منصب عضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بالجامعة وعضو مجلس كلية أصول الدين

وعضو لجنة وضع مناهج الجامعات الإسلامية

 وسكرتير عام نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.

كما عمل مستشارًا دينيًا لاتحاد المنظمات الطبية للدول الإسلامية

 وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر

 وعضو مجلس الشعب.

 وعضو المجلس الأعلى للآباء والمعلمين بالأزهر الشريف.

وعضو لجنة وضع مناهج الجامعات الإسلامية.

رابطة الجامعات الإسلامية .

سكرتير عام نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر .

المستشار الديني لاتحاد المنظمات الطبية للدول الإسلامية .

عضو المجلس الأعلى للآباء والمعلمين (السابق) بالأزهر الشريف .

-ناقش وأشرف - وما يزال بفضل الله تعالى - على العديد من رسائل الماجيستير والدكتوراه لطلاب الدراسات العليا.. بجامعتي : الأزهر (بمصر) وأم القرى بمكة المكرم أعير من جامعة الأزهر للعمل بالمملكة العربية السعودية: ثلاث مرات

الأولي: لمدة أربع سنوات في الفترة من 1978م - إلى 1982م بجامعة أم القري - بمكة المكرمة  حيث عمل أستاذ التفسير وعلوم القرآن .

الثانية: لمدة ست سنوات في الفترة من 1995م - إلي 2000م بجامعة أم القري -بمكة المكرمة

الثالثة: لمدة ثلاثة أشهر -أستاذا زائراً - سنة 1992م بجامعة الإمام محمد بن سعود.. بالمدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام

-دعا فضيلة الشيخ عبد الحي فرماوي إلى الله تعالى : من خلال محاضراته بالمدرجات الجامعية بجميع جامعات مصر تقريباً.

وكذلك من خلال الخطابة من فوق كثير من المنابر بمساجد الجمهورية،

حتى استقر خطيباً لمدينة البعوث الإسلامية بالأزهر الشريف لعدة سنوات .

ثم بمجمع المدينة المنورة بمنطقة عين شمس بالقاهرة لمدة أربع سنوات .

ثم بمسجد الدكتور مصطفى محمود بحي المهندسين بالقاهرة .

ثم خطبة الجمعة ودرس الأحد الأسبوعي بمسجد أبي بكر الصديق بمساكن الشيراتون ، مصر الجديدة .

ثم خطبة الجمعة بمسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد - مدينة نصر - القاهرة

ثم خطبة الجمعة بمسجد دار الأرقم - مدينة نصر - القاهرة

ثم خطبة الجمعة ودرس الخميس بنادي الشمس الرياضي بمصر الجديدة - القاهرة

و وتوفي وهو يؤدي خطبة الجمعة بمساجد الجمعية الشرعية – القاهرة .

المؤتمرات :

شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدعوية .

مثل :

المؤتمر التاسع لترشيد الصحوة الإسلامية (ميونخ ، ألمانيا ، عام 1988 م).

مؤتمر الشباب المسلم (بالمو ، السويد ، عام 1988 م) .

مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (بغداد ، العراق ، عام 1989 م) .

مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 1990 م .

مؤتمر الرابطة الإسلامية ( استوكهولم ، السويد ، عام 1993 م ) .

مؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا الشمالية (كاليفورنيا ، الولايات المتحدة الأمريكية, عام 2000 م) .

المؤتمر السابع لرابطة الجامعات الإسلامية (بيروت ..2004م )

مؤتمر الوعظ الإرشاد الإسلامي العالمي ( الأردن .. 2004م )

الجولات الدعوية خارج مصر

قام بالجولات العديدة داعيا إلى الله تعالى من خلال المراكز الإسلامية الموجودة في البلاد التالية: ألمانيا ،السويد، الدانمارك ،النمسا،الولايات المتحدة،كندا، المكسيك

مؤلفاته :

وللراحل عبد الحي الفرماوي مؤلفات أشهرها:

1-            "الإرهاب بين الفرض والرفض في ميزان الإسلام"

2-             و"البداية في التفسير الموضوعي"

3-            و"تهذيب تفسير ابن كثير"

4-            و"حرب الخليج في ميزان الإسلام.. أسباب وأحكام"

5-            و"دروس تربوية من الهجرة النبوية" ..

6-            و "المسلمون بين الأزمة والنهضة"

7-             و"الموت في الفكر الإسلامي"

8-             و"تدوين القرآن الكريم"

9-             و"السهل المفيد في تفسير القرآن المجيد" : يقول في مقدمته : (( عمر أمضيته في تفسير وتدريس لكتاب الله تعالى بجامعة الأزهر الشريف، رأيت أن أضع شرحاً ميسراً للقرآن الكريم، لأنال هذا الشرف العظيم... فجاء هذا التفسير سهلاً ومفيداً للعامة والخاصة، ليس بالطويل المُمل، ولا بالموجز المُخل، يفهمه العَالِم و المتعلّم، نسأل الله تعالى أن يتقبله منا، وينفع به المسلمين. يقع في 3 مجلدات

10-       و"المرأة بين التشريع الإسلامي والواقع الإنساني"

11-       و"رسم المصحف ونقطه .

12-      الأخوة ... طريق السعداء .

13-      الاستقامة .. فلاح في الدنيا ، ونجاة في الآخرة .

14-      جراحة التجميل .. بين التشريع الإسلامي والواقع المعاصر .

15-      الخلافات الزوجية .. صورها - أسبابها - علاجها .

16-      رسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين .

17-      زاد الدعاة من هدي القرآن الكريم (ثلاثة أجزاء) .

18-      زينة المرآة .. بين التشريع الإسلامي والواقع المعاصر .

19-      السلام في الإسلام .

20-      صحوة في عالم المرأة (رد على د. زكي نجيب محمود) .

21-      الصربيون ... خنازير أوروبا .

22-      طريق السعادة .. التوبة إلى الله .

23-      عشر مخالفات شرعية في وثيقة مؤتمر السكان والتنمية ،القاهرة 1994 م

24-      كتابة القرآن بالرسم الإملائي أو الحروف اللاتينية (اقتراحات مرفوضة) .

25-      ليلة القدر .. في الكتاب والسنة .

26-      المسلمون بين الأزمة والنهضة .

27-      مشروع برنامج تربوي لإصلاح النفس.

28-      منجد المقرئين ومرشد الطالبين .. للإمام ابن الجزري (تحقيق) .

29-      الموت وأهوال القيامة .. للإمام الغزالي (تحقيق) .

30-      وصايا سورة الإسراء .

ثانياً المقالات:

شارك بالعديد من المقالات في الصحف والمجلات التالية:

31-      الصحف:

32-      الأخبار (مصر) .

33-      الأحرار (مصر) .

34-      آفاق عربية (مصر) .

35-      الأهرام (مصر) .

36-      الأهرام المسائي (مصر) .

37-      الشعب (مصر) .

38-      لواء الإسلام (مصر) .

39-      النور (مصر) .

40-      الوفد (مصر) .

41-      المسلمون (السعودية) .

42-      المجلات:

43-      الرابطة (السعودية) .

44-      العربي (الكويت) .

45-      الفيصل (السعودية) .

46-      المجتمع (الكويت) .

47-      المجلة العربية (السعودية) .

48-      المدينة (السعودية) .

49-      منار الإسلام (الإمارات) .

50-      الوعي الإسلامي (الكويت) .

53- قصص الأنبياء – ابن كثير – تحقيق وتعليق : (( ويتحدث الكتاب عن قصص الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن ، وبعضاً ممن لم يرد ذكرهم في القرآن صراحة .

ولم يتعرض ابن كثير في كتابه لقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ بدأ بقصة آدم عليه السلام ، وانتهى في كتابه بعيسى عليه السلام .

وقد سار ابن كثير في كتابه بمنهج يوحي بالثقة ويشعر بالطمأنينة ، إذ اعتمد فيما ذكر فيه على ما ورد في القرآن الكريم ، كما خلا ما يستشهد به من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموضوع ، ولم يعتمد إلا فيما ندر على الضعيف من الحديث .

يضاف إلى ذلك أن الكتاب سلم من الإسرائيليات نهائياً ، وكيف لا وهو الإمام الحافظ المحدث ؟

وعلى كل فالكتاب فريد في بابه ، هام في موضوعه ، جيد في عرضه لقصص الأنبياء ، يشي بسعة علم مؤلفه ، وطول باعه في تناول التاريخ والسير .

وضم الكتاب عشرين باباً ، وقد يضم الباب ما بين فصلين كحد أدنى ، وسبعة عشر فصلاً كحد أعلى كما في قصة موسى عليه السلام .

والأنبياء الذين عقد لهم فصولاً في الكتاب هم : آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وذرية إبراهيم إسماعيل وإسحاق ، وما وقع من الأمور العجيبة في حياة بني إسرائيل ، وذكر أمم أهلكوا بعامة ويونس وموسى والخضر وإلياس ، وجماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام ، وداود وسليمان وجماعة من بني إسرائيل ممن لا يعلم وقت زمانهم على التعيين إلا أنهم بعد داود وقبل زكريا ويحيى وزكريا وعيسى عليهم جميعاً عليهم السلام .

ت عبدالحي الفرماوي

دار الطباعة والنشر الإسلامية

الطبعة الخامسة - 1417هـ 1997م

تاريخ النشر1424/12/4 هـ

54-موقع هدي الإسلام: قام بتأسيس والإشراف على موقع إسلامي شامل على الإنترنت باسم "هدي الإسلام" http://www.hadielislam.com وذلك عام 1426هـ - 2005 م

وغير ذلك من الكتب النافعة وعشرات المؤلفات، الأبحاث المفيدة .

جهاده السياسي والدعوي :

انخرط شيخنا رحمه الله تعالى في الحركة الإسلامية لمعاصرة  التي بعث مجدها وأرسى دعائمها الإمام المجدد حسن البنا – رحمه الله -، واعتقل الدكتور الفرماوي من قبل السلطات الأمنية مرات عدة، آخرها قبيل ثورة يناير 2011م.

وعاش آخر سنوات حياته في مصر مطاردًا بعد انقلاب الثالث من يوليو عام 2013م؛ حيث وضعه النظام المصري على قوائم المطلوبين أمنيًا بدعوى انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وفاته رحمه الله تعالى :

clip_image004_fc9a7.jpg

وبعد مطاردته من النظام وملاحقة من قبل الطواغيت لعدة سنوات..  توفي العالم الأزهري عبدالحي حسين الفرماوي  عن عمر يناهز 75 عامًا، وكان ذلك في الساعات الأولى من يوم الجمعة - الثاني عشر- من مايو 2017م.

تشييع جنازة الدكتور الفرماوي تحت حصار قوات الانقلاب:

  لقد رحل الشيخ الجليل عن دنيا الناس الفانية، بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والدعوة والجهاد والتأليف، ولكن المفاجئة أنه تمّ تشييع جنازة الدكتور عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر تحت حصار قوات الانقلاب العسكري حيث أحاطت قوات الشرطة  الجنازة والمشيعين بمسجد (يوسف الصحابي) في حي مصر الجديدة، شرق القاهرة، ومنعت الصحفيين من تغطية الجنازة.

وظل الدكتور عبد الحي الفرماوي ـ رحمه الله ـ مطاردًا من أجهزة أمن الانقلاب منذ انقلاب 3 يوليو 2013، وما زال اثنان من أبنائه معتقلين بسجون النظام.

لديه أربع بنات وولدان كلهم من أبناء الأزهر.

المصادر :

1-الموسوعة التاريخية للإخوان المسلمين – موقع على شبكة الانترنت .

2-   موقع هدي الإسلام  - الذي كان يديره الراحل رحمه الله تعالى .

3-مواقع الكترونية أخرى ......

وسوم: العدد 722